ⓒ Getty Images Bank

على الرغم من انخفاض عدد المسافرين الوافدين لكوريا في العام الماضي بشكل كبير بسبب جائحة كورونا، اتضح أن عدد المرضى الأجانب الذين زاروا كوريا قد ازداد. فوفقا لإعلان وزارة الصحة والرعاية في اليوم السادس والعشرين، بلغ عدد المرضى الأجانب الذين زاروا كوريا الجنوبية لاستخدام الخدمات الطبية في العام الماضي 146 ألفا، بزيادة نسبتها 24,6% مقارنة بالعام الأسبق. حيث يعد هذا أمر غير معتاد للغاية بالنظر إلى أن العدد الإجمالي للوافدين الأجانب الذين زاروا كوريا العام الماضي انخفض بنسبة 60,7% مقارنة بعام 2020. ويُفسَّر سبب اختيار المرضى الأجانب للذهاب إلى كوريا على الرغم من العزلة الذاتية الإلزامية بسبب فيروس كورونا، بمكانة الرعاية الطبية الكورية التي تتمتع بأفضل الإمكانات في العالم، مثل التكنولوجيا الطبية المتقدمة المحلية، والأطقم الطبية عالية الجودة والبنية التحتية للمعالجة.

تجدر الأشارة الى أن 32,8% من المرضى الأجانب الذين زاروا كوريا العام الماضي تلقو علاجا في المستشفيات العامة، وتلتها العيادات بنسبة 28,2% والمستشفيات الجامعية بنسبة 25,6%. وبشكل عام، تبيّن أن هناك طلبا كبيرا على العلاج المتقدم في المستشفيات العامة أو المستشفيات الجامعية المتخصصة في الممارسات الطبية الصعبة مثل جراحة السرطان وزراعة الأعضاء. وقد اتضح أن العلاج المتكامل للطب الباطني قد جذب 48 ألف مريض بنسبة 26.4% من الإجمالي، وتلته الفحوصات الصحية بنسبة 10.1%، والجراحات التجميلية بنسبة 9.2%، والأمراض الجلدية بنسبة 6.6%. وعند النظر إلى جنسيات المرضى الأجانب، نجد أن المرضى من الولايات المتحدة والصين قد شكلوا 39% من إجمالي المرضى الأجانب، وتلاهم الفيتناميون بنسبة 7.4% والمنغوليون بنسبة 6.3%. وقد لعبت الحكومة الكورية أيضا دورا مهما في جذب المرضى الأجانب، حيث أعدت نظاما خاصا للدخول السريع للمرضى الأجانب المصابين بأمراض خطيرة منذ يوليو 2020. واختصرت فترة إصدار التأشيرة من خمسة أسابيع إلى أسبوع واحد من خلال تبسيط إجراءات إصدار التأشيرة للمرضى الأجانب الذين يزورون كوريا لأغراض طبية.

بالإضافة إلى ذلك، حددت الحكومة هدفا يتمثل في جذب 500 ألف مريض أجنبي سنويا بحلول عام 2026 من خلال وضع خطة شاملة لدعم جذب المرضى الأجانب وإعداد المهام الرئيسية اللازمة لجذب المرضى الأجانب على مدى السنوات الخمس القادمة. ومع الاستقرار الأخير لوضع جائحة كورونا في الداخل والخارج، من المتوقع أن تستمر الزيادة في عدد المرضى الأجانب القادمين إلى كوريا. ولذلك، فأن الوقت قد حان لبذل المزيد من الجهود والدعم لتعزيز التميز في الخدمات الطبية الكورية عالميا وترسيخ مكانة كوريا كدولة طبية دولية رائدة.