الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

زيارة "شي جين بينغ" إلى كوريا الشمالية تبدأ دبلوماسية نشطة حول نزع السلاح النووي

2019-06-20

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

بدءاً من زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" المفاجئة لكوريا الشمالية ، ستكون هناك موجة من دبلوماسية القمة حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.   فمن المقرر أن تعقد قمة بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى قمة بين كوريا الجنوبية والصين على هامش قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها يومي 28 و 29 يونيو في أوساكا باليابان. مباشرة بعد اجتماع مجموعة العشرين ، كوريا الجنوبية والولايات المتحدة  من المرجح أن تعقدا قمة أيضًا. 


البروفيسور" تشونغ داي – جين" من معهد التوحيد :

يبدو أن الرئيس الصيني شعر بالحاجة الملحة لزيارة كوريا الشمالية ، حيث إن الإعلان عن رحلته إلى بيونغ يانغ جاءت فجأة . على الرغم من أن الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ – أون" زار الصين أربع مرات خلال العام الماضي ، إلا أن "شي" كان يؤجل القيام بزيارة متبادلة لكوريا الشمالية في ضوء عوامل مختلفة منها الحوار كوريا الشمالية والولايات المتحدة.  على ما يبدو، اتخذ شي قرارًا مفاجئًا بزيارة كوريا الشمالية قبل قمة مجموعة العشرين ، في محاولة لتأمين بطاقة تفاوض أخرى وإحضارها إلى اجتماع مجموعة العشرين القادم .


أعلنت كل من كوريا الشمالية والصين يوم الاثنين عن أن "شي" سيزور كوريا الشمالية يومي الخميس والجمعة. وتمثل  الزيارة الأولى للرئيس الصيني لكوريا الشمالية منذ توليه السلطة في عام 2013. عندما زار الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ  -أون" الصين في يناير من هذا العام ، اتفق الزعيمان على   زيارة "شي" لكوريا الشمالية في المستقبل القريب. في الواقع ، ظلت الصين منذ ذلك الحين فاترة حيال ذلك. لكن "شي" موجود الآن في بيونغ يانغ ، قبل قمة مجموعة العشرين ، مما يشير إلى أن بكين تأمل في توسيع وجودها ونفوذها في مفاوضات نزع السلاح النووي .


البروفيسور" تشونغ ":

قالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة "شي" إلى كوريا الشمالية تهدف إلى إحراز تقدم في التسوية السياسية لقضايا شبه الجزيرة الكورية. نحتاج أن نلاحظ أن الصين استخدمت كلمة "سياسية" وليس "اقتصادية" أو "واقعية". على السطح ، تعني التسوية "السياسية" هنا أن الصين تأمل في حل مشكلة نزع السلاح النووي من خلال الحوار سلمياً. في صميم الأمر، تريد قيادة عملية مناقشة ضمان أمني لكوريا الشمالية. قبل قمتها المزمعة مع الولايات المتحدة على هامش اجتماع مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا الشهر وقمة تالية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ، تجد الصين أنه من الضروري تذكير الدول المعنية بدورها في معالجة القضايا السياسية وتسوية السلام في شمال شرق آسيا  .


قبل قمة العشرين ، يبدو أن "شي" يستخدم رحلته إلى كوريا الشمالية كأداة ضغط في الصراع التجاري المستمر مع الولايات المتحدة من خلال إظهار التعاون الاستراتيجي بين الصين وكوريا الشمالية. كما يبدو أن بيونغ يانغ ، من جانبها ، تحاول الضغط على الولايات المتحدة من خلال التفاخر بتضامنها القوي مع الصين وزيادة الرغبة في المفاوضات المستقبلية مع الولايات المتحدة من خلال قمتها مع الصين .


البروفيسور" تشونغ ":

تشير تقارير إلى أن  إن كوريا الشمالية أعادت ترتيب مفاوضيها النوويين الرئيسيين بعد "عدم الاتفاق" في هانوي. ويبدو أن كوريا الشمالية قد أنهت العملية وأنجزت موقفها الرسمي من نزع السلاح النووي. الآن فهي على استعداد لإبلاغ الصين بموقفها قبل استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة عندما التقى "كيم "و"شي" في العام الماضي ، قالت كوريا الشمالية إن القادة ، كأعضاء في نفس الجيش ، سيتعاونون عن كثب. هذا يعني أن الحليفين الشيوعيين قد شكلا جبهة موحدة للتعامل مع الولايات المتحدة .

