الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التأثير المتوقع للمتحوّر "أوميكرون" على الاقتصاد الكوري

#قضية اقتصادية l 2021-12-06

ⓒ YONHAP News

تسبب متحوّر فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" في إثارة القلق في جميع أنحاء العالم. ووفقا لوسائل الإعلام العالمية، تم العثور على إصابات بالمتحوّر الجديد في جميع القارات الست خلال أسبوع واحد فقط من الإبلاغ عنه لأول مرة يوم 24 نوفمبر. ولم يتضح بعد ما إذا كان المتحوّر "أوميكرون" أكثر قابلية للانتقال، وما إذا كان يتسبب في أعراض أكثر خطورة بالمقارنة مع المتغيرات الأخرى، لكنه قد تسبب في حدوث تقلبات في الاقتصاد العالمي. وهذه بالتأكيد أخبار سيئة للاقتصاد الكوري الذي نجا من جائحة كورونا بفضل صادراته القوية.

المعلق الاقتصادي "تشونغ تشول جين":

نخشى المتحوّر الجديد لأنه قد يتسبب في اتخاذ إجراءات حجر صحي إضافية، وتخشى دول العالم بقاء الناس في بيوتهم وإغلاق المصانع مرة أخرى. ولا عجب أن أسواق الأسهم قد تراجعت مؤقتا في جميع أنحاء العالم. لكننا لم نتأكد بعد من مدى خطورة "أوميكرون". يجب علينا أن نراقب تقلبات السوق حتى نعرف المزيد عن طبيعة هذا المتحوّر. سوف يتعافى الاقتصاد العالمي أو يتضرر، وذلك على حسب معدل الوفيات الناتجة عن هذا المتحوّر سريع الانتشار.

في يوم 27 نوفمبر صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد من فيروس كورونا على أنه "متحوّر مثير للقلق" وأطلقت عليه الاسم "أوميكرون". وعلى الرغم من أننا لا نعرف بعد مدى خطورة هذا المتحوّر، يعتقد العديد من الخبراء أنه ينتشر بسهولة أكبر من المتحوّر "دلتا"، نظرا لعدد طفراته الذي يبلغ ضعف تلك الموجودة في المتحوّر "دلتا"، ولهذا يتم افتراض أن "أوميكرون" أكثر انتشارا من "دلتا"، وأنه قد يكون قادرا على اختراق الحماية المناعية التي توفرها اللقاحات. وقد تم رفع معدلات التطعيم في جميع أنحاء العالم، وكان من المتوقع أن يساعد هذا على تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا، لكن ظهور المتحوّر "أوميكرون" قد حطم تلك الآمال. وإذا كان المتحور "أوميكرون" أسرع انتقالا من المتحور "دلتا"، فإن البعض يتوقعون أن النمو الاقتصادي العالمي في العام القادم قد يصل إلى 4.2 بالمائة فقط، وهو أقل من التوقعات السابقة البالغة 4.6 في المائة.

المعلق الاقتصادي "تشونغ تشول جين":

في أفضل الأحوال، قد يكون "أوميكرون" أكثر قابلية للانتقال قليلا لكنه يسبب أعراضا أقل خطورة، ولن يتم اعتبار التضخم كمشكلة. في هذه الحالة تفترض مؤسسة "غولدمان ساكس" الاقتصادية أن المتحوّر "أوميكرون" يمكنه أن يعزز النمو العالمي. وفي المقابل، تتوقع بعض وكالات التصنيف مثل وكالاتا "موديز" و"فيتش" أن المتحوّر "أوميكورن" سيتسبب في زيادة نسبة التضخم، بغض النظر عن شدة الأعراض التي يتسبب بها. إذا تسبب المتغير في أعراض أكثر خطورة، فإنه سيدمر سلاسل التوريد وسيؤدي نقص الإمدادات إلى ارتفاع التضخم، وإذا تبين أن المتحوّر يتسبب في أعراض أقل خطورة، ستحصل الشعوب على مناعة القطيع وسيخرج الناس إلى الشوارع، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع التضخم. يمكننا التنبؤ بالوضع الاقتصادي من خلال دراسة ثلاثة عوامل، وهي: التضخم، ومدى انتشار "أوميكرون"، وشدة أعراضه.

