الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

من داخل كوريا الشمالية

التعليم الإلكتروني في كوريا الشمالية

2020-04-16

ⓒ www.arirangmeari.com

بدأ العام الدراسي الجديد في كوريا الجنوبية بفصول عبر الإنترنت، لمنع تفشي فيروس كورونا-19. وتمامًا مثل كوريا الجنوبية، أجلت كوريا الشمالية اليوم الأول من الدراسة وعرضت على الإنترنت دروسا بدلا من ذلك بناء على برنامج تعليمي يسمى "الصديق الأفضل للطلاب". 


البروفسور "جونغ أون تشان" من معهد تعليم التوحيد:

يساعد برنامج الكمبيوتر الطلاب في المدارس الإعدادية والمدارس الثانوية والمدرسة الإعدادية الأولى للموهوبين،على مراجعة دروسهم وتقييم قدراتهم بأنفسهم، كما يمكن للمعلمين استخدام البرنامج لمساعدة الطلاب على الدراسة. يتم اختيار الدورات عبر الإنترنت أيضًا من قبل العديد من الطلاب الذين يأملون في دخول الجامعات، وهي تغطي موضوعات مختلفة مثل اللغة الكورية والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والرياضيات واللغة الإنجليزية والكيمياء وعلم الأحياء. وقد ادعت إحدى شركات الدعاية الكورية الشمالية أن البرنامج فعال للغاية حيث يمكن للطلاب اختيار مواد مختلفة. ولكن من غير المؤكد مدى كفاءة الطلاب في استخدام هذا البرنامج. في الواقع، لا يسعنا إلا أن نشكك في فائدة هذا البرنامج، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك فجوة بين ما تدعيه كوريا الشمالية وما يحدث بالفعل.


يقول احد المواقع الدعائي الكورية الشمالية إن هذا البرنامج قد أثار استجابة قوية من قبل كل من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، في هذا الوقت الذي تم فيه تمديد فترة العطلة لمنع انتشار الأمراض المعدية.  


البروفسور "جونغ أون تشان":

أعتقد أن كوريا الشمالية لا تستطيع ببساطة تحمل تكاليف بناء شبكات الجيل الرابع من الاتصالات، سواء من حيث التكنولوجيا أو الأموال، حيث إنه من الصعب للغاية جذب الاستثمارات الخارجية اللازمة لإدخال تقنية "إل تي إي LTE"، بسبب مشاكل مختلفة بما في ذلك القضية النووية. السلطات الكورية الشمالية تقيد استخدام أجهزة الاتصالات والإنترنت السلكي، في خطوة لمنع السكان من تلقي معلومات خارجية. ولذلك ليس من المستغرب أن كوريا الشمالية لديها قيود في توفير الدروس عبر الإنترنت.


وفقًا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، فإن 18.7% فقط من الأسر الكورية الشمالية لديها جهاز كمبيوتر. وتُظهر هذه النسبة المنخفضة أن عددًا قليلاً فقط من الطلاب يمكنهم الاستفادة من التعليم الإلكتروني.


البروفسور "جونغ أون تشان":

وفقا لتقرير اليونيسف، قال حوالي 44% من الرجال الكوريين الشماليين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما، إنهم استخدموا أجهزة الكمبيوتر في الأشهر الثلاثة السابقة، بينما كانت النسبة المئوية للنساء 32.8%. بالنظر إلى أن هذه الأرقام تشمل استخدام الكمبيوتر في أماكن العمل، فإن النسب المئوية للاستخدام المنزلي ستكون أقل. تشجع كوريا الشمالية شعبها على استخدام نوع من الشبكات الداخلية، لكن الناس يجب أن يذهبوا إلى أماكن معينة متعلقة بالكمبيوتر لاستخدامه بالفعل، لذلك لديهم قيود على استخدامه في المنزل. فعلى عكس الإنترنت، لا تقدم تلك الشبكة الكثير من المعلومات. علاوة على ذلك، فإن معدل توزيع الكمبيوتر في كوريا الشمالية منخفض جدًا. نظرًا لضعف البنية التحتية للتعليم الإلكتروني، يصعب على الطلاب المحليين البحث عن المعلومات بحرية والمشاركة في الدروس على الأنترنت.


وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن أجهزة الكمبيوتر تكلف الكثير في كوريا الشمالية. ومن أجل التعليم الإلكتروني بشكل سلس، يتعين أن يكون لدى كل أسرة جهاز كمبيوتر واحد على الأقل، ولكن في الواقع، من الصعب شراء تلك الأجهزة في الشمال.  


البروفسور "جونغ أون تشان":

تجد معظم العائلات صعوبة في الحصول على جهاز كمبيوتر بسبب ارتفاع الأسعار. يستورد التجار في الصين كمية كبيرة من أجهزة الكمبيوتر المستعملة ذات العلامات التجارية الأمريكية مثل ديل و بأسعار رخيصة، ثم يبيعونها لتجار الكمبيوتر الكوريين الشماليين بحوالي 300 دولار لكل منها. نادرًا ما يمكن العثور في كوريا الشمالية على أجهزة كمبيوتر مصنوعة في كوريا الجنوبية أو اليابان، لأن السلطات تمنع دخولها. بالطبع، يقوم التجار بإعادة بيع أجهزة الكمبيوتر في كوريا الشمالية بأسعار أعلى، مثل 400 أو 500 دولار. يبلغ متوسط الراتب الشهري للعامل الكوري الشمالي 3000 وون كوري شمالي، ولأن الدولار الواحد يساوي 8000 وون كوري شمالي في السوق السوداء، فإنه يتعين على الكوريين الشماليين توفير المال لفترة طويلة جدًا للحصول على جهاز كمبيوتر. لذا، من الصعب على العمال بشكل عام شراء أجهزة كمبيوتر.


أيضا، هناك فجوة واسعة بين العاصمة وغيرها من المناطق في الشمال من حيث استخدام المعدات الرقمية. وبالتالي، قد يؤدي بدء التعلم الإلكتروني إلى خلق فجوة تعليمية بين مختلف المناطق الكورية الشمالية. ويبدو أن السلطات تدرك هذه المشكلة، وتسعى لتضييق تلك "الفجوة الرقمية" وحل التفاوتات الإقليمية للتحضير للتعليم عبر الإنترنت.  


البروفسور "جونغ أون تشان":

في افتتاحيتها يوم 1 أبريل، أشارت صحيفة رودونغ شينمون الرسمية لكوريا الشمالية إلى أن الفجوة التعليمية بين المناطق المركزية والمحلية لا يمكن سدها ما لم يقبل المتخصصون في مجال التعليم في الأقاليم المحلية بالبرامج الجديدة بشكل صحيح. وقد تبين أن حكومة كوريا الشمالية تقدم بالفعل برامج تعليمية وتشدد على أهميتها، لكن المناطق المحلية ليست مستعدة بعد لتنفيذها. تمكّن هذه البرامجُ المناطقَ المركزية والمحلية من مشاركة البيانات التعليمية بسرعة. ولكن حتى إذا تم إدخال البرامج المفيدة، فلإنها لن تتمكن من تحقيق التأثير المطلوب إذا لم تكن كل منطقة مجهزة بالبنية التحتية اللازمة.


في كوريا الشمالية، يقل معدل اختراق الكمبيوتر عن 20 %، في حين أن مستوى خدمة الإنترنت منخفض. يشجع منفذ الدعاية في البلاد بنشاط أن يتمكن الطلاب من تعليم أنفسهم من خلال التعلم عبر الإنترنت. ولكن من غير المؤكد ما إذا كان هذا الإدعاء صحيحا. ومع ذلك، من المتوقع أن تحاول الدولة إجراء التعلم عن بعد على نطاق أوسع وسط مخاوف متزايدة من فيروس كورونا-19.

أحدث الأخبار