مُجتبى الصادق: كوريا هي الأمان، والسودان هو الحب
2024-03-22
يقول تقرير أجنبي إن شركة هواوي الصينية العملاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات تساعد في بناء شبكة لاسلكية تجارية في كوريا الشمالية. ولمناقشة محتوى هذا التقرير ومدى تأثيره على المفاوضات النووية المحتملة على مستوى العمل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
البروفيسور"كانغ جون – يونغ" ، الأستاذ في كلية الدراسات العليا للدراسات الدولية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية :
نقلاً عن الوثائق الداخلية التي تم الحصول عليها من موظف سابق في شركة هاواوي ، قالت صحيفة واشنطن بوست إن هاواوي ساعدت كوريا الشمالية في بناء وصيانة شبكتها اللاسلكية التجارية لمدة ثماني سنوات منذ عام 2008. ووفقًا للتقرير ، تعاونت هاواوي مع شركة صينية حكومية تسمى باندا لتكنولوجيا المعلومات في مختلف المشاريع ، بما في ذلك توفير المعدات اللازمة لبناء شبكة لاسلكية في كوريا الشمالية. وهذا يعني أن شركة هاواوي قد استخدمت الشركة الصينية المملوكة للدولة كقناة لتوفير المساعدات لبيونغ يانغ بطريقة سرية وغير مباشرة .
تقول واشنطن بوست إن هواوي شاركت في توفير المعدات اللازمة لإنشاء شركة "كوريورينك" للاتصالات اللاسلكية الكورية الشمالية، وهي مشروع مشترك بين شركة أوراسكوم تليكوم المصرية وشركة كوريا الشمالية للاتصالات السلكية واللاسلكية ، لبناء نظام الهاتف المحمول للجيل الثالث جي 3 في البلاد. وتتضمن المستندات الداخلية لشركة هاواوي التي كشفت عنها الولايات المتحدة بعض السجلات المتعلقة بمشروع الشبكة اللاسلكية في كوريا الشمالية .
البروفيسور"كانغ جون – يونغ:
تتضمن المستندات أوامر العمل والعقود المتعلقة بإنشاء شبكة لاسلكية في كوريا الشمالية ، مما دفع الكثيرين إلى قبول الادعاء على أنه حقيقة بالفعل .
وحاولت كوريا الشمالية بناء شبكة الإنترنت ، وشبكة لاسلكية ومحطات أساسية في أوائل العقد الأول من القرن العشرين. لكن لم تحرز تقدما في هذا المجال بسبب القيود الفنية ومختلف المشاكل المحلية الأخرى. إلا أنه ابتداء من عام 2008 ، تحرك المشروع إلى الأمام بسرعة.، وتم الآن بناء الشبكة اللاسلكية لتوفير الخدمة لنحو نسبة 90 % من السكان. ويشتبه بأن عملاق التكنولوجيا العالمية هاواوي قد ساهم في تطوير الشبكة السريعة في كوريا الشمالية .
وفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد كوريا للتوحيد الوطني في كوريا الجنوبية ، تم تعليق مشروع شبكة الهاتف المحمول في كوريا الشمالية في عام 2004 في أعقاب حادث انفجار قطار. لكن المشروع تقدم بسرعة انطلاقا من عام 2008 عندما تم إنشاء "كوريورينك" . وفي غضون ثلاث سنوات فقط ، أنشأت كوريا الشمالية شبكة وطنية تضم أكثر من 400 محطة أساسية تغطي 14 مدينة رئيسية بما في ذلك بيونغ يانغ و 86 مدينة صغيرة ومحافظة حتى يتمكن 92 % من السكان من الوصول إلى الشبكة اللاسلكية .
وخلال جلسة لللجنة البرلمانية في نوفمبر من العام الماضي ، قال وزير التوحيد الكوري الجنوبي آنذاك "طتشو ميونغ جون" إن عدد الهواتف المحمولة المستخدمة في كوريا الشمالية يقدر بنحو ستة ملايين .
وفي حال تبين أن تقرير واشنطن بوست صحيح ، فلا يمكننا استبعاد احتمال أن تلعب الصين دورًا في النمو الملحوظ لصناعة الشبكات في كوريا الشمالية .
البروفيسور"كانغ جون – يونغ:
في ظل عقوبات الأمم المتحدة القاسية ، تعتمد كوريا الشمالية بشكل مطلق على الصين. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تعارض علنا تقديم أي مساعدة لكوريا الشمالية في ظل العقوبات الدولية ، فقد قدمت الصين لحليفتها الشيوعية مساعدات تتعلق بسبل العيش العامة بأشكال مختلفة. مما يعني ، أن بكين لا تزال تترك الباب الخلفي مفتوحا. اعتقادا منها بأن الانهيار المفاجئ لكوريا الشمالية أو أي اضطراب في البلاد لن يخدم مصلحتها الوطنية. وفي الأساس ، تريد الصين أن تحافظ كوريا الشمالية على استقرارها وفي هذا الصدد ، سيكون من الإنصاف القول إن الصين ساعدت في بناء شبكة لاسلكية لكوريا الشمالية وراء الكواليس كما قدمت مساعدة اقتصادية من أجل تحقيق ذلك .
