ⓒ Getty Images Bank

هناك مثل يقول إن الصديق وقت الضيق وهذه الأيام نرى تطبيقات لهذا المثل كثيرا خاصة في مدينة "ديغو" التي تعرف بمدينة القمر ومدينة "كوانغ جو" التي تعرف بمدينة الضوء، حيث تنفذان هذا المثل بكل معنى الكلمة. يُشار الى أنه في عام ألفين وتسعة كانت الصراعات شديدة بين المدينتين قبل اختيار مدينة كورية لاستضافة منطقة طبية متقدمة ولكن تعاهد عمدة ديغو "كيم بوم إيل김범일" وعمدة كوانغ جو "بارك كوانغ تيه박광태"على تنفيذ مشروع المنطقة بشكل مشترك، لهذا فقد تمت تسمية تحالف المدينتين بتحالف ضوء القمر، وبسبب فيروس كورونا تسعة عشر تمت استعادة هذا التحالف مرة أخرى حيث يحس مواطنو المدينتين حقا بالمثل القائل إن الصديق وقت الضيق، فعندما شهدت مدينة ديغو أول إصابة بفيروس كورونا، قدمت مدينة كوانغ جو عشرين ألف كمامة بعد يومين فقط، أي يوم العشرين من فبراير الماضي، لتصبح الأولى في البلاد وحينما زاد عدد حالات الإصابة زيادة سريعة في ديغو، قدمت كوانغ جو عشرين ألف كمامة إضافية. وكان قد أعلن عمدة كوانغ جو "لي يونغ صوب이용섭" في الأول من هذا الشهر عن توفير أسرّة في المستشفيات للمصابين بالفيروس في ديغو، تجدر الإشارة إلى أن ديغو كانت تعاني من نقص في عدد الأسرّة حيث كان ألف وستمائة واثنين وستين مصابا من إجمالي ألفين وخمسمائة وتسعة وستين مصابا عليهم أن ينتظروا في بيوتهم قبل دخول المستشفى.

عندما كان الجميع يخافون من الفيروس، كانت كوانغ جو أول مدينة تمد يد العون إلى ديغو، فعندما شهدت كوانغ جو أول إصابة بالفيروس في الرابع من شهر فبراير الماضي، قدمت ديغو عشرة آلاف كمامة طبية إلى كوانغ جو في الثاني عشر من نفس الشهر وفي ذلك الوقت لم تشهد ديغو تفشي الفيروس.

الجدير بالذكر انه في الماضي كان يقال إن كوريا منقسة إلى شرق وغرب، وتمثل كوانغ جو الشرق، بينما تمثل ديغو الغرب ولكن هاتان المدينتان أثبتتا أنهما صديقتان حقيقيتان في السراء و الضراء. 

وفي هذا السياق اعلنت شركة يونيكلو اليابانية تبرعها بمبلغ مالي بقيمة خمسة عشر مليون وون إلى مركز رعاية كبار المسنين المقيمين بمفردهم من أجل شراء كمامات ومعقمات للأيدي وغيرها من منتجات الطوارئ، أما موعد بدء الشركات الكورية الكبرى مثل سامسونغ وإل جي وهيونديه لتقديم التبرعات الخاصة للتغلب على أزمة كورونا فقد صادف السادس والعشرين من نفس الشهر. يُشار الى أن الشركة اليابانية عانت في العام الماضي من حملات عدم شراء منتجاتها في كوريا نتيجة لتدهور العلاقات بين حكومتي البلدين وموقف الشركة اليابانية من الحقائق التاريخية الماضية لكنها أصبحت أول شركة أجنبية تقرر مساعدة كوريا في الواقع.

هناك ايضا من قرروا تقديم مساعدات كرد على الجميل رغم أنهم يواجهون صعوبات أيضا وهم لاجؤون وطلاب وعمال قادمون من السودان وساحل العاج، فقد قدم ستون عضوا من هاتين الدولتين أربعة ملايين ومائتي ألف وون كتبرعات مالية يوم الحادي والعشرين من هذا الشهر إلى هيئة الصليب الأحمر الكورية وهم يطلبون استخدام هذا المبلغ للقيام بأنشطة للإنقاذ من فيروس كورونا.

في هذا السياق قال السيد "نزار" ممثل الجالية السودانية إن أعضاء الجالية قرروا تقديم تبرعات من أجل مساعدة الكوريين حتى ولو جزئيا، حيث إنهم رحبوا بنا ترحيبا دافئا كما أكد السيد " آنغ جي 앙지" ممثل جالية ساحل العاج على أنهم أعضاء في المجتمع مثل الكوريين وأنهم يتمنون من أعماق قلوبهم أن تتغلب كوريا على أزمة كورونا.

يذكر ان مبلغ الأربعة ملايين ومائتي ألف وون الذي جمعوه أثار إعجابا أكبر من مبلغ إثنين وأربعين مليار وون الذي قدمته الشركات الكبيرة، وبالإضافة إلى ذلك قام مجتمع اللاجئين في منطقة "دونغ دو تشون" بصنع كمية من الكمامات والتبرع بها إلى كبار السن المقيمين بمفردهم، وقد اشتروا أقمشة ومرشحات خاصة للكمامات بأنفسهم من أجل صنع تلك الكمامات، اقترحت السيدة "امآتا 아마아타" من ليبريا التي جاءت إلى كوريا قبل ثماني سنوات صنع الكمامات، وقالت إنها استطاعت مواصلة حياتها في كوريا حتى الآن بفضل الجيران الذين كانوا يزورونها  ليطمئنوا على وجود طعام لديها عندما جاءت إلى كوريا أول مرة، ليس هذا فقط بل في مدينة "يونغ جو영주"، في الخامس والعشرين من هذا الشهر، تبرع أحد محدودي الدخل الذي رفض الكشف عن اسمه بمبلغ مليون وون وطلب استخدام هذا المبلغ في مكافحة كورونا. وفي منطقة "كانغ دونغ كو" زار تلميذان في المدرسة الابتدائية مركز السكان يوم التاسع من هذا الشهر وتبرعا بخمس كمامات وصندوق للادخار فيه واحد وعشرون ألف وتسعمائة وون من مصروفهم اليومي.