ⓒ Getty Images Bank

انخفضت نسبة الأطفال الذكور المولودين في العام الماضي في كوريا لتصل إلى مائة وأربعة فاصل سبعة طفل لكل مائة طفلة، وهو أقل مستوى منذ جمع الإحصائيات ذات الصلة. وقالت هيئة الإحصاءات الوطنية الكورية أن النطاق الطبيعي لنسبة المواليد الذكور والإناث يتراوح بين مائة وثلاثة ومائة وسبعة طفل مقابل مائة طفلة. وقد بلغت هذه النسبة مائة وستة عشر فاصل خمسة طفل مقابل مائة طفلة في عام ألف وتسعمائة وتسعين لتصل إلى قمتها، ثم استمرت في الانخفاض بثبات باستثناء عام ألفين وسبعة. جاء ذلك فيما زادت ظاهرة "تفضيل البنات" في كوريا، ومن بين أسباب ذلك أن "البنات يعتنين بآبائهن بشكل أفضل من الأبناء عندما يمرضون في سن الشيخوخة". وقال البروفسور "جو يونغ تيه 조영태" في كلية الدراسات العليا للصحة العامة في جامعة سيول الوطنية إنه يبدو أن المزيد من الآباء يشعرون بالفائدة الوظيفية للبنات في سن الشيخوخة. وأضاف أنه حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان عدد غير قليل من الآباء الكوريين يعتقدون ضرورة إنجاب ابن ذكر، لكن هذا الاعتقاد صار غير سائد في الوقت الحاضر.

في هذا الصدد، فقد تم بالفعل إعداد رسالة ماجستير تثبت هذه الظاهرة علميا. وفي الرسالة التي كتبتها الباحثة "كيم دا مي 김다미" في جامعة "هان يانغ 한양"، اتضح أن نسبة البنات من مقدمي الرعاية الرئيسيين لكبار السن المصابين بالخرف بلغت ثلاثا وأربعين بالمائة، وتلتهن زوجات الأبناء بسبع عشر بالمائة، والأبناء بخمسة عشر بالمائة، وغير ذلك بنسبة أربعة عشر بالمائة. وأجرت الباحثة كيم مسحا على مائة وخمسة وعشرين من أفراد أسر كبار السن المصابين بالخرف والذين تم تسجيلهم في مراكز العناية بالخرف في العاصمة سيول ومقاطعة كيونغ كي، حيث وجدت أن نسبة النساء من بين مقدمي الرعاية لكبار السن المصابين بالخرف، بلغت اثنتين وثمانين بالمائة لتكون أعلى من نسبة الرجال بخمسة أضعاف. وقال البروفسور "جو يونغ تيه 조영태" إن الكوريون كانوا يفضلون الذكور على الإناث من أجل تأمين استمرار الأسرة أو تلقي الدعم، إلا أن المجتمع الكوري تغير كثيرا حتى إن فكرة دعم الأسرة بواسطة الأبناء الذكور قد اختفت، وأصبح الكثير من الكوريين يعتقدون أن البنات سيقدمن الدعم للآباء عندما يصابون بمرض. وأضاف أنه يبدو أن المجتمع الكوري يشهد انخفاضا في قيمة الأبناء الذكور وارتفاعا في قيمة البنات.