الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الشمالية تطلق مقذوفات قصيرة المدى

2019-05-09

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

دخلت المحادثات النووية المتوقفة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة مرحلة جديدة، حيث أطلقت كوريا الشمالية عدة قذائف قصيرة المدى يوم الرابع من مايو. وقد امتنع قادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن انتقاد كوريا الشمالية، وحاولوا إدارة الموقف بدلاً من ذلك. للحديث أكثر عن هذا الموضوع نستضيف اليوم البروفسور "جين هي كوان" أستاذ دراسات التوحيد بجامعة "إين جيه".


البروفسور "جين هي كوان 진희관" أستاذ دراسات التوحيد بجامعة "إين جيه":

كشفت كوريا الشمالية عن صور تدريبات إطلاق النيران التي شملت قاذفات صواريخ متعددة عيار 240 مليمترا و300 ملليمتر، وأسلحة جديدة تكتيكية موجهة. انطلاقًا من شكله، يشبه السلاح التكتيكي صاروخا باليستيا، وقد تم إطلاقه رأسيا من قاذفة متنقلة. ولكن نظرا لارتفاعه ونطاقه، يبدو أنه جسم بين صاروخ وقاذفة صواريخ متعددة. لذلك من الصعب التأكد من أنه صاروخ.علاوة على ذلك، حضر التدريبات "ري يونغ كيل"، رئيس الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري الشمالي، و"غاب جونغ تشون"، وهو ضابط كبير بالمدفعية، بدلاً من "كيم راك كيوم" رئيس قوات الصواريخ الاستراتيجية في بيونغ يانغ، الذي أشرف دائما على عمليات إطلاق الصواريخ سابقا في البلاد. غياب "كيم" يوحي بأن القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية لم تكن صواريخ. وحاليا تقوم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بتحليل المقذوفات لتحديد تفاصيلها.


من جانبها أبلغت وزارة الدفاع في سيول البرلمان بأن كوريا الشمالية أطلقت ثلاثة أنواع من الأسلحة، وأن بعضها أظهر مسارا غير عادي وتقوم الوزارة بتحليله بدقة. كما قالت إنه من الصعب تحديد ما إذا كانت بعض القذائف صواريخ قصيرة المدى. أما الحكومة الأمريكية فقد وصفت أيضا السلاح التكتيكي الذي أطلقته كوريا الشمالية بأنه "قذيفة"، مع الحفاظ على موقف حذر، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إن تلك القذائف كانت قصيرة المدى نسبياً، وأن حكومته لديها ثقة كبيرة في أنها ليست صواريخ باليستية عابرة للقارات. هكذا يبدو أن سيول وواشنطن حريصتان على وصف تلك الأسلحة بالمقذوفات، خوفا من انهيار محادثات نزع السلاح النووي.


البروفسور "جين هي كوان 진희관":

في حال تم تحديد القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية على أنها صواريخ باليستية، فإن مثل هذا الإطلاق سيكون عملا ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. وهذا يعني أن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وكذلك العلاقات بين الكوريتين من شأنها أن تتراجع إلى مرحلة الصراع والمواجهة. لذلك فإن كلا من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تبقى على حالها دون تغيير بشأن الالتزام بحل القضية النووية من خلال الحوار. بالنسبة للبلدين، سيكون من غير المرغوب فيه تحديد المقذوفات على عجل على أنها صواريخ وبالتالي كسر إطار الحوار.


يقول الخبراء إن الصاروخ هو سلاح ذاتي الدفع يتراوح مداه بين مئات وآلاف الكيلومترات. وعادة ما يتم تصنيف الصواريخ إلى صواريخ باليستية وصواريخ كروز. أما المقذوفات فتشمل كلا من الصواريخ والقذائف الفضائية. ويمنع مجلس الأمن الدولي كوريا الشمالية من إطلاق الصواريخ الباليستية.  


