المشاهير في كوريا الشمالية
ⓒ YONHAP News
يوجد في كوريا الجنوبية، مثلها مثل معظم دول العالم، العديد من المشاهير على الأصعدة الاجتماعية والفنية والثقافية والسياسية والعلمية، فماذا عن المشاهير في كوريا الشمالية؟
"كانغ مي جين" المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:
تعتبر "ري سول جو" زوجة الزعيم "كيم جونغ أون"، واحدة من أبرز المشاهير في كوريا الشمالية. فالسيدة الأولى مغنية سابقة كانت معروفة بين الكوريين الشماليين بأغنية بعنوان "خطوات الجنود". أما "هيون سونغ وول"، فهي مغنية نجمة أخرى انطلقت إلى عالم النجومية بأغنيتها الناجحة "سيدة كالمُهرة الأصيلة"، وتم تعيينها كقائدة لفرقة "موران بونغ" في عام 2012 عندما ظهرت فرقة الفتيات الشعبية تلك لأول مرة. ومن المعروف أن "هيون" كانت ترافق القائد "كيم جونغ أون" في جولاته التفقدية. أما فرقة "موران بونغ" فهي فرقة موسيقية جميعها من النساء، وتتكون من سبع مطربات وإحدى عشرة عازفة، وأسلوبها غربي يتميز بأزياء غير تقليدية وحركات ديناميكية. عندما يتم بث عروضها على التلفزيون المركزي في كوريا الشمالية، يغلق بعض البائعين محلاتهم مبكرًا ويعودون إلى منازلهم لمشاهدتها. ومن بين الممثلات الأكثر شهرة في كوريا الشمالية "أو مي ران" وهي ممثلة جذابة أظهرت قدراتها الفريدة في العديد من الأفلام.
في كوريا الجنوبية، يتمتع الفنانون بشكل عام بالشعبية والشهرة بعد ظهورهم في وسائل الإعلام، لكن هذا ليس هو الحال مع المشاهير في كوريا الشمالية، حيث يجب أن يكونوا أكفاء ولائقين بدنيا. والأهم من ذلك كله، يجب أن يكونوا مسلحين بالأفكار الشيوعية. وجميع العروض الفنية والثقافية في كوريا الشمالية يجب أن تُظهر ثقافة "جو تشيه" الرسمية للبلاد، وهي أيديولوجية الاعتماد على الذات والولاء الصارم للقائد الأعلى.
"كانغ مي جين" المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:
في الشمال، الأفلام والمسلسلات والروايات تستخدم كأداة لتبرير شرعية الحزب والقائد الأعلى، وتثقيف الناس سياسياً واجتماعياً وتنفيذ تعليمات القائد وسياسات الحزب. تزرع السلطات المطربين والممثلين لخدمة هذا الغرض. ينقسم جميع الفنانين في كوريا الشمالية إلى تسع فئات مختلفة. يتم تصنيفهم كل سنتين أو ثلاث سنوات. وفقا لنتائج التقييم، قد ترتفع أو تنخفض فئتهم. يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يصبح الشخص فنانًا من الدرجة الأولى. الفنانون ذوو الألقاب مثل "فنان الشعب"، يكونون أعلى من الفنانين من الدرجة الأولى، ويتم منح الألقاب الفخرية فقط لأولئك الذين عملوا في المشهد السينمائي المحلي لفترة طويلة وحصلوا على التقدير.
بالنسبة للمشاهير الكوريين الشماليين، فإن أرفع لقب هو "فنان الشعب"، وثاني أعلى لقب هو "الفنان القدير". ويتمتع النجوم الحاصلون على هذه الألقاب بمزايا عظيمة.
"كانغ مي جين" المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:
يتم التعامل مع الممثلين بنفس الطريقة التي يُعامل بها نواب الوزراء في مجلس الوزراء. وبالتالي، يمكنهم تلقي العلاج الطبي في بعض العيادات في بيونغ يانغ، حيث يُسمح فقط لنواب المسؤولين على مستوى الوزراء بالذهاب إليها. كما يتم منحهم أولوية في شراء البضائع وتخصيص المساكن. يتم التعامل مع الممثلين بلقب "قدير" مثل مديري المكاتب بمجلس الوزراء. الممثلون بشكل عام في حالة جيدة نسبيًا لأنهم يحصلون على الضروريات اليومية كل شهر. أولئك الذين فازوا بجوائز في مهرجانات سينمائية دولية يحق لهم الحصول على مزايا حكومية، مثل الحصول على سيارة. تزود السلطات الممثلين والممثلات بشقق مصممة للفنانين. وفي الأعياد التقليدية، يتلقى كبار المشاهير وأولئك الذين قدموا مساهمة كبيرة هدايا خاصة مختلفة من عائلة "كيم جونغ أون".
في كوريا الجنوبية، تحظى ثقافة نادي المعجبين بدعم واسع النطاق بين الشباب. فهل توجد هذه الثقافة في كوريا الشمالية؟
"كانغ مي جين" المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:
لا توجد أي أندية معجبين في كوريا الشمالية. قد يتحدث الناس في الشمال عن المطربين أو الأغاني المفضلة لديهم، لكنهم لا يكونون متحمسين بما يكفي لإنشاء نادٍ للمعجبين. لذا، من الصعب تخيل حدث توقيع للجماهير وملاحقة نجم أو اختطافه. في الشمال، لا يوجد تلفزيون في كل منزل، ولا تتنوع البرامج الترفيهية، مقارنة بكوريا الجنوبية. بطبيعة الحال، لا يهتم معظم الأطفال بالفنانين. قد يعشق المراهقون والكبار بعض المشاهير. وهناك طلاب جامعيون يحتفظون بمجلات أو ملصقات تظهر بعض الفنانين النجوم في أدراج مكاتبهم، لكن هذا ليس شائعًا.
حتى فنانو الشعب والفنانون القديرون قد يفقدون ثقة السلطات بسبب أخطائهم الشخصية. وإذا حدث ذلك، فلن يكون لديهم فرصة لاستعادة شعبيتهم.
"كانغ مي جين" المحررة في صحيفة ديلي إن كيه:
لم يرتكب المشاهير أخطاء سياسية، فإن الدولة تستمر في منحهم الفوائد وحتى لأطفالهم بعد وفاتهم. يتم دفن العديد من نجوم السينما في مقبرة للشهداء الوطنيين، التي يُدفن فيها الأشخاص الذين ساهموا في بناء الاشتراكية وكبار المسؤولين في الحزب والجيش، وأيضًا الذين حققوا إنجازات بارزة في العلوم والأدب والفن.
في المجتمع الكوري الشمالي، تضع الأفلام والدراما التلفزيونية أولوية قصوى لإبراز تفوق النظام الشيوعي وعظمة القائد، بدلاً من تسليط الضوء على ممثل أو فنان معين. ونأمل أن يتمكن الفنانون في كوريا الشمالية قريبًا من عرض قدراتهم وإبداعاتهم بأفضل وجه ممكن، في مجتمع يتمتع بالحرية مثل نظرائهم في الجنوب.
