ⓒ Getty Images Bank

احتلت كوريا الجنوبية المرتبة الثالثة عالميا في عام 2019 من حيث متوسط ساعات العمل للفرد بسبب العمل الإضافي المتكرر والعمل في الإجازات. وفي حين أن متوسط ساعات العمل للفرد مرتفع، فإن إنتاجية العمل منخفضة بشكل كبير مقارنة بالدول الأخرى الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. 

في السنوات الأخيرة، يسعى المزيد من الناس إلى تحقيق "ورابل"(워라밸) وهو اختصار لعبارة تعني بالكورية "التوازن بين العمل والحياة". ومن بين أولئك الذين يستعدون للتوظيف، تم تصنيف "ورابل" في المرتبة الأولى كأحد شروط الحصول على وظيفة جيدة. مما يعني أن الموظفين الجدد يقدرون التوازن بين العمل والحياة أكثر من الرواتب المرتفعة. وفي بعض البلدان، قامت بعض الشركات بالفعل بإدخال وتشغيل نظام العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع، ويقال إن الحكومة الإسبانية وافقت مؤخرا على إطلاق مشروع تجريبي للشركات المهتمة بتطبيق الأسبوع المكون من 4 أيام عمل فقط.

في كوريا، لا يزال هناك عدد قليل جدا من الشركات التي تعمل أربعة أيام فقط في الأسبوع، ولكن المزيد من الشركات تختبر زيادة "أيام الإجازة" من خلال أخذ يوم عطلة إضافي كل أسبوعين أو مرة واحدة في الشهر. مع جائحة كورونا، تختبر الشركات أساليب عمل مختلفة، كما تتزايد الشركات الكورية التي تحاول تشغيل نظام العمل أربعة أيام فقط في الأسبوع. ووفقا لنتائج مسح حديث أجرته شركتا "جاب كوريا" و"ألبامون" في الثلاثين من الشهر الماضي، على 1164 عاملا في المكاتب في كوريا حول تنفيذ نظام العمل لمدة أربعة أيام أسبوعيا، اتضح أن 88.3% من المشاركين في الاستطلاع وافقوا على هذا النظام الجديد. ومن بين الأسباب، أجاب 50.1% منهم بـ"لأن لدي وقت للقيام بتحسين الذات". وبالإضافة إلى ذلك، قالوا: "لأن لدي وقت لمتابعة الأعمال الشخصية مثل البنوك والمستشفيات" بنسبة 46.2%، و"لأنني لست مضطرا إلى المعاناة من ضغوط العمل" بنسبة 25.0%، و"لأنني أستطيع توفير المال مثل مصاريف النقل وتكاليف الغداء بنسبة 21.3%.

وعندما سُئلوا عن أول شيء يرغبون في فعله إذا تم تطبيق نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، أجاب 44.5% من المستجيبين بـ"سأبدأ في ممارسة هواية." وأجاب 35.5% بـ"سأقضي وقتا شخصيا مثل التسوق والتمارين الرياضية"، وأجاب 30.7% منهم بـ"سآخذ استراحة دون تفكير".

الجدير بالذكر أنه كان هناك العديد من العاملين في المكاتب الذين أرادوا أن يعملوا بموجب نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، ولكن لم يكن هناك الكثير ممن توقعوا بالفعل تطبيق هذا النظام. وإذا تم تطبيق هذا النظام على الفور، فقد تنشأ مشاكل مختلفة، منها انخفاض الوظائف الجديدة للطبقات الضعيفة، وزيادة الأعباء المالية على الشركات. لذلك، من الضروري إجراء مناقشات اجتماعية كافية في هذا الصدد.