ⓒ Getty Images Bank

 في كوريا يوجد نظام يتم بموجبه إلزام كل شاب بأداء الخدمة العسكرية لمدة تبلغ 18 شهرا في المتوسط، وبالنظر لمسألة المطرب "يو سونغ جون"، يمكن التأكد من أن هذا الموضوع حساس ومهم في كوريا، فهذا المطرب قام بنشاط غنائي إيجابي في أعوام التسعينيات، وقبل دخوله المعسكر غادر كوريا لتقديم عرض غنائي في اليابان لكنه لم يرجع، بل سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فجأة ثم حصل على الجنسية الأمريكية، ولم يرجع إلى كوريا منذ فترة مما عرضه لاتهامات بأنه تعمّد تجنب الخدمة العسكرية باستخدام الجنسية الأمريكية.  لكن في عام 2015، بعد مرور 13 عاما عندما كان عمره 38 سنة طلب من القنصلية الكورية في أمريكا، إصدار تأشيرة دخول لكوريا لكن وزارة العدل والحكومة الكورية لم تصدر تأشيرة دخول له مشيرة إلى أنه لم يلتزم بأداء الخدمة العسكرية وحتى الآن لا يستطيع هذا المطرب وأسرته دخول كوريا إطلاقا على الرغم من محاولاته المستمرة بدون توقف بما في ذلك رفع دعوى قضائية ضد وزارة العدل ومن خلال هذه المشكلة يمكن التعرف على مدى إيلاء المواطنين الكوريين الأهمية لأداء الخدمة العسكرية ولكن لا يتوجب على الفتيات أداء مثل هذه الخدمة العسكرية الإجبارية وفي هذه الأيام، يتطرق البعض إلى موضوع فرض الخدمة العسكرية على البنات الكوريات مثل الرجال بالمساواة، جاء ذلك بسبب نقص عدد الجنود نتيجة لانخفاض نسبة الإنجاب. 

الجدير بالذكر ان موضوع عدم قيام البنات بالخدمة العسكرية دائما محلا  للشكاوى من قبل الشباب الذكور وترى النساء أن هذا الموضوع يثير خلافات بين الجنسين بينما يرى الرجال أن هذا الموضوع يعتبر تمييزا جنسيا ضد الرجال وفي المقابل يتلقى الرجال بعد إكمال الخدمة بعض حوافز عند الحصول على وظائف في الشركات مثل مستوى المرتب السنوي، حيث إن مرتب الموظف الرجل أعلى من مرتب الموظفة وفي استبيان أخير، أجاب 52 بالمائة من المشاركين الرجال والنساء بأنهم يؤيدون فرض هذا النظام على الرجال والنساء بالمساواة  لكن لا يظن أنه يمكن تحقيق ذلك في الواقع، أيضا اقترحت بعض البنات تطبيق نظام اختياري بدلا من النظام الإجباري، بحيث يمكن أن تتقدم البنات الراغبات بطلب لأداء الخدمة العسكرية لكن هذا غير ممكن نظرا للظروف الأمنية في المنطقة، واستمرار انقسام شبه الجزيرة الكورية ويبقي السؤال هل سيتحقق قيام البنات بالخدمة العسكرية مثل الرجال؟ وهل سيكون ذلك إجباريا أم اختياريا؟ عبرت بعض البنات عن رغبتهن في أداء الخدمة العسكرية إذا كان ذلك ضروريا، ولكن ليس من ناحية مسألة المساواة بين الجنسين، بل من أجل التعويض عن نقص عدد الجنود الناتج عن انخفاض الإنجاب، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على أمن البلاد لا تريد الفتيات استخدام هذا الموضوع كمشكلة خلافية بين الجنسين، في الوقت الذي نشهد فيه انخفاض عدد السكان، قد يُطرح هذا الموضوع للنقاش الجدي.