الأخبار

اتفاقية عام 2000 بين الكوريتين حول مجمع كيسونغ الصناعي

2018-07-19

ⓒ KBS

في الثامن من يونيو الماضي زار فريق من المسؤولين الكوريين الجنوبيين مجمع كيسونغ الصناعي في كوريا الشمالية للتحضير لإنشاء مكتب للاتصالات بين الكوريتين، بناء على ما ورد في إعلان "بان مون جوم" الصادر في ختام القمة بين الكوريتين في أواخر شهر أبريل. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يزور فيها مسؤولون كوريون جنوبيون مجمع كيسونغ منذ فبراير 2016 عندما تم إغلاق المجمع الصناعي المشترك. وقد أثارت الزيارة الآمال في استئناف تشغيل هذا المجمع الذي مثّل دائما رمزا كبيرا للتبادلات بين الكوريتين. 


"شين هان يونغ 신한용" رئيس اتحاد الشركات في مجمع كيسونغ:

في القمة التاريخية الأولى بين الكوريتين في يونيو من عام 2000، اتفقت الكوريتان على إنشاء مجمع صناعي مشترك في مدينة كيسونغ. وحضر مسؤولون من شركة هيون ديه آسان الكورية الجنوبية ومسؤولون من كوريا الشمالية مراسم وضع حجر الأساس لمجمع كيسونغ في عام 2003. وتم طرح أواني المطبخ، وهي المنتجات الأولى من كيسونغ، في كوريا الجنوبية يوم 15 ديسمبر 2004، حسبما أتذكر. 


يعود أصل المجمع الصناعي إلى إعلان 15 يونيو المشترك الذي صدر عن أول قمة بين الكوريتين في عام 2000. عن ذلك قال الرئيس الراحل "كيم ديه جونغ".


"الرئيس الأسبق "كيم ديه جونغ": يجب أن تكون العلاقات بين الكوريتين مفيدة للطرفين، ولا تكون جيدة لجانب واحد فقط. هذه هي القاعدة التي يمكن للطرفين من خلالها الحفاظ على علاقاتهما لفترة طويلة وتعزيز المصالحة والتعاون.  


أعلن قائدا الكوريتين عن إعلان 15 يونيو المشترك واتفقا على التعاون الثنائي. وفي أغسطس من ذلك العام، وافقت مجموعة هيون ديه، على تطوير مجمع صناعي مساحته 66 مليون متر مربع في مدينة كيسونغ. وبدأت الإنشاءات في يونيو 2003. ومن ثم، أعرب العديد من الشركات الكورية الجنوبية عن أملها في القيام بأعمال تجارية في المجمع الصناعي. ومن بين تلك الشركات شركة "ديه هوا" لمضخات الوقود. 


"يو دونغ أوك 유동옥" المدير التنفيذي لشركة "ديه هوا 대화":

تلقى كل من العمال الكوريين الشماليين راتباً أساسياً قدره 71 دولاراً أمريكياً في الشهر، ودفعنا فقط 150 ألف وون، أي ما يعادل 130 دولاراً، لكل متر مربع لموقع المصنع. القوى العاملة الكورية الشمالية المتعلمة والممتازة هي نقطة قوية أخرى. ولا توجد رسوم جمركية على السلع المنتجة هناك، ولا يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة لنقل المنتجات إلى سيول. بالنظر إلى هذه الفوائد، يعد هذا المجمع الصناعي أكثر فائدة من المصانع الكورية في الصين أو فيتنام.


عندما بدأ تشغيل المجمع في عام 2004، كان متوسط الأجر الشهري للعامل الكوري الشمالي 70 دولارا، وهو ثلث أجر العمال في المجمعات الصناعية في الصين. ويقع مجمع كيسونغ على بعد 78 كيلومترا من سيول، ويستغرق الوصول إليه ساعة بالسيارة. علاوة على ذلك، يتكلم العمال الكوريون الشماليون نفس اللغة الكورية. وهكذا، تم في ديسمبر 2004 طرح أول منتج من المجمع الصناعي. فقد عبرت 1000 قطعة من أدوات المطبخ خط الحدود العسكرية نحو كوريا الجنوبية في ظهيرة يوم 15 من ديسمبر، وتم تسليمها في المساء إلى أحد المتاجر في سيول لبيعها للمستهلكين الكوريين الجنوبيين. وبالإضافة إلى البنية التحتية للاتصالات، قامت شركة كوريا للطاقة الكهربائية ببناء خطوط كهرباء يمكن أن توفر 100 ألف كيلووات من الكهرباء إلى مجمع كيسونغ في عام 2006. 


