بدء السباق الرئاسي في كوريا:

يمكن القول بأن السباق الرئاسي من أجل انتخاب الرئيس القادم لجمهورية كوريا قد بدأ بالفعل الآن بعد أن فرغت كل الأحزاب السياسية الخمسة في البلاد من اختيار وتحديد مرشحيها لخوض تلك المعركة. كان آخر المؤهلين لخوض تلك المعركة هو الرئيس المناوب السابق لحزب الشعب آهن شول سوو، وسبقه إعلان الرئيس الأسبق للحزب الديمقراطي كيم جونغ إن عن ترشيحه للمنصب الرئاسي الأعلى في البلاد كمستقل. ومن ناحية أخرى كان مون جي إن الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا قد تمكن من انتزاع تذكرة ترشيحه بواسطة الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في البلاد بعد الانتصار على منافسيه الاثنين وهما حاكم إقليم شنغشنغ الجنوبي وعمدة سونغنام، ويأمل الآن في استقطاب تأييد أنصارهما للوقوف من خلفه وشد أزره في المعركة الرئاسية القادمة. ومن أجل ذلك وعد المرشح مون بخلق هيئة انتخابية موحدة ومميزة لكل تيارات الحزب من أجل الإشراف على الانتخابات وضمان عودة التيار اللبرالي لقيادة كوريا. ورغم أن مون ظل يتصدر كافة استطلاعات الرأي طوال الأسابيع القادمة إلا أن مرشح حزب الشعب آهن بدأ يشكل منافسة قوية محتملة له ويقترب منه في آخر استطلاعات الرأي بشكل حثيث بل ويتقدمه في بعض استطلاعات الرأي. التقدم السريع الذي بدأ يحرزه آهن في الاستطلاعات الأخيرة دفع البعض للاعتقاد بأنه ربما يصل لنوع من التوافق أو التفاهم مع بعض المرشحين الآخرين لدعمه وإيقاع الهزيمة بمون المرشح الأوفر حظا حتى هذه اللحظة، رغم أن آهن نفى وجود أي سيناريو محتمل مثل ذلك وأشار إلى عزمه على هزيمة مون بقدراته الذاتية وثقة الناخبين به. من جهة أخرى يتنافس مرشحا الحزبين المحافظين وهما هونغ جون بيو مرشح حزب الحرية الحاكم سابقا و يوسونغ مين مرشح حزب بارون المنشق عن الحزب الحاكم للفوز بأصوات المعسكر المحافظ الذي ظل يحكم كوريا طوال الأعوام العشر الماضية، ويحاول كل واحد منهما إقناع الآخر وحزبه والتيار المناصر له بالتنازل ودعم الآخر لتقديم مرشح موحد عن المعسكر اليميني المحافظ يستطيع التصدي لمرشحيّ التيار اللبرالي الذي يتمتع حاليا بفرص أكبر للفوز بالمنصب الرئاسي. شرع سيم سانغ جون مرشح الحزب اليساري الراديكالي الصغير حزب العدالة في إجراء اتصالات وتنظيم ندوات مع النقابات والمنظمات الراديكالية. وبالإضافة للأحزاب السياسية الخمسة أعلن كيم شونغ إين الرئيس السابق للحزب المعارض عن ترشيحه كمرشح مستقل يأمل في تلقي دعم ومساندة البعض من التيارين المحافظ واللبرالي على السواء.