© KBS

قبل أول قمة على الإطلاق بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في سنغافورة في يونيو من العام الماضي، أصرت بيونغ يانغ على ما يبدو على المساعدة الاقتصادية كشرط للمفاوضات. خلال اجتماع بين نائب رئيس حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية "كيم يونغ – تشول" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في البيت الأبيض في الأول من يونيو 2018، ذكر المسؤول الكوري الشمالي خطة بلاده لإنشاء كازينو في ونسان وتوسيع منتجع ماسيك للتزلج.

"كانغ مي –جين"، وهي منشقة كورية شمالية تعمل محررة  في صحيفة   "ديلي إن كي" الإلكترونية :

تعني كلمة ماسيك ريونغ أو حرفيًا  ممر ماسيك مضمار ركوب الخيل. حصل الممر الجبلي على هذا الاسم لأنه مرتفع ووعر. وقد بدأت كوريا الشمالية في بناء منتجع للتزلج هناك في ديسمبر عام 2012 بمبادرة من الزعيم "كيم جونغ – أون". بدأ البناء بهدف التعامل مع توافد 1.2 مليون سائح سنويًا. ومع اشتهاره بحبه للتزلج، أمر الزعيم باستكمال البناء خلال عام واحد، وتم ذلك بالفعل. 

  يقع المنتجع بالقرب من ونسان في محافظة كانغ ون في كوريا الشمالية على الساحل الشرقي، ويشهد ممر ماسيك تساقطا للثلوج من أواخر الخريف إلى أوائل الربيع، وأوديته مناسبة لمنحدرات التزلج. كان الموقع هو المكان الذي افتتح فيه منتجع للتزلج للمرة الأولى على الإطلاق في شبه الجزيرة الكورية في عشرينيات القرن الماضي أثناء الحكم الاستعماري الياباني لكوريا. 

لكن في عام 2012، وهو العام الأول للزعيم "كيم جونغ – أون"، أمر  المسؤولين بإعادة بناء منتجع ماسيك للتزلج وتطويره ليصبح منطقة جذب سياحي ذات شهرة عالمية. كان الغرض، هو كسب العملة الأجنبية من خلال جذب السياح من الخارج. حفزت الأمة البناء لاستكمال منتجع للتزلج في ديسمبر 2013، مما أدى إلى ظهور شعار جديد،"تسريع ماسيك ". إن " كيم جونغ – أون"، المعروف بأنه استمتع بالتزلج أثناء الدراسة في سويسرا، أظهر اهتمامًا خاصًا بمنتجع التزلج الجديد وركب مصعد التزلج  بنفسه قبل الانتهاء. كما تم تجهيز منتجع التزلج الهائل بمرافق مختلفة. 

المنشقة "كانغ مي –جين":

يوجد عشرة مسارات للتزلج من المبتدئين إلى المستوى المتوسط  تمتد من قمة تيهوا، قمة منتجع ماسيك للتزلج على ارتفاع 1360 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يقال إنه يمكن للزوار الاستمتاع بمختلف الرياضات الشتوية هناك، بما في ذلك التزلج على الجليد وركوب الدراجات في الجبال، فضلاً عن التزلج. يحتوي فندق فخم في المنتجع على 250 غرفة للأجانب و 150 غرفة للسكان المحليين وتم تجهيزه بجميع المرافق. 

تبلغ مساحة المنتجع 14 مليون متر مربع، ويبلغ طول منحدرات التزلج 49.6 كم. كما أنه يحتوي على حلبة للتزلج في الهواء الطلق وفندق به ثمانية طوابق فوق الأرض وثلاثة تحت الأرض. 

يرغب العديد من السكان الكوريين الشماليين في زيارة منتجع التزلج الفخم، وهو رمز للنمو الاقتصادي في عهد زعيمهم "كيم جونغ – أون".

المنشقة "كانغ مي –جين":

كان للسكان المحليين مطلق الحرية  في الذهاب إلى منتجع التزلج طالما لديهم المال. تبلغ تكلفة الإقامة لمدة ثلاثة أيام حوالي 400 دولار أمريكي. سمعت أن ستة كوريين شماليين يجمعون أموالهم معًا وذهبوا إلى المنتجع لمجرد استخدام المرافق الباهظة هناك. مع المال الذي أنفقوه هناك، يمكنهم شراء الأرز لمدة عام كامل. لكنهم قالوا إن المنتجع يستحق الزيارة بالتأكيد. 

