الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

فنانون ثقافة البوب الكوري الشمالي

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2022-06-08

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

حققت الأفلام الكورية الجنوبية نجاحا جديدا في الحفل الختامي لمهرجان "كان" السينمائي لهذا العام، بالفوز بجائزتين مرموقتين في الإخراج والتمثيل.

فقد فاز الممثل "سونغ كانغ هو" بجائزة أفضل ممثل عن فيلم بعنوان "الوسيط"، كما فاز المخرج "بارك تشان أوك" بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "قرار بالمغادرة". وكانت تلك هي المرة الأولى التي تفوز فيها الأفلام الكورية الجنوبية بجائزتين في وقت واحد، في أحد أكثر المهرجانات السينمائية شهرة في العالم. وقد حقق المخرجون والنجوم الكوريون الجنوبيون مثل "بونغ جون هو" و"يون يو جونغ"، إنجازات غير مسبوقة في الولايات المتحدة وكذلك في أوربا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما وسّع من انتشار الثقافة الكورية، بما في ذلك فرقة "بي تي اس"، التي أصبحت بالفعل مثار اهتمام كبير في جميع أنحاء العالم. فماذا إذن عن الثقافة الفنية في كوريا الشمالية، وما هو الدور الذي يقوم به الفنانون في المشهد الثقافي في الشمال؟ 


في كوريا الشمالية، يُطلق على أولئك الذين يشار إليهم عموما بالفنانين، مثل فناني الموسيقى والسينما والمسرح والرقص، لقب "ممثل". ويتم الاستشهاد هذه الأيام بـ"كيم أوك جو" على أنها المغنية أو "الممثلة الصوتية" الأكثر شعبية في البلاد.

أصبحت "كيم" حديث الناس في الكوريتين عندما أدت أغنية كورية جنوبية مع المغنية الكورية الجنوبية "لي سون هي" في الحفل المشترك بين الكوريتين في عام 2018.

وقد تمتعت "كيم" بشعبية كبيرة لدرجة أنها غنت أكثر من نصف الأغاني خلال حفل فرقة لجنة شؤون الدولة في شهر يونيو من العام الماضي، بحضور الزعيم الشمالي "كيم جونغ أون".

وغنت "كيم" أغنية "أمُنا" مع مغنية أخرى في الفرقة، هي "تشا يون مي".

وتم إنتاج أغنية كيم المنفردة "ما بعد الحب" كفيديو موسيقي، كما قامت صحيفة "رودونغ شينمون" الرسمية بنشر النوتة الموسيقية للأغنية. وبفضل شعبيتها الهائلة، حصلت تلك المغنية على لقب "ممثلة الشعب" في يوليو من العام الماضي. وكانت أول شخص يحصل على أعلى وسام بين الفنانين في كوريا الشمالية منذ ست سنوات. 


البروفسور "جون يونغ صون " من معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة "كون كوك ":

تعتبر "كيم أوك جو" من الفنانين الأكثر شهرة في كوريا الشمالية. من النادر جدا أن يحصل فنان في الثلاثين من عمره مثل الفنانة "كيم" على لقب "ممثلة الشعب". لقد التقطت صورةً مع الزعيم الشمالي "كيم جونغ أون" يدا بيد. في الكثير من الأحيان، تعرض وسائل الإعلام في كوريا الشمالية عددا من الشخصيات الشعبية والناجحة، الذين يلتقطون بعض الصور مع الزعيم. ولكن في الآونة الأخيرة، فعلت الفنانة "كيم" كلا من الأمرين أكثر من أي شخص آخر.


بدأت كوريا الشمالية في منح لقب "الجدارة" لأولئك الذين ساهموا في تطوير الفن الوطني خلال الحرب الكورية. وتم منح اللقب للعديد من الآخرين في مختلف المجالات، مثل العلوم والإعلام والرياضة. ومن بين الممثلين الذين حصلوا على ألقاب "فنان ذو جدارة" و"فنان الشعب": كل من الموسيقي التقليدي "تشونغ نام هي"، والممثل المسرحي "هوانغ تشول"، والراقصة الأسطورية "تشيه سونغ هي"، والممثلة السينمائية "مون يي بونغ" التي لعبت دور البطولة في فيلمين يحملان نفس العنوان، وهو: "حكاية تشون هيانغ"، وكلاهما من إنتاج الكوريتين، وكذلك الممثلة "هونغ يونغ هوي" التي لعبت دور البطولة في فيلم فتاة الزهور، حتى إن صورة "هونغ" ظهرت على الأوراق النقدية الكورية الشمالية من فئة الوون الواحد.


