الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الشمالية تعقد مؤتمرا وطنيا لقدامى المحاربين

2021-08-12

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ KBS

عقدت كوريا الشمالية المؤتمر الوطني السابع لقدامى المحاربين أمام النصب التذكاري لحرب التحرير في بيونغ يانغ يوم 27 يوليو، الذي يصادف الذكرى الـ68 على توقيع اتفاقية هدنة الحرب الكورية. وقبل حضوره المؤتمر، زار الزعيم الشمالي "كيم جونغ أون" ذلك النصب التذكاري للتعبير عن العرفان للجنود الذين سقطوا في الحرب. فلماذا عقدت كوريا الشمالية هذا التجمع الجماهيري رغم الصعوبات الداخلية والخارجية؟ 

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم ":

في الواقع، كوريا الشمالية ليست في وضع يمكنها من استضافة مؤتمر قدامى المحاربين. ففي حين أرجأت بيونغ يانغ مؤتمرا للعمال الزراعيين كان مقررا له شهر يوليو، تم عقد حدث قدامى المحاربين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية وجائحة كورونا. تدعي كوريا الشمالية أنها انتصرت في الحرب الكورية، كما تصف فترة الحرب بأنها "حقبة عظيمة". لذلك أعتقد أنه من خلال تذكر التجربة والتراث التاريخي للحرب، تحاول كوريا الشمالية التغلب على الأزمة الحالية.

خلال المؤتمر، ألقى الزعيم الشمالي خطابا حث فيه الناس على تجاوز الأزمة التي يواجهونها من خلال الحفاظ على روح الجيل المنتصر في الحرب. واستنادا إلى روح قدامى المحاربين، يبدو أن كوريا الشمالية تحاول تخفيف التوتر العام المتصاعد الناجم عن إغلاق الحدود والعقوبات الدولية، وتحقيق هدفها المتمثل في الاعتماد على الذات. كما يبدو أيضا أنها تستخدم قدامى المحاربين أو الجيل المنتصر في الحرب لتعزيز التعليم الأيديولوجي لجيل الشباب.

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم ":

في ديسمبر من العام الماضي، أصدرت كوريا الشمالية قانونا يحظر ممارسة الفكر والثقافة الرجعيين. بموجب القانون، قد يواجه المخالفون عقوبة الإعدام. تولي كوريا الشمالية اهتماما شديدا بالتعليم الأيديولوجي للشباب، اعتقادا منها بأن الانضباط الأيديولوجي لديهم صار يتراخى. وتجادل السلطات الكورية الشمالية بأن الشباب يتعين عليهم أن يتعلموا بالطريقة الصعبة، وأن يرثوا خبرات قدامى المحاربين. ومن ثم، من خلال مؤتمر قدامى المحاربين، تعتزم كوريا الشمالية أن تُظهر للجيل الأصغر ما ينبغي أن يكون عليه المواطنون المثاليون.

انتهت الحرب الأهلية الكورية باتفاقية الهدنة في 27 يوليو 1953، بعد ثلاثة أعوام من اندلاعها. وتحتفل كوريا الشمالية بهذا اليوم، حيث تدعي أنها حققت انتصارا في تلك الحرب. وكانت قد حددت في عام 1973 يوم 27 يوليو كـ"عيد النصر" في حرب تحرير الوطن.  

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم ":

تزعم كوريا الشمالية أن كوريا الجنوبية غزت الشمال وأن الشمال دافع ضد الغزو في حرب تحرير الوطن. بالطبع فإن هذا تشويه للتاريخ واختلاق تام. تحتفل كوريا الشمالية بتاريخ توقيع الهدنة كيوم للنصر، مستغلة هذه المناسبة لتأمين شرعية لنظامها الحاكم. لقد جلبت الحرب الكورية مأساة للشعب الكوري، وساهمت في تعزيز حكم الرجل الواحد لمؤسس كوريا الشمالية "كيم إيل سونغ"، حيث انهارت الفصائل السياسية الأخرى في الشمال بعد الحرب. بعبارة أخرى، قدمت الحرب قوة دفع لتعزيز سلطة "كيم إيل سونغ" السياسية. وقد اختلقت كوريا الشمالية حقيقة الحرب المأساوية بل ومجدتها لبناء شرعية سياسية.

