الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

زيارة المبعوث الأمريكي ستيفن بيغون لكوريا الجنوبية

2020-07-09

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

وصل نائب وزير الخارجية الأمريكي والممثل الخاص لكوريا الشمالية "ستيفن بيغون" إلى كوريا الجنوبية في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، يوم 7 يوليو، حيث اجتمع مع وزيرة الخارجية "كانغ كيونغ هوا"، والنائب الأول لوزيرة الخارجية "تشو سي يونغ"، وكبير المبعوثين النوويين "لي دو هون"، ثم التقى اليوم الخميس بالرئيس الجديد لمكتب الأمن الوطني "صوه هون" لمناقشة القضايا النووية لكوريا الشمالية. وتأتي هذه الزيارة بعد سبعة أشهر من زيارته الأخيرة، وهي أيضا أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ اندلاع جائحة كورونا.


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

زيارة "بيغون" لها علاقة كبيرة بالتوتر الحالي بين الكوريتين. قامت كوريا الشمالية بتفجير مكتب الاتصال بين الكوريتين في كيسونغ وهي تضغط على كوريا الجنوبية. أعتقد أن الرئيس "مون جيه إن" يريد حل هذا الوضع في أسرع وقت ممكن. عندما تحدث الرئيس "مون" إلى رئيس المجلس الأوربي "شارل ميشيل" يوم 30 يونيو، ذكر الحاجة إلى عقد قمة أخرى بين بيونغ يانغ وواشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر. أعتقد أن حكومة كوريا الجنوبية أرادت ترتيب القمة في أقرب وقت ممكن، ولهذا السبب جاء نائب وزيرة الخارجية بيغون إلى كوريا الجنوبية رغم جائحة كورونا.


تم توجيه قدر كبير من الاهتمام إلى نوع الرسائل التي يتوقع أن يبعث بها المبعوث النووي الأمريكي للنظام الحاكم في بيونغ يانغ، حتى إن البعض توقع أنه قد يلتقي بمسؤولين كوريين شماليين في "بان مون جوم". لكنه نفى بشكل قاطع وجود خطط للاتصال بكوريا الشمالية خلال هذه الزيارة. وشدد على أن سياسة واشنطن لا تمليها تصرفات بيونغ يانغ.


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

ما قصده الممثل الخاص "بيغون" هو أن الحوار مع كوريا الجنوبية واليابان يأتي أولا بالنسبة للولايات المتحدة وأنه لن يتم اتخاذ أي إجراءات غير منطقية لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية. سيكون من الغريب عدم التحدث عن كوريا الشمالية عندما أصدرت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي "تشيه سون هي" بيانا، لذلك كان عليه أن يعلق، حتى لو كان ذلك مجرد إجراء شكلي. عندما كان "بيغون" في سيول في أواخر العام الماضي، ذكر أنه يريد مقابلة ممثلي كوريا الشمالية، لكن هذا الاقتراح رفضه نظام بيونغ يانغ. ونظرا لإحراجه العام الماضي، ربما لم يرغب "بيغون" في أن يبدو يائسا متطلعا لعقد اجتماع بينما لم تتفاعل كوريا الشمالية بحماس أكبر مع زيارته.


صرحت كوريا الشمالية بأنها لا تريد عقد قمة أخرى مع الولايات المتحدة في نفس اليوم الذي وصل فيه "بيغون" إلى كوريا الجنوبية. وقال "كوان جونغ غون"، مدير إدارة شؤون أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية، إنه لا ينوي الجلوس مع الأمريكيين ورفض بشدة محاولة الوساطة من قبل كوريا الجنوبية. وكانت تلك التصريحات موازية لتصريحات سابقة أدلى بها "تشيه سون هي" النظيرة الكورية الشمالية لبيغون، والتي قالت فيها إنه لا توجد حاجة للجلوس مع الولايات المتحدة. فلماذا شنت كوريا الشمالية هجوما لفظيا قبل زيارة "بيغون"؟


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

يجب أن يكون ذلك لأحد سببين. تعتقد كوريا الشمالية أنه من غير المرجح أن يفوز "دونالد ترامب" في انتخابات نوفمبر وأن من الأفضل التفاوض مع الرئيس الأمريكي القادم. لذا، قررت قيادة بيونغ يانغ عدم التحدث مع إدارة ترامب بعد الآن. السبب الآخر هو أن إظهار كوريا الشمالية الأخير للغضب هو محاولة لكسب اليد العليا في المفاوضات مستقبلا. لطالما استخدمت كوريا الشمالية استراتيجية حافة الهاوية لتعظيم قدرتها على المساومة. أيضا، لم تحقق القمة الثانية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أي تقدم. ومن الواضح أن بيونغ يانغ لا تريد استئناف المفاوضات ما لم تحصل على شيء ملموس.


