الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

"ترامب" يصف التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية بأنها إهدار كلي للمال

2019-08-29

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

أبدى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" موقفًا سلبيًا تجاه التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، حيث وصفها بأنها "إهدار كامل للمال". وبخصوص كوريا الشمالية، أكد الرئيس الأمريكي على أن لدى البلاد إمكانيات هائلة. 


"جين هي – غوان" ، أستاذ دراسات التوحيد بجامعة إنجي :

التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هي في غاية الأهمية في ضوء تحالفهما العسكري. لكن "ترامب" عبر  في الآونة الاخيرة عن رأي سلبي عدة مرات حيال الأمر منذ تولي منصبه، حتى أنه وصفها بأنها تبديد للمال .


أجرت كوريا الشمالية سلسلة من اختبارات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وقاذفات صواريخ متعددة في الآونة الأخيرة، في خطوة واضحة للتعبير عن استيائها من الجمود الطويل في الحوار مع الولايات المتحدة. فحتى عام 2017 ، اختبرت   بيونغ يانغ صواريخ باليستية طويلة ومتوسطة المدى يمكنها أن تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة ولكنها لم تطلق صاروخًا قصير المدى. ويبدو أن "ترامب" لا يأخذ إطلاق صواريخ بيونغ يانغ الأخيرة قصيرة المدى على محمل الجد، بغض النظر عما إذا كانت تنتهك قرارات الأمم المتحدة، لأنها لا تضر فعلا  بالولايات المتحدة . 


في مؤتمر صحفي بعد أول قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في سنغافورة في يونيو من العام الماضي، أعرب "ترامب" عن معارضته للتدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.، ووصفها بأنها "لعبة حرب". بعد ذلك، اتخذ باستمرار موقفا سلبيا تجاهها.


 استخدم "ترامب" عبارة "إهدار كلي للمال" خلال قمة مجموعة 7 في فرنسا في 25 أغسطس. ويتم تفسير هذه التصريحات على أنها نية لإرضاء نظيره الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية استئناف محادثات على مستوى العمل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وفي نفس اليوم، وجد "ترامب" أيضًا العذر لسلسلة إطلاق الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من بيونغ يانغ باعتبارها لا تشكل انتهاكًا لاتفاقه مع "كيم" .


في المقابل، ينظر"ترامب" إلى التدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من منظور اقتصادي، مما يثير المخاوف بشأن التحالف الثنائي في ما يتعلق بقرار كوريا الجنوبية الأخير بإنهاء صفقة تبادل المعلومات العسكرية مع اليابان، والمعروفة باسم اتفاقية الأمن العام للمعلومات العسكرية أو "جي إس أو إم آي إيه"، وقال "ترامب" إنه سوف يرى ما سيحدث.


الأستاذ "جين هي – غوان":

بالنسبة إلى ترامب ،فإن اتفاقية "جي إس أو إم آي إيه" قد لا تكون  نفسها بهذا القدر من الأهمية، على الرغم من أن البنتاغون يولي أهمية كبيرة للميثاق الذي يعتبر بداية لتعاون أمني ثلاثي أقوى بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. ما يهم ترامب هو كيفية قيادة النظام الدبلوماسي في شمال شرق آسيا من خلال كوريا الجنوبية. وبالطبع، من الأهمية بمكان أن تحافظ الولايات المتحدة على التحالف العسكري القائم مع اليابان. وفي هذا السياق، يبدو أن "ترامب" قدم استجابة فاترة   نسبيًا .


على عكس موقف "ترامب" المحايد إلى حد ما، أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها واستياءها إزاء قرار سيول بعدم تجديد اتفاقية تبادل المعلومات مع طوكيو. كما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء أن التدريبات العسكرية الأخيرة لكوريا الجنوبية في أقصى شرق جزر دوكدو لم تكن مجدية  في نزاعها الحالي مع اليابان. وفي ظل هذه الظروف، يشكك بعض المحللين في أن التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة  لم يعد  كما  كان عليه من قبل. 


