ⓒ Getty Images Bank

يتغير موقف المجتمع الكوري تجاه الزواج والأسرة بسرعة. ووفقا لدراسة حديثة أجراها مكتب الإحصاء الوطني الكوري، يعتقد 3 فقط من كل 10 رجال ونساء غير متزوجين في كوريا أنه يجب أن يتزوجوا. وعلى وجه الخصوص، وجد أن النساء غير المتزوجات يشعرن بالحاجة إلى الزواج أقل من الرجال غير المتزوجين، وكلما كانت الفئة العمرية أصغر، زاد عدد الأشخاص الذين اعتقدوا أن الزواج ليس ضروريا.

في الواقع، وفقا لـ"نتائج المسح الاجتماعي لعام 2022" التي أجراها مكتب الإحصاء الوطني، بين الرجال والنساء غير المتزوجين في كوريا، يعتقد 36.9% فقط من الرجال و 22.1% من النساء أنه يجب عليهم "الزواج". ومع ذلك، فقد اتضح أن الأسباب الرئيسية لعدم زواج الرجال والنساء غير المتزوجين مختلفة. ففي حالة الرجال غير المتزوجين، كان السبب الأكثر شيوعا لعدم الزواج هو "نقص المال للزواج"، يليه "عدم الشعور بالحاجة إلى الزواج" و"بسبب حالة التوظيف غير المستقرة". ومن ناحية أخرى، في حالة النساء غير المتزوجات، كانت الإجابة "لأنني لا أشعر بالحاجة إلى الزواج" هي الإجابة الأكثر شيوعا بنسبة 23.3%. وبعد ذلك، ظهر "بسبب نقص المال للزواج"، و"لأن الولادة وتربية الأطفال مرهقان"، و"بسبب عدم القدرة على مقابلة الشخص الذي أريد الزواج منه" بهذا الترتيب.

وبالإضافة إلى ذلك، وبغض النظر عن الجنس، فكلما انخفضت الفئة العمرية، انخفضت نسبة أولئك الذين اعتقدوا أنهم يجب أن يتزوجوا. ومن بين المستجيبين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر، قال 71.6% من المستطلعين "يجب أن أتزوج"، بينما أجاب 29.1% فقط ممن تقل أعمارهم عن 20 عاما "أعتقد أنني يجب أن أتزوج". وفي الوقت نفسه، فإن التغيير الملحوظ في المجتمع الكوري هو التغيير في تصور الناس "للعيش معا". وبعبارة أخرى، يعتقد 7 من كل 10 بالغين ممن أجابوا على الاستطلاع أن الرجال والنساء يمكنهم العيش معا حتى لو لم يكونوا متزوجين. وأيضا، يعتقد 3 من كل 10 أشخاص أنه يمكنهم إنجاب الأطفال أثناء العيش معا. بين الشباب الكوري، يبدو أن هناك تغييرا تدريجيا في تصور الزواج والرجال والنساء غير المتزوجين الذين يعيشون معا. ففي الواقع، كان عدد الأشخاص الذين يعتقدون أنه يمكن للرجل والمرأة العيش معا حتى لو لم يكونوا متزوجين 65.2%، بزيادة قدرها 5.5 نقطة مئوية مقارنة بما كان عليه قبل عامين. وعلاوة على ذلك، تم التقاط الفجوة بين المثالية والواقع في المجتمع الكوري فيما يتعلق بتقسيم الأعمال المنزلية، مثل الولادة وتربية الأطفال. 

يُشار الي أنه في هذه الأيام، مع زيادة عدد النساء العاملات، يتفق معظم الناس على أن الزوجات والأزواج يجب أن يتقاسموا الأعمال المنزلية على قدم المساواة. ومع ذلك، وفقا لنتائج الاستطلاع، فإن الحقيقة هي أن اثنين فقط من كل عشرة أشخاص يشاركونها بشكل عادل. وعلى الرغم من تغير النظرة الاجتماعية، يبدو أن النساء يشعرن بعبء الزواج والولادة أكثر من الرجال لأن الأعمال المنزلية المتعلقة بالولادة وتربية الأطفال لا تزال تعتبر من مسؤولية المرأة. ولذلك يبدو أنه من المُلح أن تتوصل الحكومة إلى سياسات فعالة يمكن أن تخفف عن الشباب العبء الاقتصادي للزواج والولادة حتى لا يتجنب الشباب الزواج.