الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

الألعاب الإلكترونية في كوريا الشمالية 2

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2023-03-22

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ Getty Images Bank

اليوم سنواصل الحديث عن الألعاب الإلكترونية في كوريا الشمالية مع الدكتورة "لي جي سون" من المعهد الكوري للتوحيد الوطني.


الدكتورة "لي جي سون 이지순" من المعهد الكوري للتوحيد الوطني: 

قال منشق كوري شمالي في منتصف الأربعينيات من العمر إنه كان مدمنا على الألعاب لدرجة أنه كان يمارسها طوال الوقت، ليلا ونهارا، عندما كان في الشمال. هذا ما قاله خلال مقابلته معي. وأوضح أنه انغمس تماما في ألعاب الورق ولم تكن هناك ساعات كافية في اليوم. ونظرا لأن بطارية هاتفه كانت تنفد بسرعة في أثناء ممارسة الألعاب، فقد قال إنه اضطر إلى إعادة شحن البطارية لممارسة الألعاب مرة أخرى. 


وفقا للدكتورة "لي جي سون" التي نشرت كتابا بعنوان "التقارب الثقافي في ألعاب كوريا الشمالية"، اعترف أحد المنشقين الكوريين الشماليين الذين قابلتهم بأنه كان لديه هوس بالألعاب. وقد حذرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية من الآثار الضارة لإدمان تلك الألعاب، وأشارت إلى أن أولئك الذين ينغمسون في الألعاب على الهواتف المحمولة لفترة طويلة سيعانون من إدمان يضر بكل من الصحة الجسدية والعقلية. لكن التقارير تشير إلى أن الكثير من الناس في كوريا الشمالية، مثلهم مثل غيرهم في بقية أنحاء العالم، يستمتعون بممارسة الألعاب الإلكترونية. 


شرح التلفزيون المركزي الحكومي في كوريا الشمالية مؤخرا بالتفصيل كيفية استخدام الهواتف الذكية لفترة طويلة.


وهذا يشير إلى أن العديد من الكوريين الشماليين يستخدمون الهواتف الذكية. فوفقا لبيانات صادرة في عام 2021 عن معهد تحليلات الدفاع في كوريا الجنوبية، فإن 28% من إجمالي عدد السكان في كوريا الشمالية، وأكثر من 70% من الذين يعيشون في المدن الكبرى في الشمال، يستخدمون الهواتف المحمولة. وتماشيا مع العدد المتزايد لمستخدمي الهواتف الذكية في كوريا الشمالية، يبدو أن عدد الذين يستمتعون بألعاب الهاتف المحمول آخذ في الازدياد أيضا.


هناك العديد من الألعاب التي اكتسبت شهرة عالمية، وليس من الصعب العثور على أنواع مماثلة من تلك الألعاب في كوريا الشمالية. وفي كثير من الحالات، أنشأت كوريا الشمالية ألعابا مستوحاة بالفعل من ألعاب أجنبية مشهورة. فعلى سبيل المثال، هناك العديد من أوجه التشابه بين لعبة فيديو كورية شمالية تسمى "سويفت غيرل 2" مع لعبة "تومب ريدر"، حيث تهزم البطلة الأعداء في المدن والأدغال والمواقع التاريخية، وتحصل على بعض العناصر، وتحاول العثور على والدها عالم الآثار المفقود.

ش3) "لي جي سون 이지순": 

إن اللعبتين "سويفت غيرل 2 Swift Girl " و"تومب ريدر Tomb Raider" تتميزان ببطلة محاربة قوية. البطلة في "سويفت غيرل" تشبه إلى حد بعيد "لارا كروفت Lara Croft " في "تومب ريدر". بالحديث عن الاختلاف، على الرغم من ذلك، تم تصوير "لارا كروفت" على أنها امرأة حسية ترتدي ملابس كاشفة جنسيا مثل بلوزة ضيقة وسراويل قصيرة، لكن مثل هذه الأزياء غير مسموح بها في كوريا الشمالية. البطلة الكورية الشمالية ترتدي زيا قتاليا يغطي جسدها، مما يبرز صورتها كمحاربة اشتراكية، وليس كامرأة. باستثناء ذلك، تتشابه الاثنتان في القصة والأسلحة والإعدادات الأساسية. 