الأستاذ "جين هي – غوان":

بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، من المهم للغاية تنفيذ استراتيجية تطويق الصين وإبقاء إيران تحت المراقبة. بهذا المعنى، قد يأخذ البنتاغون قرار كوريا الجنوبية  بوقف اتفاقية"جي إس أو إم آي إيه" بشكل جاد. حيث أصبح نشر الصواريخ الأمريكية في آسيا قضية ساخنة بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى مع روسيا. ويتعين على كوريا الجنوبية أيضًا التعامل مع مسألة إرسال قواتها إلى مضيق هرمز للانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقيام بدوريات في المنطقة. الأمر هنا هو أن مساحة سيول للمناورة محدودة للغاية فيما يتعلق بهذه المشاكل. إن نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى في كوريا الجنوبية إذا تم تنفيذه، سيشكل تهديدًا خطيرًا على الصين  ربما أكثر خطورة من النظام الأمريكي المضاد للصواريخ الذي يطلق عليه " دفاع  منطقة عالية   طرفية". ويعني نشر المنظومة الصاروخية أن كوريا الجنوبية ستعاني من نكسة كبيرة في العلاقات مع الصين ، التي تعد أكبر شريك تجاري لها .


إذا كان التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سيصبح أضعف، فقد تمارس واشنطن ضغوطًا أكبر على سيول لدفع المزيد من المال مقابل إرسال قوات أمريكية وإرسال قواتها إلى مضيق هرمز. وفيما يتم اختبار التحالف الثنائي، يرسل "ترامب" إشارة تصالح  إلى كوريا الشمالية .


الأستاذ "جين هي – غوان":

كان "ترامب" يمتنع عن استفزاز كوريا الشمالية، وأعتقد أن هذا يساعد في الحفاظ على زخم الحوار قائما. كان من المدهش سماع "ترامب" وهو يذكر بالتحديد خطوط السكك الحديدية لكوريا الشمالية في فرنسا مطلع هذا الأسبوع. على الرغم من أن "ترامب" تحدث عن إمكانيات كوريا الشمالية الاقتصادية عدة مرات، إلا أن اهتمامه الخاص بالسكك الحديدية في كوريا الشمالية يظهر أنه يدرك جيدًا القضايا العابرة للحدود. ويبدو أنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستستفيد من تلك الشبكة  من خلال التعاون الاقتصادي مع بيونغ يانغ بمجرد أن تحسن كوريا الشمالية علاقاتها مع واشنطن والدول المجاورة كدولة عادية. أعتقد أن الرئيس الأمريكي قد وضع خططًا مستقبلية مختلفة متعلقة بكوريا الشمالية . 


 كوريا الشمالية مهتمة إلى حد كبير بتجديد السكك الحديدية القديمة. وفي حال استئناف المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإنه يمكن بناء السكك الحديدية التي تربط الكوريتين بالصين وروسيا. ويبدو أن "ترامب" ألمح إلى إمكانية مشروع السكك الحديدية لحث كوريا الشمالية على العودة إلى المفاوضات. المفتاح هو مدى مرونة الجانبين في المحادثات المستقبلية .


الأستاذ "جين هي – غوان":

في بيان أصدره الأسبوع الماضي، وصف وزير الخارجية الكوري الشمالي "ري يونغ هو" وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبو" بأنه "سم قاتل للدبلوماسية الأمريكية". إن خطاب "ري" القاسي غير المعتاد تجاه الولايات المتحدة يدل على أن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في وضع صعب الآن. ومن المتوقع أن يجري الجانبان مناقشات من وراء الكواليس، لكن المحادثات لا تسير بسلاسة.


قال الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" إنه سينتظر حتى نهاية العام حتى تأتي الولايات المتحدة بخطة جديدة. إذا لم تسر الأمور كما يريد، فإن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة قد تزداد سوءا العام المقبل. لكن هذا ليس ما يريده "ترامب"، لأنه لن يكون مفيدًا في مساعي إعادة انتخابه. ولإيجاد انفراجة، يمكن للجانبين الاتصال خلف الكواليس على الفور وبصدق.


في حال  أحرزت بيونغ يانغ وواشنطن تقدمًا ملموسًا في المحادثات على مستوى العمل ، فإن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لن تواجهان كوريا الشمالية بعد الآن، بل ستستعدان لشبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية. والآن بعد أن دعا "ترامب" إلى الحوار لدرجة أنه ذكر ربط خطوط السكك الحديدية عبر الحدود ، يبقى علينا الانتظار لنرى ما إذا كان سيكون هناك تغيير كبير في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;