ⓒ Getty Images Bank

عندما نسأل عن الأطباق الجانبية التي لا غنى عنها لطاولة وجبات الكوريين، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو "الكيمتشي". والكيمتشي عبارة عن طبق جانبي تقليدي كوري مصنوع من الخضروات المخللة والملفوف الصيني والفجل والفلفل الحار وغيرها، ويقال إن كمية الكيمتشي التي يتناولها كوري واحد لمدة عام تتجاوز 36 كيلوجراما وهو يمثل كمية هائلة من الاستهلاك. يُشار الي أن الكوريون يحبون الكيمتشي كثيرا لدرجة أن كل منزل به ثلاجة لتخزين الكيمتشي لذا يتفاجأ معظم الأجانب الذين يزورون العائلات الكورية من وجود ثلاجة الكيمتشي حيث تعتبر ثلاجة تخزين الكيمتشي في كوريا من الأجهزة المنزلية الأساسية مثل أجهزة التلفزيون والغسالة والثلاجة، حيث تشتري معظم الفتيات المقبلات على الزواج تلك الثلاجة بالإضافة إلى الثلاجة العادية ولا يزال الكيمتشي أحد الأطباق الجانبية التمثيلية للكوريين لكن أصبحت مكانة الكيمتشي أقل من ذي قبل وذلك لأن استهلاك الكيمتشي يتناقص تدريجيا بسبب الاتجاه السائد في عصر زيادة الأسر المكونة من فرد واحد والأسر النووية وانتشار ثقافة تناول الطعام في الخارج لكن الوضع تغير مؤخرا في أعقاب انتشار فيروس كورونا حيث يزداد استهلاك الكيمتشي تدريجيا بسبب زيادة وقت البقاء في المنزل وزيادة عدد وجبات الطعام في المنزل مع ذلك فقد تغير اتجاه استهلاك الكيمتشي وأصبح المزيد من الناس يشترون منتجات الكيمتشي الجاهزة من المتاجر دون صنع الكيمتشي. 

يذكر ان الفترة من أواخر نوفمبر إلى أوائل ديسمبر في كوريا تعتبر أنسب وقت لصنع المخلل الكوري التقليدي "الكيمتشي" استعدادا لفصل الشتاء البارد ومع ذلك أصبح من الصعب رؤية المشاهد التي نراها عادة في موسم "كيم جانغ" لصنع المخلل الكوري التقليدي "الكيمتشي"، حيث يجتمع أفراد الأسرة معا ويصنعون الكيمتشي لقضاء فصل الشتاء الطويل ربما يرجع ذلك إلى أن منتجات الكيمتشي الجاهزة التي تباع في الأسواق بدأت في إنتاج طعم وجودة تضاهي الكيمتشي المصنوع في المنزل، وفقا للاستطلاع الذي أجرته مؤخرا شركة "داي سانغ" للمواد الغذائية الكورية المعروفة بالعلامة التجارية "جونغ غا جيب" حول خطة صنع الكيمتشي هذا العام قال 56.2 % من ربات البيوت المستجوبات إنهن يخططن لعدم صنع الكيمتشي هذا العام هذا يعني أن المزيد من ربات البيوت قررن شراء الكيمتشي المعبأ بشكل مريح وليس صنع الكثير من الكيمتشي في المنزل  ومع تزايد عدد الأسر المكونة من شخص واحد، فإن صنع كميات كبيرة من الكيمتشي وتناوله على مدار السنة لم يعد أمرا مناسبا لذلك فإن سوق الكيمتشي المعبأ تنمو يوما بعد يوم وفقا لشركة نيلسن كوريا لتحليل المعلومات، تضاعف حجم سوق الكيمتشي المعبأ تقريبا على مدار أربع سنوات من 148.2 مليار وون في عام 2015 إلى 283.2 مليار وون في عام 2019. وبفضل شعبية الكيمتشي المعبأ تنوعت أيضا أنواع الكيمتشي المباعة ويوجد حاليا أكثر من 40 نوعا من الكيمتشي في السوق يمكن صنع أنواع مختلفة من الكيمتشي حسب المكونات التي نصنعها إذا كان الكيمتشي مصنوعا من الخيار، يطلق عليه "خيار كيمتشي" كما تغيرت طريقة شراء الكيمتشي أيضا حيث إن الاتجاه في هذه الأيام هو "الشراء عبر الإنترنت".  على سبيل المثال إذا كنت تبحث عن " ملفوف الكيمتشي الكوري الكلاسيكي" على بوابة بحث "نايفر"، فسيظهر أكثر من 30 ألفا من منتجات الكيمتشي وبنقرة واحدة يتم تغليف الكيمتشي بعناية وتسليمه إلى منزلك، لذا فهو أكثر ملاءمة، يشبه طلب الكيمتشي شراء الملابس عبر الإنترنت. تجدر الاشارة الى أنه في هذا الوقت من العام تقام مهرجانات الكيمتشي في جميع أنحاء البلاد ولكن هذا العام تم إلغاء معظم المهرجانات أو يتم إجراؤها بطريقة غير مباشرة لمنع انتشار فيروس كورونا وفي بعض المناطق، تقام مهرجانات الكيمتشي من خلال تطبيق نظام "drive-through" أي "الشراء من السيارة"، حيث يمكن للناس شراء مواد شبه جاهزة، مثل الملفوف الصيني المملح أو مزيج التوابل في أثناء وجودهم في السيارة لقد تغيرت أشياء كثيرة هذا العام بسبب فيروس كورونا، كما تغيرت ثقافة صنع الكيمتشي.