الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

إمكانية استئناف الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة

2020-01-16

تطورات شبه الجزيرة الكورية

© YONHAP News

تواصل الولايات المتحدة إرسال إشارة للحوار إلى كوريا الشمالية.


قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إنَّ الولايات المتحدة لا تشكل خطرًا أمنيًا على النظام الكوري الشمالي. جاء ذلك أثناء حديثه مع قادة الأعمال في سيليكون فالي في سان فرانسيسكو يوم الاثنين الماضي. وذكر" بومبيو" أيضًا أنه لا يزال يأمل في أن تتخذ كوريا الشمالية القرار الصحيح. وفي الثامن من يناير، أرسل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رسالة شخصية إلى الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" بمناسبة عيد ميلاده. ويتوجه الانتباه إلى ما إذا كانت تلك الرسائل التصالحية الأمريكية تجاه بيونغ يانغ ستوفر انفراجة في العلاقات بينهما. 


البروفيسور "يانغ مو جين" من كلية الدراسات الكورية الشمالية:

إرسال رسالة عيد الميلاد إلى رئيس دولة لها آثار سياسية. فمن وجهة نظر منطقية، لا يمكن للمرء التعبير عن العداء في التهنئة بعيد الميلاد. ومن خلال تلك الرسالة إلى "كيم جونغ أون"، يحتفل "ترامب" بعيد ميلاد "كيم" ويعبر عن ثقته واحترامه لزعيم كوريا الشمالية. وبناءً على الثقة والاحترام المتبادلين، فإن " ترامب" يدعو "كيم" إلى كسر الجمود في المفاوضات المتوقفة بين بلديهما واستئناف الحوار.


عقد "تشونغ إوي يونغ"، مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" اجتماعًا مع "ترامب" في البيت الأبيض في الثامن من يناير، والذي يصادف عيد ميلاد "كيم جونغ أون" السادس والثلاثين. وطلب "ترامب" من "تشونغ" نقل رسالة التهنئة إلى الزعيم الكوري الشمالي من خلال الرئيس "مون".


كلما واجهت محادثات نزع السلاح النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة نكسة، فإن قادة البلدين يسعيان إلى إيجاد انفراجة من خلال "دبلوماسية الخطابات". وكان نَقْلُ "تشونغ" لرسالة الزعيم الكوري الشمالي الشفهية إلى "ترامب" في مارس 2018 قد مهد الطريق بالفعل لعقد أول قمة على الإطلاق. لذلك، اعتُبِرَت تهنئة عيد الميلاد الأخيرة من "ترامب" إلى "كيم" علامة إيجابية على تحسن العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن.


لكن كوريا الشمالية، أظهرت موقفا متشدِّدًا تجاه ذلك. ففي الحادي عشر من يناير، صرح كبير المستشارين بوزارة الخارجية الكورية الشمالية "كيم كي كوان" في بيانٍ بأنه لن تكون هناك مفاوضات كالتي أجريت في فيتنام، حيث اقترحت كوريا الشمالية آنذاك مبادلة هدمها لمنشأة نووية أساسية برفع بعض عقوبات الأمم المتحدة.


البروفيسور "يانغ مو جين":

تصريحات المسئول الكوري الشمالي لها تأثيران. أولًا، تحاول كوريا الشمالية أن تقول إنها لن تتخلى أبدًا عن برامجها للأسلحة النووية حتى لو فُرِضَت عقوبات أشد في المستقبل. ثانيًا، يبدو أنها تؤكد على سياسة واشنطن العدوانية تجاه بيونغ يانغ. ببساطة، تدعي كوريا الشمالية أن عقوبات واشنطن ضد كوريا الشمالية هي جزء من سياستها العدوانية. من هذا المنطلق، تؤكد كوريا الشمالية على أن الولايات المتحدة يتعين أن تتخلى عن سياستها العدوانية أولًا قبل أن تتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية.


لكن بيونغ يانغ لم تتخلَّ عن رغبتها في الحوار إلى الآن. فقد قال "كيم كي جوان" أيضًا إن النظام الكوري الشمالي تلقى تهنئة بعيد ميلاد زعيمه مباشرةً من خلال خطاب شخصي من "ترامب"، مما يشير إلى أن قنوات الاتصال بين البلدين لا تزال مفتوحة.


البروفيسور "يانغ مو جين":

من المفترض أنَّ هناك نحو أربع قنوات للاتصال بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وتشمل: قناة نيويورك المشهورة، وقناة المنظمات غير الحكومية، وقناة لجنة الهدنة العسكرية في قرية الهدنة في بانمونجوم. بالإضافة إلى ذلك، كان من المفترض أن يتم إنشاء خط ساخن بين زعيمي البلدين بعد قمتهما الأولى في سنغافورة.


ذكرت كوريا الشمالية في كثير من الأحيان شروطها المسبقة لنزع السلاح النووي، قائلة إنه ليس لديها أي سبب لامتلاك أسلحة نووية إذا كانت الولايات المتحدة لا تشكل تهديدًا عسكريًا لها، وإذا تخلَّت عن سياستها العدوانية تجاه الشمال. هذا يعني أن بيونغ يانغ لن تتخذ أي إجراء لنزع السلاح النووي ما لم تزيل الولايات المتحدة العوائق التي تحول دون بقاء كوريا الشمالية ونموها. وإذا أظهرت الولايات المتحدة علامات واضحة على قبول طلب بيونغ يانغ في هذا الجزء، فإن كوريا الشمالية مستعدة للدخول في حوار في أي وقت. أعتقد أن هذا ما يحاول الشمال قوله.


