الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

لسياسة الخارجية المتوقعة لحكومة جو بايدن

2020-11-19

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

تولي حكومة كوريا الجنوبية اهتماما شديدا بالسياسات الخارجية المتوقعة لحكومة "بايدن"، حيث تحتاج سيول إلى التعامل بفعالية مع أي تغيير دبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية بعد تغيير القيادة في الولايات المتحدة. وهدف الحكومة الكورية من ذلك هو استقرار الدبلوماسية الإقليمية ودفع عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية إلى الأمام.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

أهم رسالة لبايدن هي "أمريكا عادت". لقد تعامل الرئيس الحالي "دونالد ترامب" مع السياسة بطريقة غير تقليدية وغير متوقعة. ففي الوقت الذي أظهر "ترامب" رغبته في قيادة العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، زعزع العلاقات التقليدية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وهدد بسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية ما لم تدفع سيول المزيد من المال للإبقاء على القوات الأمريكية. في المقابل، من المتوقع أن يسعى بايدن، بصفته سياسيا محترفا، إلى استعادة العلاقات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتعزيز التحالف الثنائي بشكل أكبر. كما أنه من المرجح أن يركز على استعادة القيم التقليدية أكثر من التركيز على تكاليف الدفاع.


أجرى الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" يوم 12 نوفمبر لاتخاذ خطوة أولى نحو دبلوماسية القمة مع الإدارة الأمريكية القادمة. وتحدث الرئيسان عن قضايا متعددة، بما في ذلك الأزمة النووية لكوريا الشمالية وفيروس كورونا وتغير المناخ. ووصف "بايدن" التحالف الثنائي بين سيول وواشنطن بأنه "العمود الفقري" للأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". ويقول الخبراء إن استراتيجية واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ تستهدف مواجهة النفوذ المتنامي للصين من خلال تطويقها بالتحالف الأمريكي مع كوريا الجنوبية واليابان والهند وأستراليا. ولذلك تشير تصريحات بايدن حول "منطقة المحيطين الهندي والهادئ" خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي إلى أن الولايات المتحدة تريد تجميع حلفائها الآسيويين معا ضد الصين.  


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

من المتوقع أن تكون عملية تحقيق التوازن بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مهمة في الأيام المتبقية من فترة رئاسة الرئيس "مون". فإذا كانت سيول تميل نحو واشنطن، فإن الولايات المتحدة يتوقع أن تدفع كوريا الجنوبية إلى الأمام لتشكيل جبهة موحدة ضد الصين. في هذه العملية، من المتوقع أن تنتقم الصين من كوريا الجنوبية. لذلك فإن سيول في موقف صعب للغاية، ولا ينبغي أن تخيّب آمال كل من الولايات المتحدة والصين، فهي تقع تحت عبء دبلوماسي ثقيل يتمثل في الحفاظ على علاقاتها التقليدية مع واشنطن والسعي إلى تفهم بكين. 


في غضون ذلك، قام "بايدن" بزيارة للنصب التذكاري لقدامى المحاربين في الحرب الكورية يوم 11 نوفمبر، عندما احتفلت الولايات المتحدة باليوم الوطني لقدامى المحاربين. وقد انصب الانتباه على معنى زيارته لهذا النصب التذكاري.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

مكث "جو بايدن" وزوجته "جيل بايدن" هناك لمدة 15 دقيقة لتقديم العزاء في الجنود الأمريكيين الذين سقطوا خلال الحرب الكورية. أعتقد أن هذه رسالة موجهة إلى كوريا الجنوبية والمواطنين الأمريكيين، تشير إلى أهمية التحالف بين سيول وواشنطن. هناك العديد من النصب التذكارية لقدامى المحاربين في الولايات المتحدة، بما في ذلك تلك المتعلقة بحرب فيتنام وحرب العراق، لكن "بايدن" اختار زيارة النصب التذكاري لقدامى المحاربين في الحرب الكورية كأول حدث رسمي له منذ فوزه في الانتخابات، مما يعكس التزامه ببناء جبهة موحدة من الحلفاء ضد الصين، على محور التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. 


تحتاج حكومة كوريا الجنوبية إلى تحديد اتجاه السياسة الخارجية لبايدن بالضبط. ولهذا الغرض، جاءت زيارة وزيرة الخارجية "كانغ كيونغ هوا" إلى الولايات المتحدة يوم 8 نوفمبر، حيث التقت بشخصيات تعتبر مقربة من "بايدن"، وشددت على ضرورة أن تعطي الحكومة الأمريكية الجديدة أولوية للقضية النووية لكوريا الشمالية. كما قام وفد برلماني كوري بزيارة إلى الولايات المتحدة يوم 15 نوفمبر. وخلال لقائه بالوفد الكوري، قال "براد شيرمان"، الذي يُعتبر مرشحا محتملا لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن حكومة بايدن قد تتخذ إجراءات لتسريع نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية خلال الربيع القادم، عندما تصبح الإدارة الجديدة مستقرة. وشدد على ضرورة منع أي استفزاز من قبل كوريا الشمالية خلال الفترة الانتقالية للقيادة في الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يتوقع بعض الخبراء أن دبلوماسية الإدارة الأمريكية الجديدة قد تتغير اعتمادا على الخيار الذي ستتخذه كوريا الشمالية.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

في السيناريو المرغوب في حدوثه، ستراقب كوريا الشمالية بعناية كيف ستتصرف الولايات المتحدة، وتلعب بعض الألعاب الذهنية مع "بايدن" وتنخرط في حوار في النهاية. وفي السيناريو غير المرغوب فيه، قد تقوم كوريا الشمالية باستفزاز عسكري استباقي. في الواقع، لجأ النظام الشيوعي عادة إلى هذا النوع من الاستفزازات. ويعتقد المجتمع الدبلوماسي الأمريكي أن إدارة بايدن ستحدد اتجاه سياستها بشأن كوريا الشمالية بعد مشاهدة تحركات بيونغ يانغ في فترة انتقال السلطة. لهذا السبب وجّه "شيرمان" رسالة قوية مفادها أنه على كوريا الشمالية الامتناع عن أي استفزاز في هذه الفترة الحساسة. سيتعين علينا الانتظار لنرى الرسالة التي سينقلها الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" إلى الولايات المتحدة في خطابه بمناسبة العام الجديد في أوائل يناير من العام القادم. وفي يناير القادم أيضا، من المقرر أن تعقد كوريا الشمالية مؤتمر الحزب الثامن للإعلان عن خطط واستراتيجيات مهمة، بما في ذلك سياساتها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. 


يقول المراقبون إن مبادرة حكومة "مون جيه إين" للقيام بدور الوساطة في قضايا شبه الجزيرة الكورية قد تتماشى مع تعددية "بايدن". وقد يكون من الضروري تعزيز قنوات الحوار متعدد الأطراف مع الصين واليابان وروسيا والهند. لكن السياسات الخارجية لحكومة بايدن قد تتغير في أي وقت، حسب العديد من العوامل. ولذلك تحتاج حكومة كوريا الجنوبية إلى تصور كل السيناريوهات المحتملة والاستعداد للتعامل معها بإجراءات مضادة مدروسة جيدا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;