الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الشمالية تعقد مؤتمر الثورات الثلاث

2021-11-25

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

عقدت كوريا الشمالية مؤتمر "رواد الثورات الثلاث" بهدف تقديم الاحترام للمسؤولين والوحدات التي كان أداؤها جيدا في ثلاثة مجالات، هي: الأيديولوجيا والتكنولوجيا والثقافة. ويُعقد هذا المؤتمر كل عشر سنوات تقريبا منذ نوفمبر 1986. لكن الحدث الأخير، وهو الخامس من نوعه، تم عقده بعد ست سنوات فقط من الدورة السابقة في عام 2015. 

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

دعا الزعيم الكوري الشمالي السابق "كيم إيل سونغ" إلى القيام بثورة في ثلاثة مجالات، هي: الأيديولوجيا والتكنولوجيا والثقافة، وذلك خلال المؤتمر الخامس للحزب في عام 1970. وأطلق ابنه وخليفته "كيم جونغ إيل" ما يسمى بـ"حركة إنجاز الرايات الحمراء" لإنتاج المزيد من النتائج الملموسة في الثورات الثلاث. وتعطي الحركة رايات حمراء للناس حسب نتائجهم في الثورات الثلاث. يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة للزعيم الحالي "كيم جونغ أون" في حكمه، وتأمل كوريا الشمالية في الاحتفال بهذه المناسبة بشكل كبير، لكن في الواقع ليس لديها سوى القليل من الإنجازات لتفخر بها. ومن خلال تسليط الضوء على الأشخاص الذين عملوا بجد في كل منطقة، يبدو أن كوريا الشمالية تعمل على تعزيز الوحدة الداخلية وإرضاء الذين يعانون من مصاعب اقتصادية.


لم يحضر "كيم جونغ أون" المؤتمر، لكنه بعث برسالة حث فيها مواطنيه على التنفيذ الفعال لحركة الثورات الثلاث. وأشار إلى أن الحركة لم تتم بشكل صحيح حتى الآن بسبب الصعوبات الاقتصادية. ولكن من غير المؤكد ما إذا كانت كوريا الشمالية ستحقق بعض النتائج الإيجابية تحت الشعار القديم، وهو الثورات الثلاث.

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

يبدو أن "كيم جونغ أون" يعتمد على إرث والده وجده، بدلا من سياساته العملية. هذا يُظهر أن القائد ليس لديه أي شيء خاص يتباهى به فيما يتعلق بالسياسات. فحتى قبل وصول "كيم جونغ أون" إلى السلطة، قدم المجتمع الكوري الشمالي العديد من عناصر اقتصاد السوق، بينما تغير تصور الناس عن الدولة بشكل كبير. من المشكوك فيه ما إذا كانت العبارة القديمة من الماضي ستجذب الناس في الأوقات الحالية.

في تقرير حول نتائج المؤتمر يوم الاثنين، قالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية إن المؤتمر تبنى "خطاب نداء" لقادة ومسؤولي وعمال الثورات الثلاث على مستوى البلاد. وشددت على عظمة القائد وحثت المجتمع على تبني أيديولوجية الرفيق "كيم جونغ أون" الثورية.

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

لم تظهر عبارة "الأيديولوجية الثورية للرفيق كيم جونغ أون" من قبل. في ظل حكم "كيم جونغ أون"، لم تدافع كوريا الشمالية أبدا عن أي أيديولوجية أو فلسفة باستخدام اسمه. تشير هذه العبارة غير المعتادة إلى أن الدولة قد تحاول إنشاء نظام أيديولوجي خاص بها يتعلق بالزعيم الحالي، واعتماده كأيديولوجيا حاكمة واستخدامه كوسيلة للوحدة الاجتماعية. إذا كان الأمر كذلك، فقد يتم الإعلان عن النظام الأيديولوجي الجديد قريبا أو قد يتخذ شكلا ملموسا على الأقل. ومع ذلك، إذا كان لنا الاهتداء بالماضي، فإن المصطلحات مثل "كيم إيل سونغليزم" و"كيم جونغ إيليزم" لم تظهر عندما كان القادة السابقون على قيد الحياة. لذلك، سيكون من غير المعتاد أن تنشئ كوريا الشمالية نظاما أيديولوجيا يسمى باسم الزعيم الحالي، مثل "كيم جونغ أونيزيم"، بينما هو لا يزال على قيد الحياة. ربما قد يُظهر ذلك ثقة القائد في سلطته، أو قد يشير إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى تعزيز التضامن الداخلي أيديولوجيا وسط الصعوبات الشديدة.