في غضون ذلك، زار الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" قصر الشمس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين على وفاة جده "كيم إيل سونغ"، بعدما أشيع أنه في حالة صحية سيئة، حيث إنه لم يظهر في القاعة التذكارية يوم 15 أبريل، في الاحتفال بيوم ميلاد "كيم إيل سونغ"، المعروف باسم "يوم الشمس" ويعتبر أعظم عيد في كوريا الشمالية. وكان شهر أبريل هو المرة الأولى التي لم يقم فيها "كيم جونغ أون" بحضور الاحتفال منذ توليه السلطة. لذلك، عندما ظهر في ذكرى وفاة جده في أثناء وجود المبعوث النووي الأمريكي في سيول، توقع الناس سماع رسالة من جانبه إلى البيت الأبيض، لكن هذا لم يحدث.


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

أعتقد أن "كيم جونغ أون" أعطى أدوارا منفصلة لأخته "كيم يو جونغ" ومسؤولين آخرين على مستوى العمل. أعتقد أنه إذا أراد "كيم" اتخاذ خطوة، فمن المحتمل أن تكون رسالة شخصية إلى "ترامب". رسميا، سترسل كوريا الشمالية شخصا مثل نائبة الوزير "تشيه سون هي" للتحدث مع واشنطن، بينما سيحافظ "كيم" على دور الشرطي الجيد من خلال إرسال رسالة ودية إلى الرئيس الأمريكي. وكان ترامب قد قال في مقابلة إنه سيجتمع مع كيم مرة أخرى إذا كان ذلك سيكون مفيدا. وأضاف أن لديه علاقة جيدة مع الزعيم الكوري الشمالي. في ظل هذه الظروف، هناك احتمال أن يرسل كيم خطابا، إن لم يكن مبعوثا خاصا، في أعقاب زيارة بيغون.


وقد أوضح بيغون أنه ليس لديه خطط للقاء الكوريين الشماليين خلال زيارته، لكنه شدد على أنه سيواصل الجهود لاستئناف المفاوضات النووية مع بيونغ يانغ بمساعدة سيول. وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع المبعوث النووي الكوري الجنوبي، قال "بيغون" إن الولايات المتحدة تدعم التعاون بين الكوريتين من أجل استقرار الوضع السياسي في شبه الجزيرة الكورية وأنها مستعدة لأن تكون مرنة من أجل التوصل إلى اتفاق متوازن في حال قررت كوريا الشمالية العودة للمحادثات.


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

يبدو أن واشنطن منفتحة على الحوار مع بيونغ يانغ في أي وقت. على الرغم من أن كوريا الشمالية كانت قاسية جدا تجاه الولايات المتحدة مؤخرا، إلا أنه لا يمكن القول على وجه اليقين أن "كيم جونغ أون" يريد إنهاء المحادثات بالفعل. قد لا يرغب في قمة أخرى مع ترامب، ولكن هناك احتمال أنه كان يرسل مثل هذه الرسائل لتعزيز قدرته على المساومة. فقد اعتدنا أنه قد تقول بيونغ يانغ شيئا بينما تريد بالفعل شيئا آخر. يبدو أن كوريا الشمالية تريد أن توضح أنها لن تأتي إلى المحادثات إذا رجعت خالية الوفاض كما حدث في القمة الأخيرة.


يعتقد البعض أنه سيكون من الصعب استئناف أي نوع من المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ما لم تقدم واشنطن عرضا جديدا لنزع السلاح النووي، تكون جذابة بما يكفي لإقناع بيونغ يانغ. هذا هو السبب في أنه من غير المتوقع أن تؤدي زيارة بيغون إلى استئناف المحادثات بين بيونغ يانغ وواشنطن. وقد يكون السبب الحقيقي لزيارة بيغون هو أنه أراد التعرف على مسؤولي الأمن الوطني الجدد. 


المعلق السياسي "لي جونغ هون": 

إن تشكيلة الأمن الوطني الكوري الجنوبي الأخيرة موجهة بالتأكيد نحو الشمال، مما يعكس التزام الرئيس "مون جيه إين" القوي بتحسين العلاقات بين الكوريتين. إنه يحاول استخدام جميع الموارد البشرية المتاحة لاستئناف المحادثات مع الكوريين الشماليين. لقد جمع فريقا من الخبراء من المرجح أن تعتبرهم كوريا الشمالية نظراء مؤهلين، ولهذا السبب يعتقد بعض الكوريين الجنوبيين أن مسؤولي الأمن القومي الجدد ودودون جدا تجاه الشمال. كما أنني أشعر بالقلق من أن سياسات كوريا الجنوبية ذات الصلة ببيونغ يانغ، قد تتأثر كثيرا بما تقوم به كوريا الشمالية، في الوقت الذي يجب أن تحافظ فيه كوريا الجنوبية، الدولة الديمقراطية، على تحالفها القوي مع واشنطن. من ناحية أخرى، هناك آمال كبيرة لتحول دراماتيكي في العلاقات بين الكوريتين قرب نهاية رئاسة الرئيس مون. 


لا يزال من غير الواضح ما الذي تريده كوريا الشمالية فعلا، ولذلك علينا الانتظار لنرى كيف سترد بيونغ يانغ على نتائج زيارة المبعوث الأمريكي الخاص بيغون إلى سيول.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;