ⓒ Getty Images Bank

أصبح من السهل جداً في هذا العصر لأي شخص أن يؤلف ويصدر كتابا. على سبيل المثال، قام رجل مارس التسويق على مدار ثلاثة أعوام فقط، وموظفة حكومية مبتدئة، وآنسة غير راغبة في الزواج اشترت شقة مؤخرا في منطقة غنية في سيول، بأصدار كتب يتناولون فيها تجاربهم وأسرارهم. وينطبق هذا الأمر على أثرياء مشاهير عالميا. فقد أصدر كل من "جيف بايجوس 제프 베이조스 " مؤسس أمازون، و"بيل غيتس" مؤسس مايكروسوفت، كتابا مؤخرا. وبغض النظر عن الثروة والمهنة والشهرة والقدرة على الكتابة، يدخل كل من غير ذي صلة إلى أسواق النشر حاليا.

وطبقا للاتحاد الكوري لثقافة الطباعة والنشر، زاد عدد أنواع الكتب التي صدرت في كوريا، من خمسة وأربعين ألفا ومائتين وثلاثة عشر نوعا في عام ألفين وخمسة عشر، إلى سبعة وستين ألفا وسبعمائة واثنين وتسعين نوعا في العام الماضي. مما يعني أن عدد أنواع الكتب الصادرة قد زاد زيادة كبيرة بحوالي ستة وأربعين بالمائة خلال الخمس سنوات الماضية. والسبب في ذلك يرجع إلى سهولة طرق نشر الكتب. فالطريق إلى نشر كتاب مفتوح تماما أمام أي شخص إذا كان عنده مواد جديرة للكتابة دون المرور بالباب الضيق لشركات النشر المشهورة، حيث يمكن إصدار كتاب من خلال شركات النشرة المستقلة التي زاد عددها زيادة سريعة مؤخرا، أو من خلال النشر الفردي، أو حتى بواسطة الكتب الإلكترونية. الجدير بالذكر أن منصة "بلونتش 브런치" المتخصصة في نشر المحتويات عبر كاكاو تلعب دورا كبيرا في تحويل الكتاب غير المعروفين إلى كتاب يحققون أفضل مبيعات بوتيرة سريعة. منذ انطلاق المنصة في عام ألفين وخمسة عشر، زاد عدد الكتاب العاملين عبرها زيادة كبيرة وسريعة من حوالي عشرين ألف كاتب في عام ألفين وسبعة عشر، إلى حوالي ثلاثين ألف كاتب في عام ألفين وتسعة عشر، ثم إلى حوالي أربعين ألفا في العام الماضي. وعلى سبيل المثال، فإن كتاب "يأتي المولودون في تسعينيات القرن الماضي" للكاتب "ليم هونغ تيك 임홍택" وكتاب "طريقة التعامل بالابتسام مع شخص غير مؤدب" للكاتبة "جونغ مون جونغ정문정" وكتاب "كدت أن أعيش باجتهاد" للكاتب "ها وان 하완"، جميعها أصبحت من أكثر الكتب مبيعا. كما لعب تفجر الرغبة في إصدار الكتب دورا مهما في حمى الإصدار. وقال أحد المحررين في شركة "بيكا" للطباعة والنشر التي أصدرت كتابا للمقالات بعنوان "الغطس بسنتيمتر واحد" وبيعت منه عشرون ألف نسخة، إن رغبة الكثيرين في كتابة الكتب كبرت بعد أن بدؤوا في كتابة النصوص على مواقع التواصل الاجتماعي بما في ذلك إنستغرام وفيسبوك وتويتر. وأضاف أن عددا غير قليل منهم حصلوا على شجاعة بعد أن زاروا المكتبات ووجدوا أن الكثير من الكتب تتناول موضوعات تافهة وصغيرة ومتواضعة. وفي سوق كتب المقالات التي كان المشاهير يحتكرونها سابقا، يتدفق عامة الناس الذين يحكون قصصهم وتجاربهم الخاصة.

خاصة بعد أن حقق كتاب بعنوان "رغم أنني أريد أن أموت إلا أني أحب أن آكل طبق كعك الأرز الحار"، مبيعات كبيرة قبل ثلاث سنوات، تغيرت مشاهد السوق تغيرا كبيرا. أما بالنسبة للكتب حول تطوير المواهب الذاتية، فقد كانت الكتب التي تدعو إلى بذل أقصى الجهود المفرطة لتحقيق النجاح تلقى رواجا سابقا، ولكن هذه الأيام تلقى الكتب التي تقدم المواساة والتعاطف مثل كتاب بعنوان "لا بأس حتى لو لم تبذل جهدا"، إقبالا كبيرا.

وفي الآونة الأخيرة يتدفق نوع الكتب التي تقدم حلولا لإدراك الواقع والحياة المستدامة بأقل حد. منها كتاب "أعيش بمفردي فعلي أن أمتلك المال على الأقل"، الذي يعتبر دليلا اقتصاديا للنساء غير المتزوجات، وكتاب "أول بيت في حياتي" الذي يشرح طرق الحياة من خلال دفع رسوم الإيجار الشهري. كما يحظى عدد من الكتب التي كتبها أصحاب المهن والتي لم يمكن تصورها سابقا بمن فيهم حارس شقق، ومدير جنازات، وسائق حافلة، باهتمام كبير. وقال السيد "صو صون هينغ  서선행 " المحرر في شركة "كانا 가나" للطباعة والنشر إنه في سوق كتب المقالات ليس المهم من هو الكاتب ولكن المهم هو تميز وانفراد المفهوم. وأشار إلى أنه في الماضي كان القراء ينتظرون كلمة واحدة من الموجهين، ولكن الآن أصبح من المهم تطابق موضوعات الكتب مع حالات القراء. وقال "كيم هاك وان  김학원" رئيس شركة "هيومونيست 휴머니스트 " إنه حل علينا عصر نعبر فيه عن ذواتنا والكل يريدون أن يحكوا قصصهم. يا أنس، هل أنت أيضا تريد أن تصدر كتابا؟