تقول وكالة ترويج التجارة والاستثمار الكورية ، "كوترا" ،إن الصين كانت تمثل نسبة 95.8 % من تجارة كوريا الشمالية العام الماضي. وهذا يدل على مدى اعتماد كوريا الشمالية بشدة على الصين اقتصاديًا .
وبالطبع ، تمتثل الصين لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى فرض عقوبات على بيونغ يانغ. لكن في أبريل من هذا العام ، فتح الحلفاء جسرًا جديدًا عبر الحدود يربط بين مدينة مانبو الكورية الشمالية ومدينة جيان الصينية في أبريل. وبالنظر إلى العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين بكين وبيونغ يانغ، من غير المستبعد أن تكون هواوي قد انتهكت بالفعل العقوبات ضد كوريا الشمالية. كما أنه من غير المستبعد أن تؤثر العلاقة المشبوهة بين هاواوي وكوريا الشمالية على المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وكذلك على المحادثات النووية على مستوى العمل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة .
البروفيسور"كانغ جون – يونغ:
إذا ثبت أن الادعاء صحيح ، فستكون الولايات المتحدة في موقف حرج. فقد اقترح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن تخفف الولايات المتحدة العقوبات على هواوي في اجتماعه مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ" على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا الشهر الماضي. وقدمت 35 شركة أمريكية بالفعل حوالي 50 طلب تصدير إلى هاواوي ، وقال وزير التجارة إن واشنطن ستتعامل مع هذه المشكلة في الوقت المناسب .
لكن إذا تم التأكيد على أن الشركة قد زودت كوريا الشمالية بمعدات في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة ، فسوف يتعين على الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات أو اتخاذ تدابير عقابية أخرى. وبالتالي ، فإن العلاقة المزعومة بين هواواي وكوريا الشمالية تظهر كعامل سلبي جديد قد يؤثر على مستقبل المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة .
أدانت وزارة العدل الأمريكية أربعة مواطنين صينيين، بمن فيهم رئيس شركة "داندونغ هونغ شيانغ للتنمية الصناعية"، يوم الثلاثاء لانتهاكهم العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. ويشير الإجراء إلى أن الولايات المتحدة تصعد الضغط على كل من كوريا الشمالية والصين .
ومع ذلك ، فإن الرئيس "ترامب" يظهر موقفا مختلفا في ما يتعلق بتقرير الواشنطن بوست عن العلاقة السرية بين هواوي وكوريا الشمالية ، فقد قال "ترامب" يوم الاثنين إنه سوف يكتشف ذلك ، مع التشديد في المقابل على الجوانب الإيجابية حول االعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة..
البروفيسور"كانغ جون – يونغ:
بينما يعمل جاهدا من أجل التعامل مع القضايا المعقدة والمتعلقة بفنزويلا أو إيران ، ربما يريد "ترامب" أن يكرس إدارة مستقرة للعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة على اعتبارها إنجازا ديبلوماسيا ولهذا السبب ، أتصور أنه سيحاول جاهداً فصل القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية عن بقية المخاوف الأخرى. وأعتقد أن كلا من الولايات المتحدة والصين سوف تتجاهلان تقرير واشنطن بوست. لكن من المرجح أن تستمر بيونغ يانغ في إظهار أن الصين تقف وراء كوريا الشمالية ، مع تسليط الضوء على استجابتها المشتركة للقضايا الإقليمية. ومن المتوقع أن تبذل كوريا الشمالية جهودًا لخلق قوة دفع جديدة لبدء المفاوضات ، مع الاستمرار في ممارسة ضغوط قوية على الولايات المتحدة .
إن المفاوضات النووية على مستوى العمل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة التي تم الاتفاق عليها بين قائدي البلدين لم تتحقق حتى الآن . وربما اعتقد "ترامب" أنه لن يكون من السهل إيجاد حل للقضية النووية لكوريا الشمالية إذا كان عليه أيضًا التعامل مع مزاعم "هواوي" في هذا الموقف.
في غضون ذلك ، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الحكومية يوم الثلاثاء أن الزعيم "كيم جونغ أون" تفقد غواصة شيدت حديثا. وأعربت كوريا الشمالية بالفعل عن إدانتها للمناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة المقرر إجراؤها في الشهر المقبل.
يبدو أن العلاقة السرية المزعومة بين هواوي وكوريا الشمالية جعلت محادثات نزع السلاح النووي الصعبة بالفعل أكثر تعقيدًا. حيث من المتوقع أن تشارك كوريا الشمالية والولايات المتحدة في حرب دبلوماسية أكثر حدة خلال الفترة القادمة.
2024-03-22
2024-03-22
2024-03-22
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;