ⓒ Getty Images Bank

نظرا لوجود سجلات لأشخاص كانوا يستمتعون بالغناء والرقص في أثناء تناول الكحول عند أداء الاحتفالات الدينية منذ عصر البلدان القبلية في كوريا، فمن المؤكد أنهم صنعوا الكحول بأنفسهم في ذلك الوقت، لكن نوع الكحول وطبيعته غير معروفين تماما. وعلى الرغم من أن الكحول المتداول اليوم يبدو أنه قد تم إنشاؤه خلال عهد مملكة كوريو، إلا أنه منذ عهد مملكة جو سون بدأ تنظيم طريقة صنع الكحول بشكل منهجي في الأدبيات. ومن بين المشروبات الكحولية التقليدية المتنوعة التي استمتع بها الكوريون لفترة طويلة، كان الماكغولي محبوبا لفترة طويلة لأنه يمكن لأي شخص صنعه في المنزل بسهولة. ويمكن القول إن سبب حب الكوريين للماكغولي لفترة طويلة هو بساطته. حيث يمكن إنتاجه من خلال مزج الأرز والخميرة والماء في وعاء من الفخار وتخميره لعدة أسابيع لصنع مشروب تقليدي ذي سطح صافٍ ولون حليبي في الأسفل. وقد تم الاستمتاع به لعدة قرون ويمكن صنعه في فترة زمنية قصيرة مقارنة بالنبيذ والبيرة. حيث أن عائلات كثيرة في جميع أنحاء كوريا تصنع ماكغولي مع وصفتها الفريدة. ومع ذلك، مع الاحتلال الياباني لكوريا في أوائل القرن العشرين، انتهت الصناعة المنزلية بما في ذلك إنتاج الماكغولي. حيث تخلصت اليابان تدريجيا من منتجي الكحول المحليين لصالح منتجي الخمور اليابانيين. وفي ذلك الوقت، تم حظر إنتاج المشروبات الكحولية بشكل تام، وحتى بعد التحرير، تم حظر إنتاج المشروبات الكحولية باستخدام الأرز، المكون الأساسي للماكغولي، بسبب النقص الحاد في الغذاء.

الجدير بالذكر أن العديد من الباحثين في مجال الكحول التقليدي بذلوا جهودا كبيرة لاستعادة تقنية صنع الماكغولي، والتي ضاعت لسنوات عديدة. ولذلك سافروا في جميع أنحاء كوريا على مدار عقود، وجمعوا وصفات الماكغولي المحلية واستعادوا تقنيات صنع الخمور التقليدية القديمة. كما تبنت الحكومة الكورية الخمور التقليدية باعتبارها تراثنا فخريا، واعترفت بها كصناعة مربحة، وغيرت مسار سياساتها السابقة وخفضت بشكل كبير الحواجز أمام الدخول في صناعة التخمير.

وبالإضافة إلى ذلك، رفعت الحكومة القيود المفروضة على بيع المشروبات الكحولية عبر الإنترنت فقط للمشروبات الكحولية التقليدية ومنحت معاملة تفضيلية بحيث يمكن للمستهلكين شراء المشروبات الكحولية التقليدية مباشرة عبر الإنترنت. بفضل هذه الجهود، ارتفعت مبيعات الماكغولي عبر الإنترنت وخارجه، وتمكن الناس من الاستمتاع بالمكغولي مرة أخرى. والآن، يتوسع الماكغولي في جميع أنحاء العالم بفضل شعبيته في كوريا، حيث إن هذا الخمر يُعتبر غذاء عضويا صحيا بين المستهلكين الأجانب وهو أيضا مشروب فريد من نوعه لم يسبق له مثيل من قبل، وتتزايد شعبيته.