ⓒYONHAP News

لم يتبق سوى خطوة واحدة فقط لتصبح كوريا الجنوبية ثامن دولة على مستوى العالم تنجح في تطوير مقاتلات أسرع من الصوت، مع إكمال الطائرة "كي إف 21 بوراميه"، أول مقاتلة نفاثة كورية، بنجاح أول تجربة طيران لها يوم الثلاثاء الماضي.

وجاءت أول تجربة طيران للمقاتلة "كي إف 21" بعد أن خضع نموذجها الأولي الذي تم طرحه في شهر أبريل من العام الماضي، لأنواع مختلفة من الاختبارات الأرضية، وبعد أن تم التأكد من استعداد المقاتلة للطيران في اجتماع لمراجعة تحضيرات الطيران عقد في شهر يونيو الماضي.

وقالت إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي يوم الثلاثاء الماضي إن النموذج الأولي من المقاتلة "كي إف 21" قد أقلعت من مطار تابع لجناح تدريب الطيران الثالث لسلاح الجو في منطقة "سا تشون" في حوالي الساعة الثالثة و40 دقيقة مساء، وهبطت بأمان بعد 33 دقيقة من طيرانها.

وفي أثناء الطيران التجريبي، قام الطيار بفحص تشغيل معدات المقاتلة بشكل صحيح للطيران، من خلال رفع وخفض قوة المحرك بشكل متكرر، وتحريك المقاتلة يمينا ويسارا للتحقق مما إذا كانت المقاتلة تتحرك في الاتجاه المطلوب، حيث طارت بسرعة تصل إلى حوالي 400 كيلومتر فقط في الساعة، لأنها كانت أول تجربة طيران لها.

وأكدت إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي أن عملية تطوير المقاتلة "كي إف 21" ستنتهي في عام 2026 بعد إجراء أكثر من ألفي اختبار طيران عليها، ليتم نشر 40 مقاتلة منها حتى عام 2028، و120 أخرى حتى عام 2032.

ويعود تاريخ عملية تطوير هذه المقاتلة إلى عام 2000 الذي أعلن فيه الرئيس الكوري الأسبق "كيم ديه جونغ" عن تطوير مقاتلة حديثة باستخدام تكنولوجيا كورية. وبعد عامين، وضع الجيش الكوري خطة طويلة المدى لتطوير مقاتلة تفوق قدراتها المقاتلة "كي إف 16" التي كانت أحدث طائرة مقاتلة تمتلكها كوريا الجنوبية آنذاك، واتخذت بموجب الخطة الإجراءات اللازمة لعمليات التطوير. ومن ثم، وقعت إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي صفقة مع الشركة الكورية لصناعات الفضاء في شهر ديسمبر من عام 2015 لتطوير مقاتلة محلية، حيث انطلقت عملية التطوير بالفعل في شهر يناير من العام التالي.

وهكذا فإن أول تجربة طيران لأول مقاتلة كورية الصنع قد تم بعد 22 عاما من الإعلان عن تطويرها، وبعد 20 عاما من وضع خطة التطوير، وبعد 6 سنوات من انطلاق عملية التطوير.

وتتميز المقاتلة "كي إف 21" بسرعة قصوى تبلغ 2200 كيلومتر في الساعة، أي 1.8 ضعف سرعة الصوت، ويبلغ مداها 2900 كيلومتر، وتصل حمولتها القتالية إلى 7.7 طن، بما في ذلك نوعان من الصواريخ جو/ جو، و10 أنواع من القنابل والصواريخ جو/ أرض.

وتعد هذه المقاتلة من الجيل 4.5 من المقاتلات، لكنها مجهزة ببعض وظائف المقاتلة من الجيل الخامس، بما في ذلك الرادار النشط للمسح الإلكتروني التي يكتشف ويتتبع طائرات العدو والأهداف البرية والبحرية.

كما سيتم تزويدها أيضا بجهاز بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء والاستهداف الكهروضوئي للبحث عن الأهداف وتتبع الأسلحة وتوجيهها.

بذلك أصبحت كوريا الجنوبية في طريقها لتكون الدولة الثامنة على مستوى العالم التي تطور مقاتلة أسرع من الصوت محليا، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا واليابان والسويد والكونسورتيوم الأوربي المكون من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.