الذكرى السبعون على استقلال كوريا '

بدأت حركة كوانغ جو المطالبة بالديمقراطية في عام 1980، كمعارضة مدنية للنظام العسكري الديكتاتوري حينها، ولكن سرعان ما انقلبت إلى مأساة نتج عنها حدوث خسائر كبيرة في الأرواح. وقد تميز عقد السبعينيات بحكم القبضة الحديدية للرئيس "بارك جونغ هي" الذي جلب لكوريا نهضة اقتصادية ونموا اقتصاديا من خلال سياساته المعروفة بـ"دكتاتورية التنمية"، لكنه أيضا أشعل عدم الرضا الاجتماعي نتيجة لقمعه للتواقين للديمقراطية. وقد اغتيل الرئيس "بارك" في عام 1979، وكان اغتياله فرصة مناسبة ومدخلا نحو الديمقراطية وأملا كبيرا في عهد جديد. لكن الأمل كان قصيرا، حيث تولى نظام عسكري جديد دفة الأمور بقيادة الجنرال "تشون دو هوان". وسعى النظام الجديد إلى تعزيز حكمه وأعلن حالة الطوارئ يوم الـ17 من مايو في كل أنحاء البلاد، وتبع ذلك حظر جميع النشاطات السياسية.

ثم قام النظام العسكري بنشر القوات العسكرية أمام الجامعات والمدن الرئيسية في البلاد لمنع وقمع مظاهرات الطلبة المتزايدة. وتصاعدت وتيرة تصادم الطلبة والجنود أمام جامعة جون نام في كوانغ جو الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من كوريا يوم الـ18 من مايو، حيث اشتعل الصراع الدامي وأدى ذلك إلى قيام حركة كوانع جو الديمقراطية.

وطبقا لإحصاء رسمي صادر عن المؤسسة التذكارية لحركة الـ18 مايو، أسفرت أعمال العنف والاشتباكات الوحشية بين الجنود والمليشيات المدنية في كوانغ جو عن مصرع 154 شخصا وفقدان 70 شخصا وجرح 1628 آخرين. وقام البرلمان الكوري بسن قانون خاص بحركة كوانغ جو الديمقراطية في عام 1995، تم بموجبه إصدار حكم على الرئيسين السابقين "تشون دو هوان" بالسجن مدى الحياة، و"روه تيه أوه" بالسجن 17 عاما، وذلك في عام 1997، إلا أنه تم إطلاق سراحهما في شهر ديسمبر من نفس العام بناء على عفو خاص.