عقدت كوريا الشمالية المؤتمر الأول لقدامى المحاربين في عام 1993، بمناسبة الذكرى الأربعين على اتفاقية الهدنة. ويقول المحللون إن "كيم جونغ أون" استخدم بنشاط قدامى المحاربين منذ وقت مبكر من حكمه لأغراض سياسية تتمثل في توريث روحهم القتالية وتعزيز الوحدة الداخلية. وخلال المؤتمر الأخير، قال الزعيم الكوري الشمالي إن الصعوبات الحالية ليست أقل قسوة من تلك التي كانت الموجودة في زمن الحرب.

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم ":

بعد أن تولى "كيم جونغ أون" السلطة مباشرة، وعد بأن الكوريين الشماليين لن يضطروا إلى شد أحزمتهم بعد الآن. لكنه أشار مؤخرا إلى نقص الغذاء بنفسه. وخلال مؤتمر أمناء خلايا الحزب في أبريل، قال أيضا إنه مصمم على خوض "مسيرة شاقة" أكثر صرامة. تواجه كوريا الشمالية تحديات رهيبة تتمثل في العقوبات الدولية وإغلاق الحدود لمنع فيروس كورونا إلى جانب الطقس السيئ، بما في ذلك الحرارة الشديدة والجفاف، وتعاني البلاد من أسوأ صعوبات في ظل حكم "كيم جونغ أون" الذي دام عشر سنوات، وأسوأ وضع على الإطلاق في تاريخ نظامها الحاكم. يبدو أن الوضع في كوريا الشمالية أكثر خطورة مما يظهر من الخارج. في يونيو، أصدر كيم مرسوما خاصا بتوزيع الأرز العسكري على المواطنين. ومع ذلك، فإن أسعار المواد الغذائية في بعض المناطق الحدودية تزيد بنسبة تصل إلى 40 % عن المعتاد. وعلى الرغم من تدخل الدولة، لم يتحسن الوضع الغذائي.

على عكس مؤتمر قدامى المحاربين العام الماضي، لم يذكر "كيم جونغ أون" عبارة "الردع النووي" هذا العام. وبينما شدد على أهمية القوة العسكرية في ظل الوضع السياسي المتغير، لم يذكر الأسلحة النووية على وجه التحديد.

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم ":

لا تستطيع كوريا الشمالية تحمل إشعال أزمة الآن. لا يمكنها رفع قيودها الحدودية، بسبب حالة الجائحة في الصين. تجد كوريا الشمالية المحاصرة صعوبة كبيرة حتى في التعامل مع المشاكل الداخلية. هذا يعني أن البلاد بحاجة إلى تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وقد تحتج على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على المدى القصير، لكنها قد تسعى إلى إصلاح العلاقات مع البلدين على المدى الطويل، حيث إنها بحاجة ماسة إلى اختراق. إن دور حكومة كوريا الجنوبية مهم للغاية في هذه العملية. فبينما تدعو الولايات المتحدة إلى الحوار مع كوريا الشمالية، فإنها لا تنوي اتخاذ إجراء تريده كوريا الشمالية، مثل رفع العقوبات، كخطوة أولية. فكوريا الشمالية ترغب في معرفة ما يمكنها الحصول عليه أولا، وتدعو كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى وقف تدريباتهما العسكرية كرمز للصدق. تتمثل مهمة حكومة سيول في تهدئة استياء كوريا الشمالية وترتيب مفاوضات مع الولايات المتحدة أي أن كوريا الجنوبية بحاجة إلى إقناع كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة بذلك، وهي مهمة صعبة للغاية. هكذا فإن دور حكومة سيول يزداد أهمية.

على هذه الخلفية، أصدرت "كيم يو جونغ" شقيقة الزعيم الكوري الشمالي بيانا نددت فيه بالتدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وأظهرت موقفا عدوانيا من قبل بيونغ يانغ، وهو ما يثير مخاوف بشأن الآفاق الضبابية للعلاقات بين الكوريتين. ولذلك ينصب الانتباه حاليا على الخطوة التالية من جانب كوريا الشمالية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;