الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

برامج مسابقات الغناء في كوريا الشمالية

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2022-11-09

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

اجتاحت كمية من برامج مسابقات الغناء على مدى السنوات العشر الماضية قنوات التلفزيون في كوريا الجنوبية. فقد تم عرض برامج مسابقات غنائية نموذجية في البداية، لكنها تضمنت لاحقا مسابقات مخصصة فقط لموسيقى الراب والتروت وغيرها، وهو ما يعني أن المسابقات قد تنوعت من حيث المجالات والمتنافسين، بل وأضافت بعض الاحترافية. وتجعل تلك العروض المتسابقين والمشاهدين في حالة من التوتر. وفي كوريا الشمالية أيضا، تحظى برامج المسابقات الغنائية بشعبية كبيرة. 


أقامت كوريا الشمالية مسابقة فنية شعبية في أبريل من العام الماضي بمناسبة الذكرى السنوية على ميلاد مؤسسها "كيم إيل سونغ "، على الرغم من استمرار إجراءات الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا. وحضر ذلك الحدث هواة الفن من مختلف المجالات الذين اجتازوا الجولات التمهيدية في كل مدينة ومقاطعة في كل أنحاء البلاد. 


البروفسور "كيم سُنغ 김 승" الأستاذ بقسم الثقافة والمحتويات الرقمية في جامعة "كون غوك":

في كوريا الشمالية، هناك العديد من المسابقات في شكل اختبار، بما في ذلك مسابقة الفن الشعبي، والمسابقة الفنية لعائلات الجنود، ومسابقة الموسيقى الشعبية، ومسابقة الغناء الوطنية للعمال، ومسابقة المجموعات الفنية المتنقلة. تقيم كوريا الشمالية مجموعة متنوعة من المسابقات كجزء من مشروعات الثقافة الجماهيرية، والتي تحشد مشاركة عامة الناس، بغرض توفير التعليم الأيديولوجي وإيصال سياسات الحزب إلى الناس. تعتبر برامج المسابقة فعالة للغاية، مقارنة بالمشروعات الثقافية الأخرى، عندما يتم أخذ الموارد المُستَثمَرة في الاعتبار. من خلال هذه البرامج، تشير كوريا الشمالية بشكل غير مباشر إلى أن كل شخص لديه فرصة لتحقيق النجاح الاجتماعي. يتم استخدام هذه البرامج كوسيلة سياسية للسماح للمواطنين بالتمتع بالثقافة ونشرها طواعية. 


تعتبر مسابقة الغناء الوطنية للعمال واحدة من أشهر المسابقات في كوريا الشمالية.

بدأت هذه المسابقة بشكل جدي في عام 1986، بتوجيه من الزعيم السابق "كيم جونغ إيل". ويمكن لأي شخص المشاركة فيها، لكنها تهدف إلى مساعدة العمال، وليس الفنانين المحترفين، على تحسين قدراتهم على الغناء.


"كيم سُنغ 김 승":    

يبث التلفزيون المركزي الكوري الشمالي الحكومي مسابقة الغناء، ويمكن لأي شخص أن يشارك فيها. تقوم المحطة التلفزيونية ببث التسجيل المباشر للعرض لجذب المشاهدين. يتم بث البرنامج في الغالب خلال وقت الذروة من الساعة 8 مساء حتى الساعة 10 مساء. وفقا للمنشقين الكوريين الشماليين، يتوق الكثير من الناس للمشاركة في البرنامج، كما أن تقييمات المشاهدين للعرض مرتفعة جدا. في عام 2016، بث تلفزيون كوريا الشمالية المركزي برنامجا خاصا من ثلاثة أجزاء للاحتفال بالذكرى الثلاثين على بدء مسابقة الغناء. 


حظيت مسابقة الغناء بشعبية كبيرة منذ البداية. وفي أثناء حفل الافتتاح، صُدم حكام المسابقة بشعبيتها المتفجرة.


شارك في النسخة الأولى من المسابقة في عام 1986 حوالي 560 شخصا، وجرت 70 جولة تمهيدية، ودور نصف نهائي، ونهائيات. وشارك حوالي 500 شخص في الدورة الثانية المكونة من 80 جولة. وتنافس المتسابقون في القسم الفردي للرجال والنساء في المسابقة الأولى، في حين أضافت الدورة الثانية إمكانية المشاركة كثنائي رجالي، أو ثنائي نسائي، أو ثنائي مختلط. وبدءا من الدورة الثالثة من المسابقة، قام المنظمون بتغيير شكل الحدث من أجل جذب المزيد من المشاركين.


"كيم سُنغ 김 승":    

منذ الحدث الثالث، وسعت المسابقة الفئات للمشاركين في الأداء لتشمل العمال والمزارعين والأسر وربات البيوت وطلاب المدارس وطلاب الجامعات. يمكن للمشاركين في كل فئة التنافس في أقسام فردية وثنائية. المسابقة مفتوحة حاليا لست فئات مختلفة، هي: العمال والمزارعون وموظفو المكاتب وطلاب الجامعات وربات البيوت والعائلات. تقام المسابقة على مدار عامين، حيث تقام المسابقات في ثلاث فئات كل عام. ومن المفترض أن يجتاز المشاركون التصفيات الإقليمية قبل الوصول إلى الدور قبل النهائي والنهائي. يتم تسجيل العملية برمتها مباشرة على الفور، ويقوم التلفزيون المركزي الكوري الشمالي ببث مسابقات نصف النهائي والنهائيات. بالنسبة للتصفيات التمهيدية وحدها، يستغرق الأمر ما بين خمسة أشهر وستة أشهر. وخلال تلك الفترة، تشجع السلطات في كوريا الشمالية الناس على الانضمام طوعا إلى مهرجان الغناء على مستوى البلاد.


