© KBS

أصبح مقطع  فيديو على موقع اليوتيوب عن طعام الشارع الكوري الشمالي مثار  حديث المدينة. في المقطع الذي نشره دبلوماسي كان يقيم في كوريا الشمالية من قبل، يظهر جندي محلي يتناول طعام كيمباب، وهو عبارة عن أرز ملفوف بالأعشاب البحرية الجافة، وبوتشيميغي، أو الفطائر اللذيذة، التي تباع على رصيف الشارع. مقطع الفيديو الذي يقدم لمحة نادرة في مجتمع كوريا الشمالية المنغلقة، تجاوز 17 مليون مشاهدة على اليوتيوب. 

"كانغ مي جين"، وهي منشقة كورية شمالية، تعمل محررة في صحيفة "ديلي إن كاي":

يوجد الكثير من شوارع الأطعمة في بيونغ يانغ والمناطق المحلية في كوريا الشمالية. تشمل أطعمة الشوارع الشهيرة الأرز مع اللحم الصناعي. إنه أرز مطهي ملفوف في جلد رقيق مصنوع من عجينة فول الصويا. يضيف الناس صلصة الفلفل الحار للاستمتاع بالطبق اللذيذ الذي يشبه اللحم. هناك طعام لذيذ آخر في الشارع هو الأرز مع التوفو المقلي. في شوارع بيونغ يانغ، من الشائع العثور على الكستناء المحمصة والبطاطا الحلوة. في الماضي، كان الناس يصنعون كيمباب عند المشي لمسافات طويلة أو القيام برحلة طويلة، ولكنه الآن، يعتبر أحد أطعمة الشوارع المفضلة في الشمال. يستمتع الناس أيضًا بالفطيرة على الطريقة الكورية، والتي تُسمى جيون ، مع الفاصوليا أو الخضار المضافة إلى عجينة الطحين. 

تصطف الشوارع في كوريا الجنوبية بأكشاك بيع المأكولات الخفيفة الشهية مثل المعجنات على شكل الأسماك المحشوة بعجينة الفاصوليا الحمراء المحلاة، وكعك السمك الكوري، والفطائر المقلية الحلوة أو كعكة الأرز في الصلصة الحارة، لجذب المارة .
  

في كوريا الشمالية، توجد أكشاك بيع مماثلة في الشوارع تبيع الأرز باللحوم الاصطناعية أو أرز التوفو أو كعك أرز البطاطا  سونديه  أو النسخة الكورية من سجق  الدم، ويوجد الكمباب في الأسواق الخاصة، بالقرب من المناطق السكنية أو أمام محطات القطار. 

المنشقة "كانغ مي جين": 

أتذكر أن طعام الشارع ظهر منذ أواخر التسعينيات. العديد من الأشخاص في كوريا الشمالية تضوروا جوعا حتى الموت في منتصف التسعينيات، وظهرت الأسواق الخاصة بعد ذلك. أثناء الانخراط في أنشطة السوق، كان على الناس تناول الطعام في الشوارع. في البداية، أحضر البعض غداءهم، لكن الطعام كان سيئًا في الصيف ويتجمد في الشتاء. لذلك، اختار المزيد من الناس الإقبال على بعض الطعام في الشوارع. 

في الماضي، زودت كوريا الشمالية شعبها بالضروريات اليومية من خلال نظام الحصص التموينية. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، واجه الشمال صعوبات اقتصادية، ازدادت سوءا مع تضور الناس جوعا في سنوات المجاعة. خلال فترة المسيرة الشاقة، لم يعد نظام الحصص يعمل بشكل جيد بسبب الانكماش الاقتصادي الشديد ونقص الغذاء. كان على سكان كوريا الشمالية الاعتماد على أنفسهم وشكلوا أسواق جانغ مادانغ، حيث ظهرت مجموعة متنوعة من الأطعمة في الشوارع. 

بالنسبة للبائعين الذين باعوا الطعام، كانت فرصة ثمينة لكسب المال. مع مرور الوقت، أصبح طعام الشارع أكثر شيوعًا. في الوقت الحاضر، تتم إدارة معظم الأكشاك الغذائية  من قبل وكالات الدولة .