في كوريا الشمالية، التزلج ليس مجرد نشاط ترفيهي ولكنه يعتبر جزءًا لا غنى عنه من الحياة. في محافظة كانغ وون الشمالية التي تشهد تساقط ثلوج غزيرة في فصل الشتاء، يُطلب من الطلاب السير على الزلاجات، بينما يتحرك السكان المحليون في جميع أنحاء المنطقة على الزلاجات الخاصة بهم باستخدام التضاريس المحيطة. 

يفضل الكوريون الشماليون الذهاب إلى منتجع ماسيك لأنه يمكنهم الاستمتاع بالتزلج واستخدام مرافق الفندق الفاخرة هناك.

قال باحث بجامعة موسكو الحكومية زار منتجع التزلج الكوري الشمالي في عام 2016 إن المكان كان جيدًا مثل منتجعات التزلج في سويسرا. تذهب العائلات الثرية في كوريا الشمالية إلى منتجع التزلج مرة واحدة في العام، بينما يُسمح للطلاب في المدارس الثانوية والجامعات وكذلك العمال الذين أدوا أداءً جيدًا في شركاتهم باستخدام منتجع التزلج. 

المنشقة "كانغ مي –جين":

كجزء من الأنشطة الترويجية، دعت كوريا الشمالية عددًا من الأجانب إلى منتجع التزلج. ومن بين هؤلاء دبلوماسيين أجانب في بيونغ يانغ ومصارع اليابان الذي تحول إلى نائب في البرلمان. 

 كما دعت كوريا الشمالية الصحفيين اليابانيين إلى موقع بناء منتجع ماسيك للتزلج في سبتمبر من عام 2013. في ذلك الوقت، قال وزير الثقافة البدنية والرياضة "وون كيل – يو" إن كوريا الشمالية ترغب في تقديم دورة للتزلج لأولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية لعام 2018 إذا طلبت منها كوريا الجنوبية أو منظمة دولية. إن ذلك يدل على أن الشمال كان واثقا ومعتزا بمنتجعه للتزلج الذي أصبح قادرا على استضافة المسابقات الدولية. 

زار العديد من الأجانب بمن فيهم نجم كرة السلة المتقاعد "دينيس رودمان" والمصارع الياباني السابق "أنطونيو إينوكي" منتجع ماسيك باس للتزلج منذ افتتاحه. قبل الألعاب الشتوية 2018، استضاف المنتجع دورة تدريبية مشتركة لمدة يومين للمتزلجين من الكوريتين في علامة على المصالحة بينهما. بثت هيئة التلفزيون الصينية "سي سي تي في" التي تديرها الدولة مؤخراً مادة عن المنتجع لإثارة اهتمام الجمهور، بينما بدأت كوريا الشمالية في ترميمه لجذب المزيد من السياح الصينيين. فهل سيولد هذا المكان كمنطقة جذب سياحي دولي، كما يرغب نظام الشمال؟.

المنشقة "كانغ مي –جين":

أنا على يقين من أن ذلك سيحدث. يقع منتجع ماسيك للتزلج بالقرب من منطقة ونسان السياحية قيد الإنشاء. قد تمتد الدورة السياحية من هذه المنطقة السياحية الساحلية الشرقية ومنتجع التزلج إلى المناطق الشمالية بما في ذلك جبل  تشيلبو وجبل بايكدو. لكن يبدو من الصعب تطوير المسار في الوقت الحالي، بسبب العقوبات الدولية على الشمال. لكن مع تركيز بيونغ يانغ كثيراً على الاعتماد على الذات، أعتقد أنها ستكون قادرة على بناء البنية التحتية اللازمة. 

تحفز كوريا الشمالية جهودها لتنفيذ ثلاثة مشاريع سياحية رئيسية في منطقة ونسان  الساحلية، والمنطقة السياحية الخاصة في بلدة سامجيون ومنتجع الينابيع الحارة في بلدة يانغ دوك . 

في حال ربطه بمواقع سياحية قريبة، يمكن لمنتجع ماسيك للتزلج رفع مكانته. ومع ذلك، فإن الشكوك حول الاستثمار والعقوبات الدولية القاسية تضر بقدرته  التنافسية. يمكن لمنتجع التزلج  أن يشهد المزيد من التطور بناءً على سعي الأمة الشغوف "للاعتماد على الذات" أو الوقوع في العقوبات. يتوقف مصيره على الخيار الذي ستتخذه كوريا الشمالية خلال الفترة القادمة .