ⓒ dprktoday.com

مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح كوريا الجنوبية ، أبدى العديد من المواطنين المحليين اهتمامًا بالأطعمة الصحية التي يعتقد أنها تساعدهم على استعادة القدرة على التحمل المفقودة من الحرارة الشديدة. في كوريا ، هناك ثلاثة أيام ساخنة تشوبوك هو الأول ،وتشونبوك  لثاني ومالبوك هو الأخير. خلال الفترة الأكثر سخونة في السنة التي تستمر لمدة شهر تقريبًا ، يستمتع العديد من الكوريين بالأطعمة عالية البروتين مثل سام غيتانغ   أو حساء الدجاج الجينسنغ. لا يسعنا إلا أن نتساءل عن أنواع الأطباق المغذية التي يستهلكها الشعب الكوري الشمالي خلال موسم الصيف الحار.

في يوم تشوبوك  في 16 يوليو ، قامت محطة الإذاعة المركزية الكورية ، وهي شبكة الإذاعة المحلية لكوريا الشمالية ، بالترويج لحساء لحوم الكلاب كأطعمة قيّمة وتقليدية لكوريا. تقول التقارير أن المطاعم في العاصمة بيونغ يانغ تتلقى طلبات مسبقة للطبق وحتى تقديم خدمات التوصيل.

"كانغ مي جين" ، المنشق الكوري الشمالي المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:

في كوريا الشمالية ، هناك مقولة قديمة مفادها أنه حتى شريحة من دانغوغي يمكن أن تكون دواءً رائعًا خلال أشهر الصيف الحارة. هذا يظهر حب الشعب الكوري الشمالي للدانغوغي ، الذي يشير إلى لحم الكلاب. أشاد منفذ للدعاية يسمى "دي بي آر كي"  بالدانغوغي باعتباره الطعام التقليدي لكوريا والذي لا يقل قيمة عن الكنز الوطني ، مستشهداً بالنصوص التاريخية القديمة من مملكة جوسون. وقال  إن الأسلاف الكوريين سيأكلون أرزًا مبخرًا مع الدخن أو الأرز الأبيض في حساء الدانغوغي الحار لكسر العرق خلال الأيام الثلاثة الأكثر سخونة في الصيف كإحدى أفضل الطرق لتجديد شباب الجسم. وأضافت وسائل الإعلام أن الناس في كوريا الشمالية غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم يستمتعون بالنفخ على حساء دانغوغي المتصاعد في المطاعم المحلية خلال منتصف الصيف كل عام. لكوني من الهاربين الكوريين الشماليين ، أتذكر العديد من العائلات في شمال حساء الدانغوجي خلال فترة الصيف الحارة .

وتطلق كوريا الشمالية على لحوم الكلاب دانغوغي ، والتي تعني حرفياً اللحوم الحلوة. روجت كوريا الشمالية بشكل متزايد عن دانغوغي منذ أواخر يونيو ، عندما بدأ الطقس الحار .أثار أكل لحوم الكلاب الكثير من الجدل في كوريا الجنوبية وخارجها. اعترض العديد من الكوريين الجنوبيين على هذه العادة وعارضوها ، خاصة عندما تقترب أيام الصيف الحارة ، في السنوات الأخيرة. في يونيو 2018 ، تم اقتراح مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية لتنقيح  لقانون حماية الحيوان ليحظر استهلاك لحوم الكلاب. وسط الدعوات المتزايدة في جميع أنحاء العالم لحظر استخدام الأساليب الوحشية لذبح الكلاب ، هل هناك أي تغيير في تصور الكوريين الشماليين للحوم الكلاب؟.

المحررة "كانغ مي جين":

إذا سمع الكوريون الشماليون الأخبار عن حملة كورية جنوبية لحظر استهلاك لحوم الكلاب بموجب القانون ، فإنهم سيقولون أنها قصة غريبة للغاية ويجدون صعوبة في تصديقها. في الشمال ، الكلاب ليست حيوانًا مرافقًا ولكن يتم تحديدها كمواشي. من المسلم به أن الكلاب ، مثل الخنازير ، هي مصدر للغذاء ويمكن وضع لحمها على الطاولة عند الضرورة. يعتقدون أن هذا هو مصير الكلاب. هناك مطاعم لحوم الكلاب تديرها الحكومة .

إن شعبية  دانغوغي بين الشعب الكوري  الشمالي  لها علاقة بحب كبار قادتها لها. يعرض مطعم دانغوغي الشهير في بيونغ يانغ رسائل تشجيع مكتوبة بخط اليد أرسلها الزعيم السابق "كيم جونغ إيل" والزعيم الحالي "كيم جونغ أون ". 

المحررة "كانغ مي جين":

الزعيمان السابقان "كيم إيل – سون"  و"كيم جونغ – إيل" معروفان بإعجابهما الكبير بلحوم الكلاب. أصدر "كيم إيل – سونغ" نفسه كلمة "دانغوغي" في عام 1985. ويقال أن طهاة لحم الكلاب في بيونغ يانغ يتلقون تدريباً منتظماً. يبدو أن قادة كوريا الشمالية جميعهم لديهم موقف إيجابي تجاه حساء الدانغوغي. على سبيل المثال قال  "كيم جوغ –إيل" ،  ذات مرة ،إن أطباق دانغ غوغي هي أطعمة كورية تقليدية يحبها الناس.و زار مطاعم  في كل سانحة. حتى أن كوريا الشمالية لديها سياسة لأطباق لحوم الكلاب وتظهر اهتمامًا كبيرًا بها .