تضم مسابقة الغناء الوطنية للعمال ما مجموعه خمسة حكام، عملوا سابقا كأساتذة في مدارس الموسيقى أو من فناني الأداء. وعلاوة على قدرات الغناء، يأخذ الحكام عناصر أخرى في الاعتبار عند تقييم المشاركين. 


"كيم سُنغ 김 승":    

يقيّم الحكام كيفية تعبير المتسابقين عن أيديولوجيتهم بطريقة فنية، وما إذا كانوا يقدمون الكلمات والألحان بدقة، وليس طريقة الأداء. مهارات الغناء لديهم ممتازة. إذا قام أحد المشاركين بغناء الأغنية بكلمات خاطئة، على الرغم من أن بها القليل من الأخطاء، فسيتم استبعاده. إذا غنى أحد المشاركين في أثناء العزف على آلة موسيقية بمهارة، فسيحصل على نقاط إضافية. أمر الزعيم السابق "كيم جونغ إيل" منظمي الحدث بتقليص الفجوة في عشرات المشاركين حتى لا يخيب أمل المتسابقين. ونتيجة لذلك، يميل الفائزون إلى الفوز فقط بهامش صغير. وبالتالي، فإن النقاط الإضافية لها تأثير كبير على النتيجة النهائية. 


في كوريا الشمالية، يتمتع المواطنون العاديون بفرص قليلة جدا للظهور في البرامج الإعلامية، ولذلك من السهل أن نتخيل أن المتنافسين في مسابقة الغناء يشعرون بفخر شديد. ومن أجل تحقيق غرض وحيد، وهو الفوز بالمركز الأول في المسابقة، يرغب الكثير من الناس في إجراء محاولات ثانية وحتى ثالثة. أما طلاب الجامعات على وجه الخصوص، فهم يتنافسون فيها بشدة لأن الفوز يعتبر مسألة شرف لجامعاتهم.


وقد فاز فريق من جامعة "كيم تشول جو" بهذه المسابقة عدة مرات. وأنتج التليفزيون المركزي الكوري الشمالي برنامجا خاصا حول هذه الجامعة. ويمكن فهم احتدام التنافس عندما نعرف أن الفائزين النهائيين في كل فئة يحصلون على فرص خاصة.


"كيم سُنغ 김 승":    

يتم اختيار بعض الفائزين، في كثير من الحالات، كفنانين لفرق فنية محترفة، وقد يكون لدى الآخرين فرص للانضمام إلى فرق فنية للدعاية والتحريض. يقال إنه من الصعب على الكوريين الشماليين اختيار وظائفهم أو تبديل الوظائف بمحض إرادتهم. ولهذا السبب يبدي الكثير من الناس في الشمال اهتماما كبيرا بفرص أن يصبحوا فنانين، حيث يمكنهم تلقي معاملة أفضل بكثير من العاملين بشكل عام. يفخر طلاب مدارس الموسيقى بالمنافسة في مسابقة الغناء، فالفوز بالمسابقة من شـأنه أن يمنح مدرستهم مكانة أعلى. لم تفشل جامعة "بيونغ صونغ 평성" أبدا في الحصول على جائزة من المسابقة الثالثة إلى الخامسة عشرة. في عملية التحضير للمسابقة، يمكن لطلاب مدارس الموسيقى تحسين مهاراتهم في الغناء. 


لدى سلطات كوريا الشمالية هدف واضح يتمثل في استضافة برامج المسابقات. وقد حث الزعيم الحالي "كيم جونغ أون" الناس ذات مرة على نشر الفن على مستوى أعلى من خلال القيام بنشاط من الأنشطة المتعلقة بالثقافة والفن الجماهيري والسماح لأغاني الثورة أن يتردد صداها بقوة في كل ساحة معركة حيث يتم بناء الدولة الاشتراكية. ولذلك فإن الهدف الأساسي من مسابقة الغناء الوطنية للعمال في كوريا الشمالية هو تعزيز الدعاية والتحريض.


"كيم سُنغ 김 승":    

في الشمال، تعتبر الأغاني وسيلة للتغلب على الصعوبات. تُستخدم برامج مسابقة الغناء، القائمة على المشاركة التطوعية للناس، كوسيلة لنشر الأيديولوجية الشيوعية والسياسات الحزبية بين الجمهور. وفي هذا السياق تقول الصحيفة الرسمية "رودونغ شين مون" إن المسابقات الغنائية تعد شكلا رائعا ووسيلة قوية لتنمية الثقافة والفنون الجماهيرية. من خلال برامج مثل مسابقة الغناء الوطنية للعمال، أنشأت كوريا الشمالية نظاما لاستخدام الأغاني كوسيلة سياسية بأكثر الطرق فعالية وكفاءة.


في عام 2003، تم تسجيل برنامج الغناء التلفزيوني "مسابقة الغناء الوطنية" في حديقة "موران بونغ" في بيونغ يانغ. يعرض البرنامج مواطنين عاديين يتنافسون في الغناء والرقص بعد اجتياز التصفيات. وهذا العرض الشعبي الذي تم تصويره في العاصمة الكورية الشمالية تم بثه لاحقا في كل من الكوريتين، مما جذب استجابة حماسية من المشاهدين. لكن العلاقات بين الكوريتين في الوقت الحاضر معقدة للغاية، ومع ذلك، نأمل أن تخطط الكوريتان وتبثان برامج موسيقية شعبية مشتركة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;