الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

ما وراء الأخبار

كوريا الشمالية توجه انتقادات للتدريبات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن

قضايا ساخنة2019-08-12

ⓒKBS News

توجهت كوريا الشمالية بانتقادات شديدة اللهجة للتدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة.

ويبدو أن بيونغ يانغ، تهدف من وراء هذه الانتقادات إلى الحصول على ضمان الأمن لنظامها الحاكم من خلال المفاوضات المباشرة مع واشنطن، والأخذ بزمام المبادرة من خلال استبعاد سيول من مسار تلك المفاوضات. 

وقد تم توجيه الانتقادات في تصريح أدلى به المدير العام لقسم الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية في البيان الذي أصدرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، وهو ما مكّن بيونغ يانغ من توجيه انتقادات شديدة اللهجة وباستخدام عبارات مبتذلة.

ويمكن القول إنه من الصعبعلىالطرف الذيتعرض لتلك الانتقادات االرد بشكل رسمي وعلى مستوى حكومي على تصريح صدر من مجرد مسؤول في قسم بوزارة الخارجية.

ولعل الملفت للانتباه أنه في مقابل توجيه الانتقادات من جانب الشمال للتدريبات العسكرية المشتركة بين سيول وواشطن، لم تتعرض الولايات المتحدة التي تشارك في التدريبات العسكرية  لأي من تلك الانتقادات ، بل على العكس من ذلك أعربت بيونغ يانغ في نفس الوقت عن نيتها إجراء حوار مع واشنطن.

وبدى واضحا أن كوريا الشمالية تنتهج استراتيجية مزدوجة، حيث تقوم من جهة بإطلاق الصواريخ وتوجيه الانتقادات المسيئة لكوريا الجنوبية، وتبعث من جهة أخرى برسالة شخصية من الزعيم "كيم جونغ أون" إلى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". 

وفي الواقع، كشف الرئيس "ترامب" يوم السبت الماضي عن محتويات الرسالة الشخصية التي تلقاها من الزعيم "كيم" ، مشيرا إلى أن الزعيم الكوري الشمالي أعرب في الرسالة عن أمله في استئناف المفاوضات النووية مع واشنطن فور انتهاء التدريبات العسكرية المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية.

والجدير بالذكر أن الرئيس "ترامب" لم يعرب عن قلقه من الخطوات الاستفزازية للشمال والتي شكلتها الموجة الأخيرة من سلسلة اطلاق الصواريخ ، بل وصف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأنها سخية ومكلفة.

ويرى بعض المراقبين السياسيين أن موقف "ترامب" يمكن تحليله على أنه نوع من أنواع الضغط على كوريا الجنوبية من أجل دفعها على زيادة حصتها من تكاليف القوات الأمريكية المتمركزة في شبه الجزيرة الكورية.

ولكن  البعض الآخر من المحللين توقع أن يؤثر الموقف الأمريكي سلبا على علاقة التحالف الاستراتيجية القائمة بين سيول وواشنطن، وفسر أن الهدف من مثل هذا الموقف هو إعادة انتخابه في سباق الرئاسة المقبلة الذي سيجري العام القادم من خلال البحث عن إحراز انجازات على الساحة  الدبلوماسية.

واعتمادا على موقف "ترامب"، قامت كوريا الشمالية بإطلاق الصواريخ في خمس مناسبات  منذ اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي والزعيم "كيم جونغ أون" في قرية "بان مون جوم" في شهر يونيو الماضي.

وفي ظل هذه المستجدات يتوقع أن تستمر بيونغ يانغ في السعي إلى توجيه انتقاداتها لسيول  والدفع باتجاه الحوار مع واشنطن  في آن واحد  حتى يتم الاعتراف بها  كدولة نووية .

ولذلك، سيعتمد مستقبل العلاقات بين الكوريتين بشكل كبير على التطورات التي ستؤول إليها  المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ.

أحدث الأخبار