البروفسور "جين هي كوان 진희관":

يُنظر إلى إطلاق كوريا الشمالية الأخير للقذائف المتعددة كإنذار نهائي للولايات المتحدة. إذا تدهورت الأمور، فقد تذهب كوريا الشمالية إلى حد إطلاق صواريخ باليستية، وليس فقط قذائف غير محددة. لذلك يبدو أن بيونغ يانغ تحث الولايات المتحدة على استئناف الحوار بسرعة لمنع كوريا الشمالية من الذهاب إلى هذه الحدود القصوى. إذا كانت كوريا الشمالية تنوي حقًا قطع العلاقات مع الولايات المتحدة والعودة إلى وضع المواجهة، لكانت ستختبر صاروخها الباليستي العابر للقارات "هواصونغ 15" مرة أخرى. فقد أطلقت كوريا الشمالية هذا الصاروخ يوم 29 نوفمبر 2017. لكن بيونغ يانغ اختارت إطلاق مقذوفات قصيرة المدى، وهو ما يشير إلى أنها تركت المجال لإجراء محادثات. 


يتم تفسير الخطوة الأخيرة لكوريا الشمالية على أنه تصميم منها على عدم التراجع عن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، فبيونغ يانغ تحاول التعبير عن استيائها من الولايات المتحدة، التي تصعد من ضغوطها على كوريا الشمالية، وتحث الولايات المتحدة على قبول مطالبها بالنهج التدريجي لنزع السلاح النووي. وفي هذه الأثناء، أجرى رئيسا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مباحثات هاتفية بعد ثلاثة أيام من إطلاق المقذوفات الكورية الشمالية.


البروفسور "جين هي كوان 진희관":

يقول المكتب الرئاسي في سيول إن "مون" و"ترامب" ناقشا الاستئناف الفوري لمفاوضات نزع السلاح النووي، وتشاركا الآراء حول أهمية إبقاء كوريا الشمالية على مسار الحوار. كما يبدو أن الرئيسين ناقشا المساعدات الإنسانية لكوريا الشمالية. لكن همهما الأساسي هو كيفية حث كوريا الشمالية على مواصلة الانخراط في مفاوضات تهدف إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وإرساء السلام الدائم في المنطقة. في أثناء تحليل المقذوفات التي أطلقتها كوريا الشمالية، من المهم أن تحافظ سيول وواشنطن على بيئة مواتية لبيونغ يانغ لكي تمر بعملية نزع السلاح النووي. 


خلال محادثاته الهاتفية مع الرئيس الكوري، عبر "ترامب" عن دعمه لكوريا الجنوبية لتزويد كوريا الشمالية بمساعدات غذائية، وقال إن ذلك سيكون تحركا إيجابيا في الوقت المناسب. وجاء ذلك قبل يوم واحد من زيارة المبعوث الأمريكي "ستيفن بيغون" إلى سيول، حيث بدأت عبارة "المساعدات الإنسانية" تظهر ككلمة أساسية لاستئناف الحوار.


البروفسور "جين هي كوان 진희관":

إذا كان علينا أن ننظر للماضي، فقد وفرت المساعدات الغذائية الإنسانية لكوريا الشمالية فرصًا للاتصال بها. في أثناء تقديم المساعدات الغذائية، قام مسؤولون من المنظمات الدولية بزيارة كوريا الشمالية لمراقبة وتقييم توزيع الأغذية. وفي هذه العملية، يمكن أن تطور كوريا الشمالية والمجتمع الدولي علاقات ودية، مما يؤدي إلى تنفيذ برامج تعاونية أخرى. وقد أبلغت كوريا الشمالية الأمم المتحدة رسمياً بأنها ستعاني من نقص غذائي يبلغ 1.5 مليون طن في هذا العام، بينما أكد برنامج الأغذية العالمي من خلال مسح ميداني أن كوريا الشمالية تحتاج إلى أكثر من مليون طن من الحبوب لتعويض نقص الغذاء هذا العام. هكذا يبدو ملحا جدا تقديم المساعدات الغذائية إلى كوريا الشمالية. وكما قلت من قبل، فإن المساعدات الغذائية من شأنها أن توفر بالتأكيد زخماً جديداً لتجديد العلاقات بين كوريا الشمالية والعالم الخارجي، بما في ذلك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.


رغم ذلك، من غير المؤكد ما إذا كانت كوريا الشمالية سترد بشكل إيجابي على تلك المساعدات الغذائية، لأن ما تريده حقًا هو تخفيف العقوبات على الأرجح. وعلى هذه الخلفية، يبقى علينا الانتظار لنرى ما إذا كان تقديم المساعدات الإنسانية لكوريا الشمالية سيؤدي إلى تحقيق تقدم في استئناف المفاوضات النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن وكذلك الحوار بين الكوريتين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;