الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

ما وراء الأخبار

إنهاء رسمي للحرب الكورية :

قضايا ساخنة2018-04-22
     إنهاء رسمي للحرب الكورية  :

أسخن قضايا هذا الأسبوع تتعلق بتصريحات صدرت مؤخرا في كل من واشنطن وسيول حول ضرورة الإنهاء الرسمي لحالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية. ففي القمة الأخيرة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني قال دونالد ترمب إنه يؤيد نجاح القمة المرتقبة بين الزعيمين الكوري الجنوبي والشمالي في إنهاء حالة الحرب التي ما تزال معلنة في شبه الجزيرة الكوري بشكل رسمي وأعرب عن تأييده لمثل ذلك التوجه. قال إن الكثيرين لا يعرفون إن حالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية لم تنتهي بشكل رسمي بعد وعبّر عن مباركته لمثل ذك الإنهاء إذا ما تمّ.
وفي هذه الأثناء قال مسئول رفيع في المكتب الرئاسي إن الكوريتين عقدتا محادثات هادفة لتغيير اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين إلى اتفاقية سلام وذلك في إطار المساعي الجارية لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. تم تأكيد ذلك أيضا بواسطة مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية الذي تحدث عن اتصالات جرت بينه وبين نظيره الأمريكي جون بولتون بهدف نشر نظام سلام في شبه الجزيرة.
فكرة تأسيس نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية هي فكرة ظلت مطروحة منذ أكثر من عشرين عاما. ففي حقبة تسعينات القرن الماضي وخلال الأزمة النووية الكورية الشمالية الأولى اقترحت بيونغيانغ قيام خطة خاصة بنشر نظام سلام من خلال الغاء نظام الهدنة القائم وتوقيع معاهدة سلام جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد سحب قواتها من كوريا، وقد جرى نقاش الفكرة للمرة الأولى خلال ست جولات من المحادثات الرباعية التي جرت بين كل من الكوريتين والولايات المتحدة والصين في الفترة بيت 1997 و1999، غير أن تلك المحادثات لم تثمر شيئا بسبب المطالب غير الواقعية وغير العملية التي قدمتها كوريا الشمالية وعلى رأسها سحب القوات الأمريكية من المنطقة واستبعاد كوريا الجنوبية من أي اتفاقية.
بعدها تم استئناف عقد مثل تلك المحادثات من جديد لكن على مستوى سداسي بعد ضم كل من اليابان وروسيا لها كأطراف جديدة. تم إصدار إعلان للمرة الأولى جاء فيه إن الدول المعنية ستقوم بعقد محادثات في محفل منفصل بهدف النظر في إمكانية نشر نظام سلام في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما مهّد الطريق لقيام تطور موازي في منبر مخصص لبحث سُبل نزع السلاح النووي وقيام محادثات سلام متعددة الأطراف في شبه الجزيرة الكورية.
وفي عام 2007 توصلت الكوريتان إلى إعلان رسمي يدعو إلى إنهاء الحرب الكورية بشكل رسمي غير إن الإعلان لم يثمر عن أي تقدم يُذكر. وضِمن الاستراتيجيات الأربع التي أعلن عنها الرئيس الكوري مون جي إن، اقتراح خاص ببذل جهود مستدامة ومؤسسة من أجل بناء نظام سلام شامل على أسس ومرتكزات قوية وسريعة للتوصل لمعاهدة .
يرى الكثير من الخبراء والمراقبين إن إعلان الإنهاء الرسمي للحرب الكورية واستبدال ذلك بنظام سلام دائم هو الخطوة الأولى الضرورية للتوصل لأي حل للمشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية. ومقابل تخليها عن أسلحتها النووي تطالب كوريا الشمالية بتقديم ضمانات أمنية مؤكدة لها وهو ما يحتاج لوجود نظام سلام. على ضوء كل تلك الحقائق فإن القمتين الكورية الكورية، والكورية الشمالية الأمريكية ، المرتقبتين قد تقودان مجددا لاستئناف المحادثات السداسية. اتفاقية الهدنة كان قد تم التوصل لها عام 1953 لوقف الحرب الكورية غير إن الكوريتين ظلتا منذ ذلك الوقت في حالة حرب من الناحية الفنية.

أحدث الأخبار