قد يبدو خطاب "كيم كي جوان" صعبًا إلى حد ما، لكنَّه يحتوي على رسالة مفادها أن الحوار ممكن إذا قدمت الولايات المتحدة تنازلات كبيرة.


وفي حين أن بيونغ يانغ قد أعادت الكرة إلى ملعب واشنطن، فقد حث وزير الخارجية "مايك بومبيو" كوريا الشمالية يوم الاثنين الماضي على العودة إلى طاولة المفاوضات.


البروفيسور "يانغ مو جين":

كما رأينا في تعليقات "بومبيو" ورسالة "ترامب" الأخيرة إلى "كيم جونغ أون" وتشديد "ستيفن بيغون" على الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، يبدو أن الولايات المتحدة تركز على الحوار في الوقت الحالي. وأتصور أن الشمال يقيّم بشكل إيجابي هذا المزاج داخل إدارة "ترامب".


قال "بومبيو" إن أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية تشكل خطرًا حقيقيًّا، وإن الولايات المتحدة لا تشكل خطرًا أمنيًّا على الكوريين الشماليين. وهذه التصريحات تستحق الاهتمام بالتأكيد، حيث كررت الولايات المتحدة وجهة نظرها بأنها ستخفف العقوبات المفروضة على الشمال وتضمن أمن النظام الشمالي إذا قام بالتخلي عن السلاح النووي.


ومع ذلك، يبدو من الصعب على الولايات المتحدة قبول موقف بيونغ يانغ، المتمثل في أنها لن تعود إلى الحوار دون تقديم تنازلات أمريكية.


البروفيسور "يانغ مو جين":

توضح الولايات المتحدة أنه يتعين على كوريا الشمالية نزع السلاح النووي أولًا ومن ثم ستقدم الولايات المتحدة ضمانًا أمنيًا. وتريد بيونغ يانغ، بالطبع، عكس ذلك. لكن في عملية التفاوض، ستزعم كوريا الشمالية أن على الولايات المتحدة تخفيف العقوبات وضمان الأمن في مقابل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بطريقة متزامنة. يعتقد الشمال أنه يمكنه إيجاد حل وسط في هذا الجزء.


لكن في الوقت الحالي، فإن احتمال قبول واشنطن لطلبات بيونغ يانغ ضئيل إلى حد ما لكونها تتمسك بالموقف القائل إنه لا يمكن تخفيف العقوبات إلا بعد أن تظهر كوريا الشمالية خريطة طريق واضحة ومفصلة لنزع السلاح النووي. ومع اقتراب الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية، يتعين على "ترامب" التعامل مع التهم الموجهة إليه التي يمكن أن تؤدي إلى إقالته. لذلك لا أعتقد أن في وسع "ترامب" التركيز على قضايا كوريا الشمالية الآن.


من شبه المستحيل بالنسبة إلى "ترامب" أن يخفف العقوبات على كوريا الشمالية في الوقت الحالي مع عدم تقديم كوريا الشمالية حتى لخريطة طريق لنزع السلاح النووي. كما أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران عامل آخر قد يؤثر على الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن تلك التوترات قد وصلت إلى حالة من الهدوء، إلا أن "ترامب" من المتوقع أن يركز على القضايا المتعلقة بإيران في الوقت الحالي.


ربما يعتقد "كيم جونغ أون" من جانبه أنه ينبغي عليه أن يستغرق بعض الوقت في هذا الموقف. بعد ذلك، سيكون من الأصعب تحريك المحادثات النووية كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى الأمام.


البروفيسور "يانغ مو جين":

بينما تشدد الولايات المتحدة على الحوار، طالبت كوريا الشمالية منذ نهاية العام الماضي بأن توقف الولايات المتحدة المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وأن تلغي خطة نشر أصولها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية وتخفيف العقوبات على كوريا الشمالية. لذلك، لن يكون من السهل على بيونغ يانغ وواشنطن إجراء أي حوار ذي معنى في أي وقت قريب. بالنسبة للولايات المتحدة، من المهم منع كوريا الشمالية من القيام باستفزازات عالية الكثافة ومنع الوضع من التدهور. لذلك يمكن أن تتظاهر فقط بالتشديد على الحوار من ناحية، مع التركيز أكثر على إدارة الموقف من ناحية أخرى. أعتقد أن الجمود في علاقاتهما سيستمر لبعض الوقت. وحتى لو أجريا اتصالات بطريقة أو بأخرى، سيكون من الصعب تحقيق نتيجة إيجابية، إلا في حال اتخذت الولايات المتحدة إجراءً جوهريًا للتخلي عن ما تدعي كوريا الشمالية أنها سياسة عدوانية.


في مؤتمر صحفي بمناسبة رأس السنة الجديدة يوم الثلاثاء، قال الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" إنه من السابق لأوانه التشاؤم بشأن الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وقال إن حكومة كوريا الجنوبية ستبذل المزيد من الجهود لحث الجانبين على إجراء محادثات، حيث لم يتبق الكثير من الوقت. وكما أشار "مون"، فإن كلًّا من كوريا الشمالية والولايات المتحدة عليهما أن يأتيا إلى طاولة الحوار قبل أن تتطور الأزمة النووية أكثر.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;