ⓒ Getty Images Bank

يصادف يوم 22 مارس من كل عام "اليوم العالمي للمياه"، وهو اليوم الذي حددته الأمم المتحدة لزيادة الوعي بتلوث المياه ونقص مياه الشرب بسبب زيادة عدد السكان والأنشطة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. الجدير بالذكر إن المياه العذبة التي يمكن شربها تجف تدريجيا بسبب تغير المناخ، ومع ذوبان الأنهار الجليدية يرتفع مستوى سطح البحر ويتدفق الملح في المياه العذبة، مما يجعل المياه الصالحة للشرب نادرة بشكل متزايد. وفي النصف الأخير من القرن العشرين، مع تقدم التصنيع، تكثف تلوث المياه في جميع أنحاء العالم، وبدأت مشاكل الحياة في الظهور، مثل الوفيات بسبب الأمراض ذات الصلة. ونظرا لانخفاض كمية المياه الصالحة للشرب بشكل كبير بسبب تلوث المياه، فقد زاد عدد البلدان التي تعاني فعليا من نقص المياه. وللتعامل مع هذه المشكلة، حدّدت الأمم المتحدة في عام 1992، يوم الـ22 من مارس "يوما عالميا للمياه" لزيادة الوعي بالمشكلات الخطيرة المتزايدة الناجمة عن تلوث المياه ونقصها، كما تقيم العديد من الفعاليات والاحتفالات التذكارية في هذا اليوم من كل عام. 

ولا تقتصر إجراءات رفع مستوى الوعي حول المياه على الأمم المتحدة، ولكن يوصى باتخاذ إجراءات فعالة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ومن بينها كوريا الجنوبية، التي تقيم في يوم المياه العالمي العديد من الفعاليات في جميع أنحاء البلاد لإتاحة الفرصة للمواطنين للتفكير في أهمية وقيمة المياه. وتحقيقا لهذه الغاية، من الشائع استخدام وسائل الإعلام لبث البرامج التي تثقف الناس حول الحاجة إلى حماية الموارد المائية، أو لتنفيذ برامج مختلفة يمكن للجميع من الصغار إلى الكبار، المشاركة فيها، مثل حملات الحفاظ على المياه وحملات تنظيف الأنهار. وفي الوقت نفسه، يحسب المعهد الدولي للسكان والعمل ويُعلن الكمية الإجمالية لموارد المياه المتجددة التي يمكن استخدامها للفرد في كل بلد كل عام، ووفقا للنتائج يصنف "البلدان التي تعاني من شح المياه" و"البلدان التي تعاني من ندرة المياه". ووفقا لإعلان هذه المنظمة، تم تصنيف كوريا الجنوبية على أنها "دولة تعاني من شح المياه" في عام 1990، ومن المتوقع أن يتم إدراجها ضمن قائمة "الدول التي تعاني من ندرة مطلقة في المياه" في عام 2025. والسبب في ذلك هو أنه على الرغم من هطول الكثير من الأمطار خلال موسم الأمطار الطويل في الصيف، إلا أن المرافق مثل السدود أو الخزانات لتخزين هذه الموارد المائية غير متوفرة. وفي كوريا، يكون الجفاف شائعا جدا في الربيع والخريف. ومع الأخذ في الاعتبار ليس فقط كمية الأمطار ولكن أيضا القدرة على تنقية المياه وإمدادها، فإن كوريا ليست دولة تعاني من نقص حاد في المياه، لكنها ليست دولة ذات مياه وفيرة. وبالنظر حول ما هي أهم طرق الحفاظ على هذه الموارد المائية والحفاظ على الطبيعة والبيئة، فأن هناك طرق عديدة يمكن من خلالها الحفاظ على موارد المياه في الحياة اليومية. على سبيل المثال، لتوفير المياه من الأفضل استخدام كوب عند تنظيف الأسنان، وجمع أكبر قدر ممكن من الغسيل والقيام بكل ذلك مرة واحدة، وغسل الصحون بعد إزالة الزيوت بالمناشف الورقية أولا.

وبالإضافة إلى ذلك، يُقال إنه حتى لو قلصنا وقت الاستحمام بمقدار دقيقة واحدة، يمكننا توفير أكثر من 12 لترا من الماء لكل مرة. لذلك يحتاج الكثير من الأشخاص إلى تقليل وقت الاستحمام قليلا. على أمل أن يتمكن الجميع من حل مشكلة نقص المياه وإنشاء عالم صحيّ من خلال ممارسة حملات الحفاظ على المياه في الحياة اليومية.