ⓒYONHAP News

    بدأت الكوريتان رسميا تنظيم الجولة الحادية والعشرين من جولات لم الشمل بين الأسر الكورية المجزأة والمشتتة في البلدين وهي الأولى من نوعها منذ أكتوبر من عام 2015.  جولات لم الشمل تلك تجمع بين أعضاء من نفس الأسر أجبرتهم ظروف الانقسام الكوري على افتراق طال على مدى سبعين عاما تقريبا. وجاء في تقرير خاص بهذا الأمر الإنساني إن تلك الجولة ستتيح للمئات من أفراد تلك الأسر المجزأة والمشتتة فرصة لقاءات أسرية حميمة بعد كل تلك السنوات الطويلة. بدأت تلك الجولة في يوم الاثنين الماضي وفي منتجع فوق قمة مرتفعات كومجانغ وكان ذلك من بين أبرز نتائج روح الوفاق والتصالح التي سادت شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة. استفاد من الجزء الأول من هذه الجولة الأخيرة 89 مواطنا كوريا جنوبيا و189 شخصا من أقاربهم وذويهم من الكوريين الشماليين.  استغرقت تلك اللقاءات بين الطرفين لمدة 12 ساعة على مدى ثلاثة أيام ومن بين ذلك لقاءات غداء خاصة داخل الغرف في فنادقهم المختلفة. وتم تنظيم الجزء الثاني من الجولة في نفس المكان وبدءا من يوم الجمعة وحتى يوم الأحد وسيلتقي خلالها 81 مواطنا كوريا جنوبيا مع 326 شخصا من أهاليهم وذويهم  وأفراد أسرهم من الكوريين الشماليين.  كان هناك تخوف من إمكانية تأجيل أو تحويل مكان تنظيم النصف الثاني من الجولة بسبب التوقعات الخاصة باجتياح إعصار "سوليك" لشبه الجزيرة الكورية في يوم الجمعة، غير أن التحول المفاجئ في طريق الإعصار أتاح الفرصة لتنظيم الفعالية كما كان مخططا لها في السابق. وبعد عودة الكوريين الجنوبيين الذين شاركوا في الجولة أعربوا عن سعادتهم وعن امنياتهم في تنظيم المزيد من مثل هذه الجولات لكي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من المنتظرين. قال بعضهم إن تلك اللقاءات بين أفراد الأسر الواحدة لا يجب أن تقتصر على مرة واحدة فقط بل يجب اتاحة الفرص للقاءات متعددة ومتكررة. تم تنظيم هذه الجولة الأخيرة بعد توقف استمر على مدى ثلاثة أعوام منذ العام 2015 ، وقد جاءت كما ذكرنا في أعقاب القمة التي جمعت بين الزعيمين الكوريين في إبريل من العام الجاري والتي تم الاتفاق فيها على التوجه نحو معالجة كل المسائل الإنسانية الناجمة عن الحرب التي اندلعت بين الأشقاء وأدت إلى تمزيق البلاد إلى دولتين. وحتى يوليو المنصرم وحسب إحصائيات رسمية فقد بلغ عدد المسجلين من أفراد الأسر المجزأة بين الكوريتين 57 ألف شخصا تجاوز 85% منهم سن السبعين. كان الرئيس الكوري الجنوبي مون قد دعا إلى عقد وتنظيم المزيد من جولات لم الشمل على أسس دورية منتظمة بشكل مباشر وعبر وسائل تواصل متعددة وإلكترونية مصورة ومحادثات هاتفية ورسائل مكتوبة وما شابه.