الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

شهادات الجودة في كوريا الشمالية

2020-12-03

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ Getty Images Bank

شددت كوريا الشمالية خلال هذا العام على ضرورة إنجاز "اختراق أمامي" في مواجهة التحديات التي تواجهها للتغلب على الصعوبات الاقتصادية. وتماشيا مع هذا التوجه، فإنها تدعو إلى تأمين "الاعتماد على الذات" في العديد من المجالات، بما في ذلك إنتاج سلع عالية الجودة. وحثت السلطات الكورية الشمالية المصانع في مناطق مختلفة على مواصلة بذل الجهود للحصول على شهادات الجودة. ومؤخرا، أصدرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية سلسلة من المقالات حول عدد متزايد من المنتجات التي تحمل علامات التصديق.


المحامي "أوه هيون جونغ ":

تقول كوريا الشمالية إن العشرات من وحدات الإنتاج في البلاد، بما في ذلك مصنع للأحذية في وان سان ومصنع جوك سان في بيونغ يانغ، حسنت جودة سلعها من خلال شهادات الجودة. وتوضح أن لقب "منتج 2 فبراير"، وهو أحد علامات شهادات الجودة المحلية، قد تم منحه لمائة منتج في النصف الأول من هذا العام وحده. لنكون أكثر تحديدا، تقول كوريا الشمالية إن حوالي 40 وحدة إنتاج و100 مصنع قد حصلت على علامات اعتماد لإدارة الجودة أو ضوابط سلامة الأغذية. وأشارت بعض التقارير إلى أن، حوالي عشرة من مصنعي المنتجات الطبية قد حصلوا، على وجه الخصوص، على موافقات على تصنيع المنتجات الطبية من الحبوب والكبسولات والحبيبات والحقن. وحرصت وسائل الإعلام الكورية الشمالية على تسليط الضوء على المنتجات الحاصلة على شهادات الجودة في خطوة واضحة للتأكيد على أن البلاد قادرة بما يكفي على إنتاج سلع عالية الجودة محليا وتحسين اقتصادها الذي تضرر بشدة هذا العام بسبب وباء كورونا والفيضانات. 


سمحت السلطات الكورية الشمالية للمفتشين الحكوميين بإدارة جودة المنتجات منذ عام 1981. وقد سنت الدولة الشيوعية قانون مراقبة الجودة في عام 1997 ونقحته ثلاث مرات حتى عام 2003. ويوجد حاليا 15 ألف مفتش جودة على مستوى البلاد، وهم مسؤولون عن إدارة جودة المنتجات. 


المحامي "أوه هيون جونغ ":

يتم إرسال مفتشي الجودة من مكاتب مراقبة الجودة القائمة في 170 مصنعا وجمعية إنتاج في جميع أنحاء كوريا الشمالية. هؤلاء المشرفون يقومون بالتدقيق على إنتاج السلع ويغرسون الأيديولوجية السياسية، أي الاشتراكية، في العمال في المصانع. ويتم دفع رواتبهم من قبل الحكومة المركزية، وليس من قبل المصانع، لذلك فهم تحت سيطرة الحكومة. يتعين أن يقوم المفتشون بعملهم وفقا للوائح التفصيلية المتعلقة بالمشروعات التي تتطلب إشراف الدولة، وهم يفحصون عملية الإنتاج بأكملها، من المواد الخام والتقنيات إلى أداء المنتج والتعبئة والتغليف. وكل منتج له بطاقته الخاصة، التي يتم فيها تسجيل عملية التصنيع من اليوم الأول للإنتاج. ومن خلال هذا النظام يمكن للمشرفين اكتشاف أي تغيير في الجودة. 


من بين شهادات الجودة التي تديرها اللجنة الوطنية لمراقبة الجودة، "ميدالية الجودة 15 ديسمبر"، التي يتم تقديمها لأفضل منتجات في كوريا الشمالية التي يمكن طرحها في السوق العالمية، وقد تم إنشاؤها في عام 2012 بهدف تعزيز الصادرات من خلال ضمان جودة السلع الفاخرة.