ضمن تلك القائمة أيضا المغنية "جون هيه يونغ". وإحدى أغانيها الشعبية بعنوان "الصافرة" مألوفة أيضا لدى الكوريين الجنوبيين.

البروفسور "جون يونغ صون " من معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة "كون كوك ":

في الشمال، هناك أربعة ألقاب فخرية، هي: "فنان ذو جدارة"، و"ممثل أو ممثلة ذوو جدارة"، و"ممثل أو ممثلة الشعب"، و"فنان الشعب" وهو أعلى لقب. أولئك الذين حصلوا على هذا اللقب يتلقون معاملة على المستوى الوزاري. ويحق لمن يحصل على ثاني أعلى لقب، أي "الجدارة"، الحصول على معاملة على مستوى نائب وزير. تمنح كوريا الشمالية الألقاب لكي تظهر للناس أنها تواصل التطوير في كل مجال، وتعطي التقدير الواجب لأولئك الذين يعملون باجتهاد في مجالاتهم الخاصة.


يتمتع الفنانون الكوريون الشماليون بشعبية كبيرة لأنهم يتلقون معاملة جيدة. في كوريا الجنوبية، يقول بعض المشاهير إنهم اجتازوا اختبارات أداء شركات الترفيه أو خضعوا لتدريبات صارمة قبل أن يصبحوا فنانين ناجحين، كما يتم اكتشاف بعض النجوم بشكل عشوائي في الشارع. أما بالنسبة للمشاهير في كوريا الشمالية، فإن أولئك الذين يأملون في أن يصبحوا فنانين يتعين عليهم أن يلتحقوا بالمدارس ذات صلة. ويتنافس أولياء الأمور من الطبقة العليا بشدة لإرسال أبنائهم في مرحلة مبكرة من الطفولة، إلى رياض الأطفال المتخصصة في التدريب الفني، مثل روضة الأطفال في "كيونغ سانغ" وروضة "تشانغ كوانغ".


البروفسور "جون يونغ صون " من معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة "كون كوك ":

تتبنى كوريا الشمالية استراتيجية الاختيار والتركيز في التعليم. توفر الدولة التعليم منذ مرحلة مبكرة للأطفال الصغار الذين يظهرون مواهب فنية. يتم قبول الأطفال الذين أدوا بشكل جيد في المسابقات الدولية، في معاهد تدريب الفنانين، بما في ذلك أكاديمية "غُم صونغ " الموسيقية. وقد التحق معظم المطربين الكوريين الشماليين المشهورين بمثل هذه المدارس والمعاهد التعليمية.


في الشمال، توجد مدارس فنية في المناطق المركزية والأقاليم. وتشمل المدارس في المنطقة المركزية معهد "كيم وان كيون" للموسيقي، وجامعة بيونغ يانغ للفنون الجميلة، وجامعة بيونغ يانغ للفنون المسرحية والسينمائية، ومدرسة بيونغ يانغ للسيرك. ولكل مقاطعة كلياتها الفنية الخاصة، مثل كلية "شين وي جو" للفنون، وكلية "هيه سان" للفنون. ويلتحق الذين تخرجوا من مدارس الفنون بالفرق أو المنظمات الفنية التي تديرها الدولة. وتعتبر أكثر الوظائف المرغوبة لهم في فرقة "مان سو ديه" للفنون، وفرقة "بي بادا" للفنون. وتقوم الفرق أولا باختيار خريجي مدارس الفنون في المنطقة المركزية. لذلك، في الكثير من الحالات، قد لا يتمكن أولئك الذين التحقوا بالمدارس في الأقاليم من الانضمام إلى الفرق الفنية التي يريدونها.