تسعى كوريا الشمالية إلى كسب المزيد من الفوائد من خلال العلاقات القوية مع الصين بدلاً من الحوار الثلاثي بين الكوريتين والولايات المتحدة ، ومن خلال المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة، تريد كوريا الشمالية الحصول على ضمان أمني وإعفاءات من الولايات المتحدة في نهاية المطاف. مع وضع هذه الرؤية الأوسع في الحسبان ، تحاول كوريا الشمالية تشكيل إطار دبلوماسي كبير متعدد الأطراف يشمل الصين وروسيا. وبالنسبة لكوريا الشمالية ، أعتقد أن هذا هو الهدف الرئيسي لعقد قمة مع الصين .


يبدو أن كوريا الشمالية تستخدم الصين في خطوة استراتيجية لاستئناف محادثات نزع السلاح النووي التي ظلت متوقفة منذ قمتها الفاشلة مع الولايات المتحدة في هانوي في فبراير. في السابق ، كان "كيم جونغ – أون" يزور الصين للقاء الرئيس الصيني قبل أحداث مهمة مثل القمة ين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.. بالنظر إلى ذلك ، من المتوقع أن تكون لزيارة " شي" في بيونغ يانغ تأثير كبير على المفاوضات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة .


البروفيسور" تشونغ ":

في غضون اجتماع مجموعة العشرين ، من المنتظر أن تعقد سلسلة من القمم الثنائية. سيلتقي الرئيس الكوري  الجنوبي   "مون جيه-إن" مع "شي جين بينغ" ليستمع منه حول نتائج اجتماعه  مع "كيم جونغ – أون" ومعرفة  وضع كوريا الشمالية حقًا و نوايا "كيم" الحقيقية. ومن المهم أيضًا للرئيس "مون" أن يناقش مع شي كيفية التعامل مع كوريا الشمالية ، خاصة في الفترة التي تسبق القمة التي يعقدها مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". بما أنه من المتوقع أن يعقد "شي" قمة ثنائية مع "ترامب" و"مون" في أوساكا الأسبوع المقبل بعد لقاءه مع "كيم" في بيونغ يانغ هذا الأسبوع ، فقد ينقل "شي" رسالة الزعيم الكوري الشمالي إلى كل من  "ترامب" و"مون". لذلك ، فإن البطاقات بين يدي"شي" على الأقل حتى نهاية يونيو .


أجرى "ترامب" مكالمة هاتفية مع "شي" يوم الثلاثاء وأكد على  أنه سيلتقي بالرئيس الصيني خلال قمة مجموعة العشرين. في غضون ذلك ، تقول حكومة كوريا الجنوبية إنها لن تفوت هذه الفرصة لإحياء زخم الحوار. واتفقت  سيول و بيكين من حيث المبدأ على عقد قمة على هامش اجتماع مجموعة العشرين وتنسق الآن جدول أعمال محدد للقمة. ومن المرجح أن تركز القمة المقبلة بين الجانبين على مسألة نزع السلاح النووي. في أعقاب القمة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة  في سيئول ، من المتوقع أن يتبادل  "مون " و"ترامب" تقييم بلديهما لنتائج القمة بين كوريا الشمالية والصين ويناقشا  آفاق المحادثات النووية المستقبلية بين بيونغ يانغ وواشنطن .


البروفيسور" تشونغ ":

أعتقد أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بحاجة إلى تقديم اقتراح جديد في قمتهما القادمة. فالمجتمع الدولي يطالب كوريا الشمالية بتفكيك مجمع يونغ بيون النووي وأكثر من ذلك. لحث الشمال على قبول الطلب ، من الضروري إعطاء الأمة شيئًا في المقابل. ستقول كوريا الشمالية ما تريده من خلال الصين ، وسيتعين على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناقشة ما إذا كانتا ستوافقا  على طلب بيونغ يانغ وكيفية ذلك . إذا كان من الصعب القيام بذلك في الوقت الحالي ، فقد تتفق كوريا الشمالية والولايات المتحدة على صفقة كبيرة شاملة أولاً ثم تناقشا نهجًا تفصيليًا بمزيد من التفاصيل. إذا تمكنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من تقديم اقتراح أكثر تحديداً ومحسّنًا ، فيمكنهما جذب كوريا الشمالية إلى الحوار وحتى إيجاد انفراج كبير في الأشهر المقبلة .


هناك علامات واعدة لاستئناف المفاوضات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، التي وصلت إلى طريق مسدود منذ أن انهارت قمة هانوي في فبراير. في خطوة غير عادية ، ستعقد البلدان المعنية سلسلة من القمم الثنائية في فترة قصيرة خلال عشرة أيام. ويمكن أن تكون الأيام العشرة المقبلة أو نحو ذلك ، بدءًا من زيارة "شي" إلى كوريا الشمالية هذا الأسبوع ، بمثابة نقطة تحول لعملية نزع السلاح النووي والدبلوماسية الإقليمية .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;