إحدى ألعاب الفيديو الكورية الشمالية الأخرى هي "متسابق بيونغ يانغ"، وهي تُلعب على خلفية وسط مدينة بيونغ يانغ. على عكس المواد الفنية في كوريا الشمالية التي تركز عادة على الثقافة الاشتراكية والوطنية، فإن معظم الألعاب لا تكشف حقا عن شيء فريد في كوريا الشمالية. أحد الأمثلة على ذلك هو لعبة محاكاة أعمال تسمى "إدارة الفندق"، وقد تم إصدارها بواسطة معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي واستوديو الوسائط المتعددة "موران بونغ"، في عام 2017. في تلك اللعبة، ينفذ اللاعبون مهاما لتشغيل فندق، ويختارون خادما لمعاملة الضيوف وتزيين الغرف لرفع درجاتها والحصول على مكافآت ونقاط مختلفة. ومع ارتفاع الدرجات، يصبح الفندق أكثر تطورا من فئة خمس نجوم في نهاية المطاف. وهكذا يبدو أن هذه اللعبة بعيدة كل البعد عن واقع كوريا الشمالية. 


يُقال إن العديد من الألعاب الكورية الشمالية مبنية على أفلام رسوم متحركة شهيرة أو بعض العروض والروايات.


على سبيل المثال، طور معهد أبحاث المعلومات الاستخباراتية في أكاديمية الدولة للعلوم في كوريا الشمالية، لعبة تسمى "الطهاة المرحون" مستوحاة من عمل قصير يحمل نفس العنوان، وهي لعبة تجعل اللاعبين يشعرون بالتوتر.


أيضا، تم تطوير لعبة إطلاق نار ثلاثية الأبعاد للهاتف المحمول في عام 2018، استنادا إلى سلسلة رسوم متحركة يعشقها الأطفال الكوريون الشماليون. لكن المصدر الرئيسي لألعاب كوريا الشمالية هو سلسلة الرسوم المتحركة الشعبية بعنوان "الولد الجنرال". 


تدور أحداث قصة "الولد الجنرال" حول محارب شاب في مملكة "كوكوريو" القديمة، يقاتل الغزاة الأجانب للانتقام من وفاة والده. وقد أدت تلك السلسلة إلى إنشاء ألعاب مختلفة، مثل "هروب نال سيه" "الولد الجنرال الذي لا يقهر" و"مسابقة فنون القتال ". "نال سيه" هي إحدى الشخصيات التي تظهر في المسلسل الأصلي.


"لي جي سون 이지순": 

"الولد الجنرال" هي سلسلة رسوم متحركة تُحظى بشعبية كبيرة في كوريا الشمالية. الجميع يعرف ذلك. تدور أحداثها في عصر مملكة "كوكوريو"، وهي تعكس تركيز كوريا الشمالية على التاريخ والتقاليد. لقد طورت كوريا الشمالية ألعابها الخاصة على أساس الثقافة الاشتراكية والوطنية. قصة "الولد الجنرال" هي مثال نموذجي على ذلك. وتتضمن الألعاب المشابهة على الطراز الكوري الشمالي لعبة استراتيجية تسمى "حرب إيم جين 임진"، التي تشير إلى الغزو الياباني لشبه الجزيرة الكورية في أواخر القرن السادس عشر، بالإضافة إلى لعبة قتالية تسمى "التيكوندو الكوري". وتمنح هذه الألعاب الكوريين الشماليين شعورا بالفخر ببلدهم. 


الألعاب في كوريا الشمالية ليست فقط للتسلية أو الترفيه، فالغرض منها هو تطوير القوة الفكرية للفرد ومحاربة شيخوخة الدماغ. كما تساعد بعض الألعاب المستخدمين على تعلم شيء ما في أثناء اللعب. على سبيل المثال، تحتوي لعبة "الولد الجنرال الذي لا يقهر" على العديد من المميزات التي تساعد على منع المراهقين من الإفراط في الألعاب، مع إحداث تأثيرات تعليمية.