بالإضافة إلى حساء لحم الكلاب ، يتمتع الكوريون الشماليون أيضًا بعصيدة الفاصوليا الحمراء وحساء الدجاج المبرد في الصيف للتغلب على الحرارة الحارقة. في حين أن عصيدة الفاصوليا الحمراء تؤكل عادة على الانقلاب الشتوي في كوريا الجنوبية ، فإن كوريا الشمالية تقدمها كطعام منشط في الصيف ، مشيرة إلى أن الطاقة الباردة في الفاصوليا الحمراء تساعد على تهدئة حرارة الصيف. أيضًا ، الدجاج في مرق بارد مع الخل والخردل ، المعروف باسم  تشوغي تانغ يساعد على زيادة شهية المرء في الصيف. يعتبر أحد الأطعمة الصحية الصيفية في كوريا الجنوبية أيضًا .

المحررة "كانغ مي جين":

قد يعتقد الناس أن الطعام المغذي في الصيف يتعلق في الغالب باللحوم ، لكن الكوريون الشماليون يحبون تناول عصيدة الفاصوليا الحمراء في الصيف. أوصت إحدى الصحف المحلية الناس بغلي العصيدة وتغليها وتقطرها مع العرق من أجل التأثير المطلوب. كما ذكر أن غلي الطعام في أيام الصيف الحارة سيقوي أجسامهم ويساعدهم على تحمل الحرارة ، كما هو موضح في المثل القديم ، "قم بمقاومة الحرارة بالحرارة". يعتقد الكوريون الشماليون أن الفاصوليا الحمراء تمنع الأمراض ، وتخرج  الأرواح الشريرة وتساعدهم على مقاومة الحرارة .تم استهلاك تشونغي تانغ  في الأصل كطعام شهي في مقاطعتي هاميونغ  و يونغ آن  تشمل مكوناته الدجاج عالي القيمة الغذائية مع قليل الدسم واللحم البقري الغني بالبروتين وخيار البحر ، والتي يطلق عليها نبات جنسنغ البحر، وهلام الفول الذي يساعد على إزالة السموم الناتجة عن الحرارة واستعادة الصحة .

هذه الأطعمة التكميلية الصحية ليست رخيصة ، على الرغم من ذلك. يضع العديد من سكان كوريا الشمالية الأرانب المطبوخة المحشوة بالمكونات الصحية كغذاء مغذي ، لأن لحم الأرانب غير مكلف نسبيًا ويسهل الحصول عليه. أصبح طبق لحم الأرانب هذا شائعًا منذ السبعينيات عندما قدمت كوريا الشمالية ما يسمى بـ "خطة الأطفال". بموجب الخطة ، أمرت الأمة الأطفال بتربية الأرانب ، مدعية أن تربية الأرانب سيسهم في ازدهار وطنهم الاشتراكي. أبقى سكان كوريا الشمالية الأرانب في المنزل من أجل تقديم كمية معينة من جلد الأرانب إلى الدولة كل عام. إن تربية الأرانب ، التي تنمو بشكل جيد في المنازل العادية ، لا تكلف الكثير مقارنة بالدجاج الذي ينمو فقط في المناطق الريفية. ليس من المفاجئ أن لحم الأرانب أصبح غذاء صحيًا شائعًا للعديد من السكان المحليين .

المحررة "كانغ مي جين":

لحوم الأرانب طرية ولكنها مطاطية ومذاقها مثل فطر الصنوبر. يقوم الناس بتنظيف الجزء الداخلي من التجويف ويحشو التجويف بمكونات مختلفة ، بما في ذلك الأرز اللزج وجذور البيقية. يضع بعض الناس الأعشاب الطبية أو الفاصوليا الحمراء. ثم يغليها لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات. الطعام رائحته حلوة وطعمه رائع. وهو من أفضل الأطباق المغذية .

وسط النقص المزمن في الغذاء ، شجعت كوريا الشمالية تربية الأرانب باعتبارها إحدى طرق توفير اللحوم. الأرانب معروفة جيدًا بقدرتها على التكاثر ، حيث يحتمل أن تلد الأرانب الإناث مرة واحدة في الشهر. أيضا ، تعيش الأرانب على العشب ، وليس الحبوب. لكنهم يوفرون اللحوم للإنسان. لهذا السبب ، شددت كوريا الشمالية باستمرار على الحاجة إلى تربية الأرانب منذ أواخر السبعينيات ، تحت شعار "تغيير العشب من أجل اللحوم". من السهل تربية الحيوان ، وغالبًا ما يتم أكل لحم الأرانب في أيام الصيف الحارة .

يشير الغذاء الصحي إلى تنشيط الطعام الذي يقوي الجسم ويجدد طاقته. لا يلزم بالضرورة استخدام اللحوم باهظة الثمن. نأمل أن يستمتع الكوريون الشماليون ببعض الطعام المغذي ، مهما كان ، للتغلب على الحرارة والبقاء هادئين .