بدء الحملات الانتخابية في السباق الرئاسي في كوريا:

يمكن القول بأن السباق الرئاسي من أجل انتخاب الرئيس القادم لجمهورية كوريا قد بدأ بالفعل الآن بعد أن شرع المرشحون المتنافسون على المنصب الرئاسي في كوريا في الانطلاق بحملاتهم الانتخابية ومساعيهم لكسب الأصوات المؤيدة بمختلف الوسائل. يبلغ عدد المتنافسين في تلك الانتخابات 15 مرشحا حيث صار من المألوف مشاهدة صور المتنافسين في مختلف الدوائر وعلى الساحات والميادين من أجل شحذ أكبر عدد من الأنصار والمؤيدين خلال ما تبقى من أيام على بدء الانتخابات وهي لا تزيد عن 22 يوما . توجه مون جي إن مرشح التيار اللبرالي الذي يعتبر أحد المرشحين الأوفر حظا في هذه الانتخابات إلى مدينة ديجو لقيادة حملته الانتخابية هناك وهي المرة الأولى في التاريخ الكوري الذي يبدأ فيها مرشح لبرالي حملته في تلك المنطقة التي ظلت دوما منطقة مقفولة ومعقلا للمعسكر اليميني المحافظ، ومنها توجه إلى جزيرة جيجو وكوانجغو. أما المرشح اللبرالي الآخر والذي يعتبر كذلك من بين الأوفر حظا آهن شول سو فقد بدأ حملته بزيارة مركز خدمات الحركة والمرور في مطار إنشون مفضلا بدء حملاته الانتخابية بالتركيز على إعطاء الانطباع باهتمامه بكل ما يتعلق بالسلامة العامة في البلاد. مرشح الحزب اليميني المحافظ حزب الحرية توقف لبعض الوقت في العاصمة سيول وتوجه بعدها لمدن أخرى مثل ديغو وبوسان والتقى بالعديد من الشخصيات النافذة في المعسكر اليميني المحافظ هناك. أما يو سونغ مين مرشح الحزب المحافظ الآخر والمنشق عن الحزب الحاكم السابق حزب بارون فقد ركز حملته الانتخابية في العاصمة سول وهو نفس ما فعلته سيم سانغ جونغ مرشحة الحزب التقدمي الصغير حزب العدالة. وفي يوم الأربعاء الماضي تجاز المرشحون خلافاتهم السياسية لبعض الوقت للقيام بزيارة المقابر القومية في سيول لتقديم فروض التوقير والترحم على أرواح الأبطال والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل كوريا وسيادتها واستقلالها وذلك في الحركة النضالية من أجل الحرية والديمقراطية التي انفجرت في ال19 من إبريل عام 1960. كانت ساعات صفاء ونقاء وتوافق قبل أن تعود المعركة لما كانت عليه من قبل من مناوشات وتبادل للاتهامات والانتقادات على نحو ما حدث حلال المناظرة التلفزيونية التي جرت في مساء نفس اليوم. وخلال تلك المناظرة التي تم تنظيمها بواسطة كي بي إس طرح المرشحون أفكارهم حول عدد من موضوعات الساعة وعلى رأسها موضوع نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية "ثاد في شبه الجزيرة الكورية، ومدى اعتبار كوريا الشمالية كالعدو الرئيسي الأولى لكوريا الجنوبية ومسائل اقتصادية واجتماعية متنوعة أخرى من بينها الضرائب والتعليم والرعاية الاجتماعية. وحسب آخر استطلاعات الرأي فما زال المرشح اللبرالي مون يقود السباق بنسبة تفوق 40% ويليه آهن بنسبة تبلغ نحو 30%.