"لي جي سون 이지순": 

في أثناء ممارسة اللعبة، من المفترض أن يحل المستخدمون 400 سؤال اختباري عشوائي. إذا أجابوا عن 50 سؤالا، سيمكنهم المضي قدما للهجوم والحصول على أموال مجانية للعبة للحصول على بعض العناصر. إذا لم يكونوا متأكدين من الإجابات، فعليهم الدراسة. ومن المثير للاهتمام أن الأسئلة لا تتعلق بالسياسة أو الأيديولوجيا، بل هي في الغالب أسئلة عامة مثل "ما هو عمق البحر الغربي؟"، "في أي سنة تأسست مملكة بال هيه؟" و"كيف يمكن إزالة بقع الكيمتشي من الملابس؟". هكذا تدفع اللعبة اللاعبين بشكل طبيعي إلى دراسة الأسئلة وحلها. وخلال اللعب، يمكنهم قراءة عبارات مثل "المعرفة هي النور والجهل هو الظلام" و"يجب أن تظل تتعلم شيئا حتى الموت" و"يصبح العقل أقوى عند استخدامه". يمكن للاعبين شراء عناصر اللعبة نقدا، لكن يمكنهم الحصول على أموال اللعبة مجانا عن طريق حل الأسئلة.


قد يتساءل البعض عن المكان الذي يشتري منه المواطنون الكوريون الشماليون كل تلك الألعاب. والإجابة هي أنهم يستخدمون الإصدار الكوري الشمالي من "بلاي ستور"، المسمى "رفيقي في السفر".


في السابق، كان المتجر الإلكتروني "رفيقي في السفر" يسمح فقط للمستخدمين بتصفح التطبيقات، حيث كان على المستخدمين زيارة شركة تكنولوجيا محلية لدفع ثمن التطبيقات ببطاقة الدفع الإلكتروني، قبل تثبيتها على هواتفهم المحمولة. لكن نسخة "رفيق السفر" التي تم إصدارها في عام 2019 أتاحت للمستخدمين تنزيل التطبيقات مباشرة عبر شبكة اتصالات الهاتف المحمول.


بدأ الناس في كوريا الشمالية في الإقبال على الألعاب الإلكترونية بشكل فعلي بعد أن أصدرت جامعة "كيم إيل سونغ" تطبيقا جديدا يسمى "القوة" في عام 2014. وقد تجاوزت مبيعات ذلك التطبيق مليوني دولار، وهو ما دفع العديد من الناس إلى تطوير الألعاب اعتقادا منهم بأنها عنصر تجاري قوي يمكن أن يثمر الكثير من المال.


"لي جي سون 이지순": 

تضمنت نسخة شهر يناير 2022 من مجلة "التجارة الخارجية" الكورية الشمالية مقالا مفاده أن مشروعا محليا مشتركا يُسمى "ديه يونغ شين سام أون 대영 신삼온" يبيع مباشرة تطبيقات الألعاب على موقعه على الشبكة الداخلية الكورية الشمالية ويزود المستخدمين ببعض المنتجات مجانا وفقا لمشترياتهم. هذا يدل على أن النظام الداخلي للدولة الشيوعية يتغير. الألعاب هي واحدة من الصناعات الجذابة وذات القيمة المضافة العالية. تقوم كوريا الشمالية بتطوير الألعاب باستخدام محتواها الثقافي، ويمكن استخدام تلك الألعاب ليس فقط في الترفيه، ولكن أيضا في التعليم والرعاية الطبية والصناعات الأخرى. ونظرا لأنه من المتوقع أن تتوسع الألعاب لتشمل قطاعات أخرى، فمن المرجح أن تتطور صناعة الألعاب في كوريا الشمالية.


يتوقع الخبراء أن تتوسع صناعة الألعاب في كوريا الشمالية بشكل تدريجي باعتبارها صناعة ثقافية، مع التكيف مع الاتجاهات العالمية في بيئة الوسائط الجديدة. ويجب علينا الانتظار لنرى كيف سيؤثر تطور صناعة الألعاب في كوريا الشمالية على ثقافتها الاشتراكية في المستقبل.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;