ⓒ Getty Images Bank

زار كوريا مؤخرا "مايكل ماسكا"، خبير المياه الشهير ومؤلف كتاب "فاين ووترز Fine Waters"، أو "مياه جيدة"، والذي أشادت به بموسوعة الماء من قبل مجلة التايمز البريطانية الرائدة. وكان مايكل ماسكا مهووسا بالنبيذ في الماضي، لكنه بدأ يدرس الماء بعمق بعد سماع تحذير من الطبيب من أنه قد يصاب بنوبة قلبية بسبب الحساسية من الكحول. ومنذ ذلك الحين، يسافر حول العالم بحثا عن "طعم الماء" المفيد للصحة ويتناسب مع مجموعة متنوعة من الأطعمة. ومن المنتظر أن يُلقي في كوريا محاضرات لخبراء المياه المحليين ويعقد "مسابقة التذوق الدولية" مع "كوه جيه يون" رئيس جمعية خبراء المياه الدولية الكورية. حيث أن هناك بالفعل 700 من خبراء المياه في كوريا.

الجدير بالذكر أنه مباشرة بعد تلقي توصية من الطبيب، غادر مع زوجته إلى فيجي، وهي منطقة نظيفة في جنوب المحيط الهادئ. وفي أثناء وجوده هناك، قام بتصوير أفلام وثائقية عن الغذاء والأنثروبولوجيا والبحث في المياه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أتيحت له الفرصة لدراسة المياه من خلال لقائه مع "جين غودال" إحدى أكبر علماء البيئة والحياة البرية، ونما اهتمامه بالمياه. ونتيجة لذلك، قال إنه جاء للنظر إلى الماء من منظور تعزيز سعادة ورضا حياة الإنسان بما يتجاوز الجانب الصحي للمياه. ويقول إنه عندما ذهب إلى مناطق نظيفة حول العالم وبحث عن المياه، اكتشف أن الماء، مثل النبيذ، يتأثر بالتربة والظروف الطبيعية والمناخ. بمعنى آخر، وفقا لقوله، يمكن للماء، مثل النبيذ، أن يعزز نكهة الطعام عن طريق تغيير مذاقه، حسب إجمالي المواد الصلبة الذائبة، مثل المعادن.

على سبيل المثال، يتناسب الماء الذي يحتوي على نسبة منخفضة من تلك المواد بشكل جيد مع الأطعمة الحساسة مثل الأسماك والمأكولات البحرية، بينما يتناسب الماء الذي يحتوي على نسبة عالية من المعادن بشكل جيد مع الأطباق ذات الرائحة القوية والمذاق القوي، مثل شرائح اللحم. وفي حالة كوريا، تحتوي المياه المعدنية للشرب مثل "سام دا سو" التي تباع في السوق على محتويات من تلك المواد أقل من مياه الصنبور العادية، ومنتجات مثل "إيفيان"، وهي مياه معدنية جليدية فرنسية، تحتوي على نسبة أعلى.

يُشار الي أن خبير المياه "مايكل ماسكا" لا يصنع الماء ولا يبيعه، لكنه يبحث عن مصادر المياه النظيفة ويقيّم مذاق آلاف العلامات التجارية حول العالم. وفي هذا السياق، فأنه يتجول في مصادر المياه النقية في كوريا ويقيم طعم الماء. وعندما سئل عن الماء الذي يثير الإعجاب بشكل خاص في كوريا، قال إنه اختار "المياه المعدنية التي شربها في معبد "ديه وان سا 대원사" في جبل جيري، كأفضل ما يكون. 

يُشار الي أن جبل جيري هو ثاني أعلى جبل في كوريا الجنوبية بعد جبل هاللا، ويشتهر بطبيعته النظيفة وأوراق الأشجار الخريفية الجميلة. وبعد أن شرب مايكل ماسكا المياه المعدنية الطبيعية المتدفقة في جبل جيري في ذلك اليوم، أشاد بها بشدة، قائلا: "الشعور المنعش للطبيعة النظيفة وطعم الماء حيٌّان".