المحامي "أوه هيون جونغ ":

أول حاصل على "ميدالية 15 ديسمبر للجودة" هي خمر بيونغ يانغ المنتجة في مصنع نهر تيدونغ للمواد الغذائية، حيث حصلت على العلامة المرموقة في عام 2014. وأوضحت كوريا الشمالية أنها قررت منح التقدير الواجب لمشروبها الكحولي الممتاز من أجل رعايته كمنتج منافس عالميا. وحصلت علامة الشهادة على اسمها للاحتفال بالتاريخ المحدد، 15 ديسمبر 2012، عندما أمر الزعيم "كيم جونغ أون" المسؤولين بتشجيع المنافسة الاشتراكية وتعزيز الصادرات. ولكي تكون المنتجات مؤهلة للحصول على الشهادة، يتعين عليها أن تفي بستة معايير، تشمل: أن تكون سلعا عالية الجودة ذات قدرة تنافسية عالمية، وأن تكون مصنوعة من مواد محلية للمساهمة في تحسين سبل العيش العامة، وأن تقدم تقنيات جديدة، وتحتل مكانة مهيمنة في كل من الأسواق المحلية والدولية. وتُمنح الشهادة في الغالب لعناصر التصدير الرئيسية، وتديرها اللجنة الوطنية لمراقبة الجودة التابعة لمجلس الوزراء. 


هناك شهادة جودة أخرى في كوريا الشمالية، وهي "منتج 2 فبراير". فقد عقد الزعيم الأسبق "كيم إيل سونغ" اجتماعا جماهيريا لمفتشي الجودة يوم 2 فبراير 1981، لإرشادهم حول إظهار المزيد من الالتزام بوظائفهم. منذ ذلك الحين، حصلت السلع عالية الجودة على شهادة تحمل اسم ذلك التاريخ. 


المحامي "أوه هيون جونغ ":

تختار كوريا الشمالية منتجات ذات جودة عالية سنويا وتقوم بتسجيلها على أنها "منتج 2 فبراير". ويقال إن السكان في كوريا الشمالية راضون جدا عن المنتجات التي حصلت علي هذه الشهادة. للإعلان عن الشهادة، تقيم الدولة مسابقات أو معارض للمصانع في كل مقاطعة في أنحاء البلاد. ونتيجة لذلك، حازت المزيد من المنتجات من المصانع المحلية مؤخرا على هذا اللقب.  


وبصرف النظر عن شهادات الجودة المحلية، تبذل كوريا الشمالية جهودا لحصول منتجاتها على شهادات دولية. وقد تم التأكيد على أن عددا من المنتجات الغذائية والطبية المصنوعة في كوريا الشمالية قد حصلت على شهادات دولية.


المحامي "أوه هيون جونغ ":

تبذل كوريا الشمالية جهودا أكبر للحصول على الشهادات الدولية أيضا، خاصة فيما يتعلق بالأغذية والأدوية. وقد سميت بيرة تيدونغ كانغ على اسم نهر تيدونغ، وهي مألوفة حتى للكوريين الجنوبيين، وقد حصلت على شهادة الآيزو 9001 في عام 2008 وهو معيار دولي يحدد متطلبات نظام إدارة المنتجات. كما حصلت أيضا على آيزو 22000، وهو معيار يتعامل مع سلامة الغذاء. كما صدرت شهادة آيزو 22000 للكيمتشي المنتج في مصنع إنتاج الكيمتشي الذي زاره "كيم جونغ أون" مرتين. وحصلت شركة بيونغ سو فارما، وهي شركة مشتركة بين كوريا الشمالية وشركة سويسرية، على شهادة "جي إم بي" في عام 2007. ومنذ ذلك الحين، توسعت شهادة "جي إم بي" لتشمل عشرات المصانع في كوريا الشمالية، بما في ذلك مصنع في شين أوي جو الذي ينتج علامة تجارية لمستحضرات تجميل فاخرة تسمى "عطر الربيع".


أجرت إحدى وسائل الإعلام الكورية الشمالية مؤخرا مقابلة مع مسؤولين في مصنع للأغذية. وخلال المقابلة، قال أولئك المسؤولون إنه كان عليهم فقط تحقيق هدف الإنتاج من حيث الكمية في الماضي، لكنهم صاروا ينتجون منتجات غذائية شهية وصحية منذ الحصول على شهادات الجودة. وتدل هذه التصريحات على حدوث تغيير في نظرة المنتجين الكوريين الشماليين الذين أصبحوا الآن أكثر استجابة لمطالب المستهلكين. ونأمل أن تنتج كوريا الشمالية المزيد من السلع عالية الجودة، وأن نتمكن من العثور على المنتجات الكورية الشمالية بسهولة في السوق العالمية. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;