"شين هان يونغ 신한용":

تقوم شركتي بتصنيع شباك الصيد. صادف أن أحد موضوعات النقاش في القمة الثانية بين الكوريتين في عام 2007 كان حول إنشاء منطقة خاصة للصيد المشترك في البحر الغربي. في حالة السماح للصيادين من الكوريتين بالاشتراك في تشغيل مراكبهم في المنطقة، وباستخدام شباك الصيد التي تم إنتاجها في مجمع كيسونغ الصناعي، فإنه سيكون بمقدورهم تحقيق التوحيد على الأقل في البحر. مع أخذ هذا الأمل في الحسبان، انضممت إلى المجمع الصناعي في عام 2007. كنت متحمسا وأعجبت بفكرة الذهاب إلى المجمع الصناعي في الأراضي الكورية الشمالية غير المستكشفة والقيام بأعمال تجارية في الموقع الذي يرمز إلى التعاون الاقتصادي بين الكوريتين. في ذلك الوقت، قال الكثيرون إن المجمع الصناعي هو المكان الذي حقق التوحيد يوميا.


وبالفعل، كان مجمع كيسونغ مسرحا صغيرا للتوحيد، حيث تعاونت فيه الكوريتان بشكل مكثف، كما شجع كوريا الشمالية الاشتراكية على تعلم اقتصاد السوق وتجربة المجتمع الاقتصادي المحتمل بين الكوريتين. 


"شين هان يونغ 신한용":

كان الغرض من المجمع الصناعي هو إحداث تغييرات في كوريا الشمالية، التي بدأت فعلا في فتح نفسها تدريجيا بوعي أو بغير وعي. خلال العامين الأولين، لم نكن نحن الكوريين الجنوبيين أحرارا في التحدث مع العمال الكوريين الشماليين هناك. لكن مع مرور الوقت، أصبحنا مألوفين لديهم، ونشعر بأنهم حتى أقرب من أقاربنا في الجنوب. كنت على يقين بأن العملية ساهمت في إحداث تغيير في كوريا الشمالية. لم يكن لدى العمال الكوريين الشماليين أي فكرة عن التسليم أو المطالبة أو الائتمان، لأن نظامهم الاقتصادي مختلف تماماً عن نظامنا. لكنهم تعرفوا على الاقتصاد الكوري الجنوبي، وأعتقد أن ذلك حث كوريا الشمالية على التغيير. لقد رأيت أعينهم تتغير، وشعرت أننا جميعا ننتمي لنفس الشعب الكوري. في حالة ببناء عشرة مجمعات صناعية مثل مجمع كيسونغ في جميع أنحاء كوريا الشمالية، أعتقد أنه سيمكن أن نجد طريقا مختصرا للتوحيد دون الحاجة إلى دفع تكاليف التوحيد.


وهكذا نما المشروع المشترك بين الكوريتين بوتيرة سريعة، عززت الآمال في توحيد شبه الجزيرة الكورية.  


"شين هان يونغ 신한용":

تدير 123 شركة كورية جنوبية مصانع في كيسونغ. كان هناك حوالي 80 شركة تقوم بأعمال خدمية وغيرها، مثل المطاعم والمتاجر. لذلك، كان حوالي 200 شركة تعمل في المجمع. في عام 2005، بلغ إجمالي إنتاج المجمع 15 مليون دولار، وقفز الرقم إلى مستوى قياسي بلغ 560 مليون دولار في عام 2015، عندما كانت أعمال المجمع الصناعي في ذروتها، وبلغ إجمالي الإنتاج المتراكم حوالي 3.3 مليار دولار. 


بدأ المجمع الصناعي بـ 23 شركة، وارتفع العدد بأكثر من خمس مرات ليصل إلى 123 شركة في عام 2016. وكان هناك حوالي 6 آلاف عامل كوري شمالي في البداية، وتوسع الرقم إلى 52 ألفا. وخلال السنوات العشر من تشغيل المجمع، حققت كوريا الجنوبية تأثيرا اقتصاديا بلغ 3.2 مليار دولار، بينما حققت كوريا الشمالية 380 مليون دولار. ونأمل في أن يتم استئناف تشغيل هذا المشروع الاقتصادي المهم الذي توقف منذ شهر فبراير من عام 2016.

أحدث الأخبار