أسخن قضايا هذا الأسبوع تتعلق بالاتفاق الذي تم التوصل له بين الكوريتين بخصوص دخولهما الحفل الافتتاحي للدورة الأولمبية الشتوية التي يجري تنظيمها في بيونغ شانغ بكوريا الجنوبية بطابور مشترك، بجانب تكوين فريق نسائي مشترك للتنافس في مسابقات الهوكي الجليدي. كان ذلك هو أبرز ما جاء في الاتفاق الذي تم التوصل له والمكوّن من 11 نقطة والذي انعقد على مستوى نواب الوزراء في البلدين يوم الأربعاء الماضي. تم الاتفاق كذلك على تنظيم فعالية ثقافية مشتركة فوق مرتفعات كومجانغ في كوريا الشمالية قبيل افتتاح الدورة. سيتم كذلك إعداد معسكر تدريبي مشترك لفرق التزلج على الثلوج في منتجع شتوي في كوريا الشمالية. ومن أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالصورة المطلوبة سيقوم وفد كوري جنوبي بزيارة كوريا الشمالية للوقوف على الاستعدادات وتفقّد المنشآت الخاصة بذلك. وحسب الاتفاق سيقوم الجانب الكوري الشمالي بإرسال فريق تايكوندو كوري شمالي يتكون من ثلاثين لاعبا لتقديم عروض متنوعة على هامش أولمبياد بيونغشانغ. ستصل كذلك فرقة مشجعين كورية شمالية مكونة من 230 مشجعا وسيتم التنسيق مع نظرائهم الكوريين الجنوبيين من أجل التشجيع المشترك. تم التوصل كذلك لاتفاق حول كيفية وصول الفرق الكورية الشمالية المختلفة للجنوب وذلك برا وعبر الحدود الغربية المشتركة. سيسافر الفريق الشمالي من خلال مجموعتين على أن تصل المجموعة الأولى التي تضم الرياضيين واللاعبين في الأول من فبراير وتتبعها المجموعة الثانية في السابع من نفس الشهر. سيصل أيضا وفد مقدمة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام للترتيب لإقامة الفرق الشمالية وفحص وتفقد المنشآت الخاصة بذلك. ستقوم بيونغيانغ كذلك بإرسال وفد يتكون من 130 شخصا من رياضيين وفنانين وصحفيين لتغطية المناسبات المقامة على هامش الدورة. ستكون هذه هي المناسبة الدولية الثالثة التي تشارك فيها الكوريتان في دخول الحفل الافتتاحي أو الختامي بفريق مشترك ولكنها المرة الأولى في مناسبة أولمبية. وقد سبق للكوريتين في عام 1990 بحث امكانية المشاركة في مناسبات عالمية أولها الدورة الآسيوية المقامة في بكين في ذلك العام تحت راية علم التوحيد الكوري وهو علم أبيض عليه خريطة زرقاء لشبه الجزيرة الكورية لكن المحاولة لم تثمر وقتها. بعدها تم استعمال العلم للمرة الأولى في عام 1991 خلال البطولة العالمية لتنس الطاولة ثم لبضعة مرات أخرى خلال المواكب والمسيرات المشتركة لفعاليات عالمية منها الحفل الافتتاحي لألعاب أثينا عام 2004 ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية في بكين في 2007. الهدف المعلن لجعل أولمبياد بيونغشانغ مناسبة سلام أولمبية على وشك أن يتحقق على الأرض على ضوء ما تم التوصل له من اتفاقات وما أشاعته من موجات تفاؤل ومؤشرات تبشّر بالانفراج في العلاقات المتوترة في شبه الجزيرة الكورية لتعمها روح الوفاق والتعاون والتطلع نحو السلام.