الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

أزمة إيران تستدعي الاهتمام بالعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة

2019-07-11

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

في 8 يوليو ، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز مستوى التخصيب المتفق عليه سابقًا بموجب اتفاقية نووية لعام  2015. وأعقب الإعلان تحذير قوي من الولايات المتحدة ضد إيران. ويلفت الصراع المتصاعد بين البلدين الانتباه إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ، التي تجري معها واشنطن أيضًا مفاوضات نووية.


" شين بوم  -تشول "، مدير مركز الأمن والتوحيد بمعهد آسان للدراسات السياسية:  

تحولت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة من سيء إلى أسوأ. في العام الماضي ، انسحب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من اتفاق نووي يُعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة التي وقّعت عليها إيران والقوى العالمية الكبرى في عام 2015 في ظل إدارة "أوباما" في الولايات المتحدة. بالطبع ، وجد انسحاب واشنطن من جانب واحد  رد فعل قوي من طهران.

وأعلنت إيران مؤخرًا أنها ستتجاوز تخصيب اليورانيوم قريبًا من مستوى 3.67 %  المحدد في الاتفاق النووي. رداً على ذلك ، تظهر الولايات المتحدة علامات على تشديد العقوبات ضد إيران ، حيث طرح نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" عبارة "أقصى ضغط" مرة أخرى. وتبدو الولايات المتحدة مستعدة لممارسة ضغوط اقتصادية أقوى على إيران ، رغم أنها قد لا تنظر في خيار عسكري في الوقت الحالي .


في يوم  8 يوليو، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية التعليق الفعلي لالتزامها بالاتفاقية النووية التاريخية. كما هددت  بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء نسبتها  20 % إذا فشلت أوروبا في تنفيذ المعاهدة النووية بشكل صحيح وقبل توقيع الاتفاقية ، رفعت إيران بعض مخزونها من اليورانيوم إلى مستوى 20 %  علما أن المواد المستخدمة في صنع الأسلحة النووية  تتطلب إنتاج  90 %  من التخصيب .


المدير" شين بوم  -تشول ": 

خلال اجتماع مفاجئ بين "ترامب" ونظيره الكوري الشمالي "كيم جونغ – أون" في قرية بانمونجوم الحدودية بين الكوريتين في 30 يونيو ، اتفق الجانبان على إجراء مفاوضات على مستوى العمل. واستنادًا إلى العلاقات الودية بين الزعيمين ، من غير المرجح أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا إضافية على الشمال ، مع الاستمرار في فرض العقوبات ، ومن جانبها ترغب كوريا الشمالية في مواصلة الحوار الثنائي. إن العلاقات بين  كوريا الشمالية والولايات المتحدة جيدة ، كما يبدو ، لكن العلاقات بين  إيران والولايات المتحدة ليست كذلك. من حيث القدرات النووية ، فإن كوريا الشمالية تتفوق بكثير على إيران. تستخدم الولايات المتحدة دبلوماسية غير نمطية ، تمارس ضغوطًا على إيران ، بينما تشارك في حوار مع كوريا الشمالية .


 ظلت الولايات المتحدة في حالة حرب مع كل من كوريا الشمالية وإيران حول القضية النووية. لكن موقف واشنطن قد اختلف تماما في التعامل مع بيونغ يانغ . فبالإضافة إلى القمتين السابقتين ، عقد رئيسا الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اجتماعًا قصيرًا الشهر الماضي واتفقا على استئناف المفاوضات على مستوى العمل لمناقشة سبل دفع محادثات نزع السلاح النووي المتوقفة إلى الأمام .


من ناحية أخرى، تخلت الولايات المتحدة عن الصفقة النووية مع إيران ، وضغطت عليها بعقوبات اقتصادية وحتى بتهديدات عسكرية. إذن ، لماذا تبتسم الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية وتبدي غضبا حيال إيران؟


المدير" شين بوم  -تشول ": 

يرتبط الموقف الحالي للولايات المتحدة باستراتيجيتها الدولية. فالولايات المتحدة تنظر إلى كوريا الشمالية كدولة صغيرة فقيرة بشمال شرق آسيا محاطة بالصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية ، على الرغم من أنها قد تمتلك أسلحة نووية. لذلك ، يبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أنه من الممكن السيطرة على كوريا الشمالية .


إيران ، وعلى النقيض من ذلك ،فهي قوة إقليمية في الشرق الأوسط ، وقد يغير تطويرها للأسلحة النووية بالكامل سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. فبموجب السياسة الحالية، تدير الولايات المتحدة المنطقة على أساس التحالف مع المملكة العربية السعودية ، التي تعتبر أقوى منافس لإيران. وإذا واصلت طهران تطويربرنامجها النووي ، فقد تحذو المملكة العربية السعودية حذوها ، مما قد يعرض الاستقرار في المنطقة للخطر ويرفع أسعار النفط  ليهز الاقتصاد العالمي. لهذه الأسباب ، من المرجح أن تواصل الولايات المتحدة اتخاذ موقف متشدد بشأن القضايا المتعلقة بإيران .


