ⓒ Getty Images Bank

وسط الزيادة الأخيرة في نفقات المعيشة في عصر ارتفاع الأسعار، أصبحت ''أموال التهنئة''، التي يتم إهداؤها للأصدقاء أو المعارف عند زواجهم، عبئا على المبتدئين في الحياة الاجتماعية والعاملين في المكاتب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر. وذلك لأن عبارة "تأجيل إقامة حفل الزفاف بسبب كورونا"، قد اختفت، وبالتالي زادت الأموال التي تنفق على أموال التهنئة بالزفاف. لذلك فأن الفكرة الأولى التي تتبادر إلى الذهن عند تلقي دعوة زفاف من شخص ما هي، "كم يجب أن أقدّم له أو لها كهدية؟". لذلك فهو ليس قرارا سهلا مثل تقرير ما إذا كنت ستأكل "جا جانغ ميون Jajangmyeon " أو "جام بونغ Jjamppong"، حيث يتعين علينا التفكير في مقدار المال الذي يجب تقديمه كهدية. 

وفي الآونة الأخيرة، جذبت شركة "انكروت"، وهي بوابة للتوظيف، انتباه الجمهور من خلال الإعلان عن نتائج استطلاع أجري على 1177 طالبا جامعيا كوريا وباحثين عن عمل وعاملين في المكاتب حول المبلغ المناسب لأموال التهنئة في حفلات الزفاف. ووفقا لنتائج هذا الاستطلاع، كان الرأي الأكثر شيوعا هو أن مبلغ 50 ألف وون كان مناسبا للمعارف الذين هم مجرد معارف، و100 آلاف وون للأصدقاء المقربين أو الزملاء الذين يتواصلون معهم بشكل متكرر. وبالنسبة لأولئك الذين بدؤوا للتو في العمل، فإن دفع أموال تهنئة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بعبء كبير. ويمكن لأي شخص أن يشعر بهذه الطريقة، خاصة في هذه الأوقات الصعبة. ومع ذلك، يبدو أنه ليس الضيوف فقط هم الذين يشعرون بعبء أموال التهنئة هذه الأيام. لأنه حتى أولئك الذين يتزوجون يعرفون ذلك. ويقول بعض الناس إنهم قلقون من أن إعطاء دعوات زفاف لمشاركة الأخبار السارة مع المعارف سيبدو وكأنهم يطلبون أموالا. ونظرا لارتفاع الأسعار، زادت تكاليف إقامة حفلات الزفاف بشكل كبير، لذلك فأن الذين يستعدون لحفلات الزفاف حاليا يشعرون بعدم الارتياح من نواح كثيرة.

في هذا الصدد، يعتقد الخبراء أن العبء الاقتصادي لأموال التهنئة قد يكون بمثابة فرصة لتلاشي ثقافة أموال التهنئة في المجتمع الكوري على المدى الطويل. في الواقع، يعد حضور حفل زفاف وتقديم أموال تهنئة عادة ثقافية طبيعية وتقليدية في المجتمع الكوري. ومع ذلك، في مثل هذا الوضع الاقتصادي الصعب، إذا لم يشارك جيل الشباب أكثر وأكثر، فأن ثقافة تقديم أموال التهنئة قد تتلاشى أو تضعف.