ⓒ YONHAP News

تجاوز عدد مستخدمي برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي ChatGPT'' للذكاء الاصطناعي مائة مليون شخص بعد مرور شهرين فقط من إطلاقه، مما يشير إلى رواجه الكبير في مختلف أنحاء العالم. وعندما نسأله بالإنغليزية أو الكورية، يرد علينا. ولا يكتفي بمحادثة بسيطة بل يكتب مقالة علمية عالية المستوى إلى جانب تقديم خدمة الترجمة. كما نجح في امتحانين أمريكيين لرخصتي الأطباء والمحامين. 

الجدير بالذكر أن شركة المغامرة الأمريكية "اوبن إيه آي" قامت بتطوير هذا التطبيق من الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم أكثر من ثلاثمائة مليار مادة من الوثائق والكتب على الإنترنت. وفي مدينة كولومبيا الأمريكية اعترف أحد القضاة بأنه استشار "تشات جي بي تي" عندما كتب نص قرار مما أثار جدلا. ليس هذا فقط بل اخترق هذا البرنامج مجالات الإبداع أيضا مثل كتابة القصائد أو الروايات. وبالرجوع الي حالة استخدام هذا البرنامج في كوريا، فأنه عندما طُلب منه كتابة شعر حول استجلاب الحظ السعيد مع قدوم الربيع، كتب هذه الجملة "عندما يأتي الربيع الذي يشعرنا ببداية جديدة، علينا أن نتقدم إلى الأمام من أجل تحقيق حلم جديد". وعندما خضع لامتحان اللغة الإنجليزية لدخول الجامعات الكورية لعام ألفين وثلاثة وعشرين، أجاب بإجابات صحيحة على أكثر من ثلثي أسئلة الأمتحان رغم أنه لم يدرس المواد ذات الصلة. وبعد أن كُشف عنه في الأول من شهر ديسمبر الماضي في كوريا، صار يستخدمه حاليا أكثر من ثلاثة عشر مليون شخص يوميا في المتوسط.

يذكر أنه من أجل وصول عدد المستخدمين شهريا إلى مائة مليون شخص، استغرق انستغرام عامين وستة أشهر، واستغرق تيك توك تسعة أشهر، أما "تشات جي بي تي" فلم يستغرق سوى شهرين فقط. وبسبب أنه اخترق حياتنا اليومية بوتيرة سريعة، فإنه يثير قلقا كبيرا أيضا. على سبيل المثال، تقدم بعض طلاب الجامعات بتقارير باستخدام "تشات جي بي تي" مما أثار جدلا حول الغش. كما أن هناك احتمالا بسوء استخدامه في الجرائم عبر الإنترنت مثل إنتاج البرامج والأكواد الخبيثة أو المحتويات الضارة. وأشار رئيس الاتحاد الكوري للذكاء الاصطناعي والأخلاق "جون تشانغ بيه 전창배" إلى أنه يتعين على الشركات إجراء الكثير من عمليات التحقق والاختبار لمعرفة ما إذا كانت منتجات تم عليها تطبيق الأخلاق والسلامة ثم طرحها بعد تأمين السلامة والأخلاق. وبعد أن حظي تشات جي بي تي برواج كبير، تقبل شركات تقنية المعلومات المحلية والأجنبية على توفير خدماته العاملة بالذكاء الاصطناعي. في الحقيقة، تعد الراحة وإمكانية الوصول أمرا جيدا، لكن أيضا في حاجة ماسة إلى مناقشة تنظيم الذكاء الاصطناعي والقضايا الأخلاقية في نفس الوقت.