في الولايات المتحدة، صرّح بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأنه قد يقوم بتقليص مشترياته من السندات بسرعة أكبر. فعلى الرغم من التهديد الذي يشكله المتحوّر "أوميكرون"، تعمل الولايات المتحدة على تشديد سياسة التيسير النقدي، ربما لأنها تعتقد أن كبح جماح التضخم يعتبر أكثر أهمية. ويُخشى من أن تتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، مما سيؤدي إلى زيادة التقلبات في الاقتصاد العالمي. وفي كوريا الجنوبية، سجل الناتج الصناعي الإجمالي في شهر أكتوبر أكبر انخفاض له منذ 18 شهرا. ويبدو أن الصناعات الرئيسية في كوريا، بما في ذلك أشباه الموصلات والسيارات، قد تضررت من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، التي نتجت عن طول فترة الجائحة.

المعلق الاقتصادي "تشونغ تشول جين":

 انخفض الإنتاج الصناعي لكوريا الجنوبية بنسبة 1.9 في المائة في شهر أكتوبر مقارنة بالشهر الأسبق، بينما انخفض الإنتاج في التعدين والتصنيع بنسبة 3 في المائة. وزاد مخزون التصنيع بنسبة 3.4 في المائة في شهر سبتمبر و7.2 في المائة في شهر أكتوبر. يبدو أن الإنتاج الصناعي يتباطأ حاليا، وسوف يكون من المثالي أن ينتعش الاستهلاك الخاص. لسوء الحظ، لا يزال الإنفاق الخاص قليلا، حتى بعد أن وزعت الحكومة كوبونات خصم. وإحدى المهام الرئيسية في الوقت الحالي هي جعل الاستهلاك يساهم في دعم الاقتصاد الكوري، والذي تم دعمه حتى الآن من خلال الصادرات والتصنيع.

كان أداء الصادرات الكورية جيدا هذا العام. فقد نما الاقتصاد بنسبة 0.3% في الربع الثالث، بفضل الزيادة في عدد الشحنات الصادرة. وزادت الصادرات في نوفمبر بنسبة 32.1 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 60.4 مليار دولار أمريكي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها حجم الصادرات الكورية الشهرية 60 مليار دولار. ومن المتوقع أيضا في عام 2021 أن تحقق الصادرات رقما قياسيا على أساس سنوي. ولكن على الرغم من هذا الأداء الرائع، إلا أن كوريا لا يمكنها أن تفرط في التفاؤل، بسبب البيئة الخارجية غير المستقرة. وإذا أجبر انتشار "أوميكرون" دول العالم على إغلاق حدودها فسوف يؤثر ذلك سلبا على صادرات كوريا وسوف تزيد الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية.

المعلق الاقتصادي "تشونغ تشول جين":

 يعتمد الاقتصاد الكوري بشكل كبير على الصادرات. ومن أجل زيادة الصادرات، يجب أن يزيد الاستهلاك في الخارج. لسوء الحظ أغلقت أوروبا حدودها، بينما أعلنت ولاية "نيويورك" الأمريكية حالة الطوارئ. وإذا تبنت الدول إجراءات إغلاق مرة أخرى لمنع انتشار المتحوّر "أوميكرون"، فسوف يتم تخفيف الضغط التضخمي التصاعدي. وأفضل وضع ممكن هو أن يتسبب "أوميكرون" في أعراض أقل خطورة، وأن يستقر وضع الاقتصاد حتى تحافظ الصادرات الكورية على قوتها.