في يوم 16 نوفمبر، قبل بدء مؤتمر الثورات الثلاث، نشرت وسائل الإعلام المحلية تقارير عن التفتيش الميداني الذي قام به "كيم جونغ أون" لموقع بناء مدينة "سام جي يون". وكان ذلك أول ظهور علني له منذ أكثر من شهر، أي منذ أن حضر معرض الدفاع يوم 11 أكتوبر. فلماذا اختار "سام جي يون" مكانا لجولته بعد غيابه لمدة شهر عن الأنشطة العامة؟

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

تعرف مدينة "سام جي يون" في كوريا الشمالية بأنها مكان مقدس للثورة. تزعم كوريا الشمالية أن الزعيم السابق "كيم جونغ إيل" ولد في جبل بيكدو، الذي يقع في شمال غرب سام جي يون، ويشار إلى عائلة "كيم" الحاكمة باسم سلالة بايكدو. كانت المنطقة تظهر كثيرا في الأخبار منذ تولى "كيم جونغ أون" السلطة. وفي سياق تعزيز سلطته وإعلان السياسات الخارجية الكبرى، زار الزعيم سام جي يون قبل اتخاذ القرارات المهمة. إن سام جي يون هي أيضا المكان الذي يتم فيه تنفيذ مشروع بناء ضخم. وبمناسبة العام العاشر لحكمه، زار "كيم جونغ أون" موقع أحد مشروعات البناء الرئيسية، في خطوة واضحة لإظهار التزامه بتطبيق نموذج التنمية الحضرية على مناطق أخرى مختلفة في البلاد.


وفي يوم 17 نوفمبر، تبنت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين انتهاكات كوريا الشمالية لحقوق الإنسان، وذلك للعام السابع عشر على التوالي. ومن جانبه انتقد سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة "كيم سونغ" هذا القرار، وقال إن التعدي على حقوق الإنسان الوارد في القرار غير موجود على الإطلاق، ووصف القرار بأنه نتيجة لسياسات عدائية ومعايير مزدوجة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.  

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

كوريا الشمالية حساسة للغاية بشأن قضية حقوق الإنسان. في تقرير تاريخي في عام 2014، توصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن هناك انتهاكات منهجية وواسعة النطاق وجسيمة لحقوق الإنسان ارتكبت في كوريا الشمالية، بل إن التقرير اقترح إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية. بالنسبة لكوريا الشمالية، يعتبر طرح قضية حقوق الإنسان عملا من أعمال إهانة النظام. وإذا أصبح سكان كوريا الشمالية على دراية بالنقد الدولي لانتهاكات حقوق الإنسان في بلادهم، فقد يطورون رغبة قوية في الديمقراطية وتحسين وضع حقوق الإنسان. هذا هو السبب في أن السلطات حساسة تجاه هذه القضية. في حين أن وسائل الإعلام المحلية غاضبة من التحرك الدولي لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، تحاول كوريا الشمالية الامتثال لبعض معايير حقوق الإنسان التي تتطلبها المنظمات الدولية. على سبيل المثال، انضمت كوريا الشمالية إلى المعاهدات المتعلقة بحقوق المرأة والطفل، وقدمت التقارير ذات الصلة بانتظام، في محاولة لتبديد المخاوف بشأن حالة حقوق الإنسان. لذلك أعتقد أن كوريا الشمالية لديها موقف متناقض تجاه قضية حقوق الإنسان.


في يوم 16 نوفمبر، عقد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ونظيره الصيني "شي جين بينغ" قمة ثنائية عبر الفيديو. وبحسب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الصينية، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول قضايا شبه الجزيرة الكورية، وشددا على أهمية تنسيق السياسات بينهما، بما في ذلك القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية باعتبارها أحد المخاوف التي تحتاج الولايات المتحدة والصين إلى التعاون بشأنها. لكن القوتين العظميين لا تزالان تخوضان حربا دبلوماسية بشأن مختلف المجالات الأخرى، بما في ذلك قضية تايوان. وفي هذه الحالة، يتحول الانتباه إلى كيفية تصرف كوريا الشمالية في المستقبل.

الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"هونغ مين ":

أعتقد أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين المقرر عقدها في فبراير القادم ستكون نقطة تحول رئيسية في الدبلوماسية الإقليمية. هناك تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس المقاطعة الدبلوماسية للأولمبياد. وإذا حدث ذلك، فقد تحذو اليابان حذوها. بصرف النظر عن الألعاب الشتوية، من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة والصين في لعبة شد الحبل الشديدة طوال النصف الأول من العام القادم. في هذه العملية، يمكن أن تقترب كوريا الشمالية من الصين. وقد تعهدت بيونغ يانغ بالفعل بتطوير أسلحتها الاستراتيجية والتكتيكية وعرضت بالفعل مثل هذه الأسلحة. لتذكير العالم الخارجي بالتزامها بتطوير الأسلحة، قد تمضي كوريا الشمالية قدما في اختبار الأسلحة مرة أخرى في نهاية العام أو أوائل العام القادم. من المنتظر أن تعقد كوريا الشمالية الجلسة الكاملة للجنة المركزية لحزب العمال في وقت لاحق من هذا العام أو أوائل العام القادم لتحديد اتجاه السياسة لعام 2022. أتصور أن كوريا الشمالية ستعيد تأكيد التزامها بالتطوير المستمر للأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية، وسط المواجهة المطولة مع الولايات المتحدة. وفيما يتعلق بكوريا الجنوبية، من المرجح أيضا أن تستمر كوريا الشمالية في إظهار عزمها على تحسين العلاقات بشرط تخلي سيول عن سياساتها العدائية تجاه بيونغ يانغ.

في الوقت الحالي، تواجه كوريا الشمالية كما هائلا من المهام التي يتعين عليها مواجهتها، مثل علاقاتها الراكدة مع العالم الخارجي، والصعوبات الاقتصادية المتفاقمة باستمرار، وعلينا الانتظار لنرى كيف سيحل "كيم جونغ أون" كل هذه المشاكل المعقدة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;