ⓒ YONHAP News

يقول العديد من الهاربين الكوريين الشماليين الذين توطنوا في كوريا الجنوبية إنه كان من الصعب عليهم التكيف مع إشارات الطرق المختلفة عندما جاؤوا لأول مرة إلى الجنوب. 

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

تبنت كوريا الشمالية قانون المرور على الطرق في عام 2004. يحدد القانون مبدأ القيادة إلى اليمين على الطريق، ومبدأ إعطاء الأولوية للمشاة والترام والحافلات، ومبدأ السيارات البطيئة التي تفسح الطريق للسيارات السريعة. يجب أن تعمل العربات التي تجرها الأبقار أو الخيول على طرق محددة فقط وفي أوقات محددة. ويُحظر وقوف العربات على الجسور، ولا يُسمح للعربات التي لا تحتوي على صناديق للقمامة بالسير. ومن الملفت أن عربات الأبقار والخيول لا تزال تستخدم في كوريا الشمالية كوسيلة للنقل.

تم استخدام السيارات على نطاق واسع في الشمال منذ وصول "كيم جونغ أون" إلى السلطة، بما يتماشى مع انتشار الأسواق الشعبية. وبطبيعة الحال، ازدادت حوادث المرور، مما دفع السلطات إلى إجراء تثقيف بشأن السلامة على الطرق، وتوزيع إنذارات متعلقة بحوادث المرور على الصعيد الوطني، كما تم تصنيف القيادة تحت تأثير الكحول، والقيادة غير المرخصة، كمخالفات مرورية، لأن هذه الأعمال تعيق بناء القوة الاقتصادية الاشتراكية.

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

كوريا الشمالية تفرض قواعد المرور بصرامة. يتم حجز السيارات التي أعاقت مرور المركبات أو المشاة. وإذا دمر السائقون مرافق الطرق في أثناء القيادة أو وقوف السيارات، فعليهم إعادتها إلى حالتها الأصلية أو دفع تعويض عن الضرر. إذا تسبب السائقون في حادث أو هربوا بعد وقوع حادث، يتم حجز سياراتهم. في كوريا الشمالية، تعتبر مصادرة المركبات مشكلة كبيرة للمصانع والشركات، لذا فهي فعليا عقوبة رادعة.

جزء آخر مثير للاهتمام من قانون كوريا الشمالية المتعلق بالطرق هو أن جميع السائقين الذين يدخلون المدن مطالبون بغسل وتنظيف سياراتهم، حيث يحظر القانون دخول السيارات المغطاة بالأتربة أو الملطخة بالطين إلى المدن. ولكن لا تلتزم كوريا الشمالية بالمعايير الدولية في لافتات الطرق، لذلك قد يكون من الخطر على الأجانب القيادة هناك.

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

وفقا لاتفاقية جينيف لحركة المرور على الطرق التي تم إبرامها في عام 1949، تتبع كوريا الجنوبية المعايير العالمية في لافتات الطرق. أما كوريا الشمالية فليست من الدول الموقعة على تلك المعاهدة الدولية، ولذلك فهي تصمم إشارات الطرق الخاصة بها، وهي بسيطة وواضحة، لكن الكثير منها غير مألوف تماما. على سبيل المثال، تتم كتابة كلمة "قف" باللغة الكورية على علامة التوقف، كما يتم رسم علامة تعجب كبيرة على علامة أخرى، مما يشير إلى أنه يجب على السائقين توخي الحذر. تتميز بعض اللافتات برسومات بقرة أو عربة، ولا توجد علامات مثل هذه في دول أخرى. هكذا أنشأت كوريا الشمالية إشارات طريق من تلقاء نفسها، ومن الصعب على الأجانب التعرف عليها. 

في بيونغ يانغ، توجد حافلات تروللي ومترو أنفاق وحافلات عامة. وتبدو حافلات التروللي الكهربائية مثل الحافلات العادية لكنها تعمل بالكهرباء المسحوبة من كابلات علوية. وهذه الحافلات تربط محطات مترو الأنفاق الرئيسية، بالمناطق التجارية والسكنية. وقد بدأت الحافلات ذات الطابقين في الظهور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كوسيلة نقل مفيدة خلال ساعات الازدحام، حيث زاد عدد سيارات الأجرة بشكل حاد في السنوات الأخيرة. فقد كان هناك أقل من 100 سيارة أجرة في بيونغ يانغ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن يُقدر أن العدد ارتفع إلى 6 آلاف في عام 2019.