يعتقد البنك المركزي الكوري أن الاقتصاد الكوري سيتمكن من تحقيق هدف النمو لعام 2021 البالغ 4%. ولكي يفعل هذا، ينبغي أن ينمو بأكثر من 1.03 في المائة في الربع الرابع. لكن لم يتم بعد التأكد من مدى خطورة المتحوّر "أوميكرون". ويقول المحللون إن هناك مؤشرات واضحة على ارتفاع نسبة التضخم. ولذلك وسط تلك المؤشرات الاقتصادية السيئة داخل وخارج كوريا، من المحتمل أن يعتمد المسار المستقبلي للاقتصاد الكوري على مدى خطورة المتحور "أوميكرون". 

المعلق الاقتصادي "تشونغ تشول جين":

 من الضروري أن يقوم الخبراء الطبيون بتحديد طبيعة المتحوّر "أوميكرون" الحقيقية أولا قبل أن تتخذ الحكومة أي إجراءات مضادة. بغض النظر عن مدى خطورة المتحوّر، لا أعتقد أن إجراءات الحجر الصحي التي قامت بها الحكومة سابقا سوف تنجح. لقد وضعت الحكومة الكورية قيودا على الأنشطة الاقتصادية وأطلقت كمية هائلة من السيولة من أجل الحفاظ على استمرار الاقتصاد. وإذا تبنت نفس هذه السياسة مرة أخرى، فسوف يتدافع الناس لشراء الأسهم أو العقارات، وحينها سوف تزيد أسعار الأصول بشكل غير معقول. وبناء على ذلك، أعتقد أنه من الضروري أن تجد الحكومة حلولا أخرى لهذه المشكلة، بدون اتخاذ إجراءات حجر صحي.

يعد المتحوّر "أوميكرون" عقبة أمام التغلب على جائحة كورونا، بينما يحذر الكثيرون من أن المخاوف المتعلقة بالمتحوّر الجديد قد يكون مبالغا فيها. ومع ذلك، يجب على كوريا أن تتوصل إلى إجراءات استباقية وجريئة لتخفيف أي صدمة اقتصادية محتملة.


مصطلح اقتصادي مثير للاهتمام، ومصطلح هذا الأسبوع هو: "المستهلك الخبير Checksumer". يجمع هذا المصطلح بين كلمتي "يفحص Check" و"المستهلك Consumer"، ويشير هذا المصطلح إلى المستهلك المتمرس الذي يقوم بقراءة كل شئ عن المنتج، بما في ذلك مكوناته ومراجعات العملاء، قبل أن يقوم بشرائه. وقد أصبح المستهلكون مرتابين بشكل متزايد من تجار التجزئة، بسبب الشك في جودة المنتجات في مختلف المجالات. على سبيل المثال، صُدم الكثيرون بسبب معرفتهم أن بعض الفوط الصحية قد تحتوي على مواد ضارة، وأن بعض المراتب ينبعث منها غاز "الرادون"، وأن هناك أنواعا من البيض ملوثة بالمبيدات الحشرية. ويتم إلقاء اللوم على العديد من الشركات بسبب تزييفها لعلامات بلد المنشأ التي تضعها على منتجاتها الغذائية، والتي تؤثر بدورها بشكل مباشر على جسم الإنسان. ووفقا لوزارة الأغذية والزراعة في كوريا، تم تسجيل حالات تزييف في حوالي 2191 مطعما في عام 2018 وحده. وإذا زاد عدد المستهلكين الخبراء، فسوف يجد البائعون صعوبة في خداع المستهلكين بمعلومات خاطئة. يوجد أيضا العديد من المستهلكين الخبراء الذين يطلبون من الشركات الالتزام بمسؤولياتها الاجتماعية، مؤكدين على أهمية الشفافية في الإدارة ووجود إدارة صديقة للبيئة. ومن المتوقع أن تسهم الزيادة في عدد المستهلكين الخبراء في تحسين بيئة الشركات ونظم التوزيع.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;