ⓒ Getty Images Bank

صار شائعا في صناعة الموسيقى مؤخرا وجود ألبومات في المنصات الرقمية لا تحتوي على سجلات فعلية. على سبيل المثال، يوجد ألبوم لا يحتوي على قرص مضغوط، لكنه يحتوي على قطعة من الورق بها رمز الاستجابة السريعة "كيو آر QR" يحتوي على معلومات مصدر الصوت فقط. وكيفية استخدام هذا الألبوم بسيطة للغاية، حيث يمكنك تنزيل الألبوم بعد تثبيت تطبيق الموسيقى الذي يمكنه تسجيل رمز الاستجابة السريعة على هاتفك الذكي. وبالطبع ينعكس حجم مبيعات الألبوم أيضا في حصيلة المخططات الموسيقية المحلية الرئيسية. ويعود الفضل في شعبية ألبومات المنصات الرقمية التي تحتوي على رموز الاستجابة السريعة إلى عشاق موسيقى الأيدول، أي الجيل "زِد Z"، الذين يقدرون البيئة. ويشير الجيل Z إلى جيل الشباب المولودين بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويتميز بأنه الجيل " الرقمي الأصلي" حيث نشأ في بيئة رقمية منذ صغره. ويستخدم الجيل زِد، الذين هم على دراية بالإنترنت، الهواتف الذكية منذ الطفولة ويقيمون علاقات إنسانية من خلال خدمات التواصل الاجتماعي، وأجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة لأكثر من 40% من اليوم، وقد اعتادوا على استخدام الأجهزة الرقمية. وبالإضافة إلى ذلك، على عكس الأجيال السابقة، يظهر الشباب في الجيل زِد أنماطا استهلاك مختلفة، تتضمن أن يكونوا أفرادا ومستقلين، كما يعطون أولوية للقيم الاقتصادية والبيئية. وهكذا فإن هؤلاء الشباب المسلحين بقوة المعلومات يبرزون كمحور رئيسي للاستهلاك المستقبلي ومجموعة مهمة في تكوين الرأي العام. وولذلك فإن جيل زِد الذي اعتاد على مصادر الصوت الرقمية، تعتبر الأقراص المضغوطة التي تزداد مع كل عملية شراء للألبومات الموسيقية، ليست عناصر تستحق الامتلاك، لكنها وسيلة فقط للحصول على بطاقات الصور المضمنة في الألبومات أو تذاكر اجتماعات المعجبين. وفي الواقع، قامت مجموعة "كيبوب فور بلانيت Kpop4Planet"، وهي مجموعة استجابة لأزمة تغير المناخ مكونة من محبي الكيبوب، بجمع حوالي 8000 قرص مضغوط من ألبومات الموسيقى التي تجاهلها المشجعون المحليون لمدة شهر واحد اعتبارا من مارس من العام الماضي كجزء من أنشطة حماية البيئة. إلى جانب ذلك، انتشرت حملة "تقليل ألبومات الأقراص المضغوطة البلاستيكية" من خلال خدمات الشبكات الاجتماعية بين الجيل زِد، مما زاد من ترسيخ جو تفضيل ألبومات المنصة الرقمية. كما تستجيب شركات التسجيلات المحلية لهذا الاتجاه. ففي يوليو من العام الماضي، أصدرت وكالة "هايب" التي تدير أعمال فرقة بي تي اس، ألبوم "جاك إن ذا بوكس Jack in the Box"، وهو ألبوم منفرد للمطرب "جيهوب" عضو فرقة "بي تي إس"، كألبوم منصة رقمية فقط.

في هذا الصدد، تتوقع صناعة الموسيقى أن تنتشر حركة إنشاء ألبومات صديقة للبيئة، مثل تقليل تغليف الألبوم غير الضروري من خلال عكس آراء المعجبين. وهذا لأنه أصبح من المعتاد أن يكتب المعجبون ما إذا كان البلاستيك مستخدما أم لا أو مقدار استخدامه، كمزايا وعيوب عند كتابة مراجعة بعد شراء ألبوم. ولكن نظرا لأن الأقراص المضغوطة لا تزال تتمتع بقيمة قابلة للتحصيل، فسيكون من الصعب استبدالها تماما بألبومات المنصة الرقمية. غير أنه بالتوازي مع التوجه الاجتماعي لتقليل استهلاك البلاستيك والورق، من المتوقع أن تزداد نسبة ألبومات المنصة الرقمية في المستقبل.