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

سيارات الأجرة هي أغلى وسيلة مواصلات في كوريا الشمالية. لا يتم استخدامها كوسيلة نقل عام ولكن للأغراض الفردية. في هذه الأيام، حتى المؤسسات العامة تدير سيارات أجرة كعمل تجاري مربح لأن العديد من مستخدمي سيارات الأجرة يدفعون بالدولار الأمريكي، وليس بالعملة المحلية. أسعار سيارات الأجرة أغلى بعشرة إلى 15 مرة من أسعار الحافلات ومترو الأنفاق، لكن عددا متزايدا من الناس يستخدمون سيارات الأجرة لأن الكثيرين يبحثون عن وسيلة نقل أكثر متعة وسرعة، وذات خدمة عالية الجودة. في المناطق الحدودية، يستخدم رجال الأعمال الأجانب سيارات الأجرة عند السفر بين مدينة "راجين" في كوريا الشمالية ومدينة "هونتشون" في الصين.

بذلت كوريا الشمالية جهودا لتحسين وتوسيع شبكة النقل العام، التي فشلت في تلبية الاحتياجات العامة. ولذلك، ظهرت مركبات توصيل جديدة تسمى "سيرفي تشا". وهذا المصطلح مزيج من الكلمة الإنجليزية "سيرفيس" أي "خدمة" والكلمة الكورية "تشا" التي تعني "سيارة". وقد أصبحت هذه مركبات لوجستية مهمة في كوريا الشمالية.

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

الجيش والمؤسسات والهيئات الإدارية وحزب العمال هي القطاعات العامة الأربعة التي تمتلك سيارات في كوريا الشمالية. يستعير التجار المركبات من أجل أعمال النقل الخاصة بهم ويدفعون رسوما في المقابل. هذا يعني أن المركبات العامة تستخدم كوسيلة من وسائل النقل الخاصة، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها "سيرفي تشا 써비차". ونظرا لأن هذا العمل قد أثبت أنه مفيد ومربح، يشتري التجار سيارات مستعملة من الصين، ويسجلونها في أحد القطاعات العامة الأربعةن ثم يستخدمونها لإدارة أعمال النقل الخاصة بهم. في البداية تم استخدام الشاحنات غالبا، ولكن تم أيضا استخدام حافلات صغيرة من نوع "فان van" وحافلات المدينة والحافلات بين المدن كـ"سيرفي تشا"، والتي أصبحت جزءا أساسيا من سوق النقل المحلية.

في كوريا الشمالية، من المعتاد أن تكون أماكن العمل قريبة من المنازل بموجب مبدأ "إمكانية الوصول إلى السكن الوظيفي". ونتيجة لذلك، لم يكن الطلب على حركة المرور مرتفعا جدا. ولهذا السبب ركزت سياسة النقل في كوريا الشمالية على السكك الحديدية، بينما لعبت الطرق دورا داعما فقط. تعمل قطارات كوريا الشمالية ببطء، غير أن ذلك لم يمثل مشكلة كبيرة. لكن ظهور الأسواق الخاصة "جانغ مادانغ" عزز الطلب على وسائل النقل.

رئيس معهد كوريا للتعاون الاقتصادي"آن بيونغ مين ":

عندما كان نظام التقنين في كوريا الشمالية يعمل بسلاسة في الماضي، كانت الدولة تزود الناس بالمنازل والوظائف. كانوا يتحركون لمسافات قصيرة فقط بين المنازل وأماكن العمل أو بين المنازل والمدارس. وبعد انهيار نظام التقنين الحكومي، صار العديد من السكان يكسبون رزقهم من خلال أنشطة السوق، مما جعلهم يتنقلون بشكل متكرر أكثر من ذي قبل. بالتالي أصبحت السيارات وسيلة نقل رئيسية. لكن السيارات والوقود محدودان بشكل صارم في الشمال. ومن أجل تأمين الأشياء اللازمة لتوسيع النقل البري، فإنه يجب على كوريا الشمالية أن تتفاعل حتما مع العالم الخارجي. 

يشعر العديد من الكوريين الشماليين بالحاجة إلى السفر أو نقل البضائع بسرعة أكبر إلى أي مكان يريدون. ولذلك من المتوقع حدوث المزيد من التغييرات في شبكة المرور في كوريا الشمالية، حيث تم إدخال عناصر من اقتصاد السوق في الدولة الشيوعية.