البروفسور "جون يونغ صون " من معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة "كون كوك ":

توفر الدولة في كوريا الشمالية التعليم للفنانين لسنوات، ويتعين على الفنانين العمل في مجالات تخصصهم بعد التخرج. يبدأ خريجو المدارس المركزية من الفئة الخامسة، بينما يبدأ نظراؤهم من الأقاليم من الفئة السابعة، وبناء على التقييمات، قد ينتقلون إلى الفئة الأولى الأعلى. ويتم منح أولئك الذين قدموا مساهمات خاصة لقب "الممثل الجدير" أو "ممثل الشعب". 


مشاهير المطربين والممثلين في كوريا الجنوبية لديهم أندية لمعجبيهم. ويتابع بعض المعجبين المتعصبين نجومهم في كل مكان. كما ظهرت ثقافة جماهيرية جديدة في كوريا الجنوبية كان لها تأثير إيجابي على المجتمع. فجماهير ست عشرة من فرق الكي بوب، بما في ذلك "بي تي اس" و"بلاك بينك"، تضامنت لشن حملة لحماية الغابات وجمع أموال لمد يد المساعدة إلى المناطق التي ضربتها الزلازل أو الفيضانات. فهل توجد ثقافة أندية المعجبين أيضا في كوريا الشمالية؟

البروفسور "جون يونغ صون " من معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة "كون كوك ":

من الصعب جدا إنشاء ما يسمى بثقافة المعجبين في كوريا الشمالية. قد يرسل المعجبون رسائل إلى نجومهم. في هذه الأيام، يرسلون رسائل نصية. وفي مقطع فيديو يروج للممثلة "بيك صول مي "، التي قامت بدور البطلة في فيلم "قصة بيتنا"، تقول طالبة في المدرسة الثانوية إن الفيلم كان مثيرا للإعجاب. يمكن تكوين ثقافة المعجبين عندما يكون المعجبون قادرين على المشاركة في الأنشطة البدنية والتنقل بحرية وبشكل فردي حر، ولكن من الصعب على الكوريين الشماليين القيام بذلك. هناك معجبون مخلصون بالطبع، ولكن في الوقت الحالي، لا يذهبون إلى حد اتخاذ أي إجراء لإنشاء نواد خاصة بهم مثلما يحدث هنا في الجنوب.


نظرا لخصائص المجتمع الكوري الشمالي، ليس من السهل تكوين ثقافة معجبين هناك. ولا يزال الفنانون يمارسون تأثيرا كبيرا على عامة الناس، ومن الأمثلة على ذلك "ري سول جو"، زوجة الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون".

بعد تخرجها من أكاديمية "غُم صونغ" للموسيقى، التي تعتبر في مقدمة مدارس الفنون المرموقة في كوريا الشمالية، أدت "ري" دور المغنية في أوركسترا "أون ها سو".


وفي أثناء مرافقتها لزوجها "كيم جونغ أون" في عمليات التفتيش الميدانية المتعددة التي قام بها، اجتذبت "ري" الأضواء بصفتها السيدة الأولى، كما أنها برزت كأيقونة في الأزياء، وأصبحت تتمتع بشعبية كبيرة. 


"هيون سونغ وال" هي فنانة مؤثرة أيضا مثل "ري سول جو". وقد قادت "هيون" وفدا فنيا كوريا شماليا إلى كوريا الجنوبية بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة بيونغ تشانغ في عام 2018.


خلال سنوات الزعيم الكوري الشمالي السابق "كيم جونغ إيل"، عملت "هيون" في فرقة "وانغ جيسون" للموسيقى الخفيفة وفرقة "بو تشون بو" للموسيقى الإلكترونية. وأغنيتها "فتاة على حصان" هي إحدى الأغاني المفضلة لدى الكوريين الشماليين.


أصبحت "هيون" قائدة الفرقة في عام 2012. وفي الوقت الحالي، تشغل منصب نائب مدير قسم الدعاية والتحريض في حزب العمال الحاكم، حيث تثبت حضورها القوي.


يمكننا أن نجد العديد من الفنانين الناجحين في ثقافة البوب في كوريا الشمالية. وبينما وسعت ثقافة البوب الكورية الجنوبية نطاقها في جميع أنحاء العالم، فإن الفنانين الكوريين الشماليين لديهم مجال محدود من النشاط، معظمه داخل بلدهم. ويشير بعض المحللين إلى أن الثقافة والفن الكوري الشمالي لهما صبغة سياسية قوية، وتقف أمامهما قيود في أن يصبح لهما صدى يؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;