المنشقة "كانغ مي جين": 

في معظم الحالات، يتم تشغيل الأكشاك في الشوارع في كوريا الشمالية تحت اسم الوكالات. في بيونغ يانغ وغيرها من المدن، يمكن فتح أكشاك الطعام في الشوارع أو في المتاجر في منطقة معينة، ويتم تشغيلها في إطار اللجنة الشعبية في تلك المحافظة. يمكن فتح أكشاك الطعام في أي مكان، بما في ذلك النزل، طالما أنها تسجل في قسم التجارة في اللجنة الشعبية وتدفع الضرائب. 

يتعين أن تسجل أكشاك الطعام في كوريا الجنوبية أولاً في مكتب البلدية. وكذلك الحال بالنسبة لأكشاك الشوارع في الشمال. أما تلك التي  في المدن الكبرى في الشمال، بما في ذلك بيونغ يانغ وبيونغ سونغ، فيتعين تسجيلها  لدى المكتب ذي الصلة في المنطقة ويقدم أصحابها جزءًا من مبيعاتهم للمكتب. الأكشاك الغذائية بالقرب من أسواق جانغ مادانغ  في المدن الكبيرة أيضا عليها القيام بأعمالها تحت اسم بعض الوكالات. يمكن فتحها في المتاجر ومصانع المواد الغذائية، وتقوم الوكالات الحكومية بجمع مبلغ صغير من الضريبة منها أو إدراجها في أكشاك الطعام في الأسواق العامة. 

المنشقة "كانغ مي جين": 

منذ عام 2010 ، انتهج الكثير من الكوريين الشماليين حياة متحضرة وجربوا طعامًا يستهلك في الدول الغربية. أحد هذه الأطعمة هو البيتزا. اشترى الباعة المتجولون البيتزا في مطعم إيطالي أو شاهدوا صور الطعام لصنع نسختهم الخاصة من البيتزا التي أصبحت على قائمة طعام الشارع الشهير. في الشمال،   يتم نطق البيتزا مثل بي :زا . يقال إن طعام الشارع محبوب من قبل السكان المحليين والزوار الأجانب. 

يوجد مطعم إيطالي في شارع جانغ بوك في بيونغ يانغ. عندما افتتح  في عام 2008، كانت البيتزا أطعمة شهية لا يستمتع بها إلا الأثرياء. لكن كوريا الشمالية طورت أنواعًا جديدة من البيتزا، مثل بيتزا الكيمتشي وبيتزا تاج الأقحوان، لتناسب ذوق السكان المحليين. الآن، يتمتع بها الكثيرون كطعام الشارع كما تبيع بعض المحلات السندويشات على الطريقة الغربية، بينما يوجد طعام الشارع الصيني في المناطق المتاخمة للصين. 

يبدو أن طعام الشارع قد تغلغل بعمق في الحياة اليومية لشعب كوريا الشمالية. السيدة "كانغ" تشرح الآن سعر طعام الشارع في كوريا الشمالية وما يعنيه للسكان المحليين. 

المنشقة "كانغ مي جين":

في بيونغ يانغ، يتراوح سعر الكيمباب من ألف إلى 1500 وون كوري شمالي، في حين يتراوح سعر الأرز مع اللحم الصناعي وأرز التوفو بين 500 و 700 وون، حسب الحجم. 500 وون كوري شمالي تعادل 70 إلى 80 وون كوري جنوبي ، أي حوالي 6 إلى 7 سنتات فقط. وهذا يعني أنه  يمكن للمرء الاستمتاع بقطعة من الأرز مع اللحم الاصطناعي  بسعر لا يقل عن 10 سنتات. إنها رخيصة جدا. 

في كوريا الشمالية، حتى أولئك الذين ليسوا في وضع جيد يمكنهم الاستمتاع بالمأكولات في الشوارع بأسعار معقولة. بالنسبة للكوريين الشماليين، يعد تناول الطعام في الشوارع عزاءًا بسيطا لملء معدة فارغة بالقليل من المال وأحد عوامل متعة الحياة العظيمة للسماح لهم بالاستمتاع بالطعام ومشاركة القصص مع الآخرين في نفس الوقت. نحن نتطلع إلى كوريا موحدة ، حيث يشارك الناس من طرفي الحدود فرحة تناول الطعام في الشوارع معا.