في الأول من  يوليو، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن "ترامب" لديه  في التعامل مع كوريا الشمالية عددا من الأدوات التي يفتقر إليها في التعامل مع إيران أي أن الرئيس الأمريكي يتواصل مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي، بينما حظيت العقوبات القوية التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية في الوقت الحالي بدعم دولي واسع. من ناحية أخرى، ليس من السهل بالنسبة للولايات المتحدة السيطرة على الأنشطة النووية لإيران ، والتي يمكن أن تصبح حجر عثرة اقتصادي وسياسي وحيد في الشرق الأوسط  يقف في طريق الولايات المتحدة .


بعد الابتعاد عن الصفقة النووية الإيرانية لعام 2015 ، حاولت إدارة "ترامب" جذب إيران والمجتمع الدولي إلى طاولة مفاوضات جديدة. وعلى عكس كوريا الشمالية ، فإن إيران  لا تبدو نشطة للغاية في الحوار .


المدير" شين بوم  -تشول ": 

تعتقد كوريا الشمالية أنها أكملت قدراتها النووية، وتسعى الآن إلى رفع العقوبات الاقتصادية المؤلمة من خلال المفاوضات. بمعنى آخر ، تحاول بيونغ يانغ إدارة الموقف من خلال الحوار .


وبالمقارنة ، قد تجد إيران أنه من الضروري الرد على انسحاب واشنطن من الصفقة النووية في الوضع الحالي. لكن من غير الواضح ما إذا كانت إيران ستستمر في مواجهة الولايات المتحدة في التصدي للضغوط المتزايدة. في حالة القضية النووية لكوريا الشمالية، استمرت الأزمة لبعض الوقت قبل الانتقال إلى مرحلة الحوار. وبالمثل ، يمكن لإيران والولايات المتحدة التوصل إلى حل وسط معقول في مرحلة ما ، على الرغم من أن هناك الكثير من التوتر بين الجانبين في الوقت الحالي. بعد أخذ هذا الاحتمال في الاعتبار ، قد ينخرط  البلدان  في حرب أعصاب  في الوقت الراهن .


قد تتعلم إيران درسًا من كوريا الشمالية ، التي تسعى إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة من خلال الحوار. فالعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة كانت متوترة للغاية في عام 2017 عندما فرضت واشنطن ضغطًا كبيرًا على كوريا الشمالية وردت بيونغ يانغ بتجربتها النووية وإطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات. لكنهما تمكنا من إيجاد انفراجة العام الماضي من خلال عقد القمة  التاريخية ، وهي الأولى من نوعها على الإطلاق .


يمكن لإيران أن تسير على خطى كوريا الشمالية ، رغم أنها في مواجهة مريرة مع الولايات المتحدة الآن. ومع ذلك ، إذا استمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة ، فقد تغير كوريا الشمالية موقفها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة .


المدير" شين بوم  -تشول ": 

كلما عقدت مفاوضات مع الولايات المتحدة ، ادعت كوريا الشمالية أن واشنطن  فشلت في تنفيذ الاتفاقيات السابقة. هذه المرة أيضًا ، تشدد بيونغ يانغ على الحاجة إلى نزع الأسلحة النووية على مراحل كنوع من صمام الأمان في حال رفضت الولايات المتحدة تنفيذ مطلبها. في هذا الصدد ، قد تؤثر الصفقة النووية الإيرانية الفاشلة سلبًا على المفاوضات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة .


لا أعتقد أن محادثات نزع السلاح النووي سوف تجد حلاً شاملاً في وقت قريب. فلن تتمكن بيونغ يانغ وواشنطن من حل المشكلة إلا بعد بناء قواعد الثقة المتبادلة أو اتخاذ قرار جريء. قبل ذلك ، سوف تعيدان عملية التفاوض الممل والصعب وسيكون عليهما الاستعداد لمفاوضات مطولة .


بعد انسحابها من جانب واحد من الصفقة النووية الإيرانية في مايو من العام الماضي ، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على إيران. كوريا الشمالية تشعر بالقلق إزاء هذه المسألة ومن المحتمل أن يؤثر الصدام بين إيران والولايات المتحدة على محادثات نزع السلاح النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ، كما يتوقع أن تحدد سياسة واشنطن تجاه إيران مسار العلاقات بين الشمال والولايات المتحدة .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;