الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

شركة إل جي للإلكترونيات وقف أعمالها في مجال الهواتف الذكية

#قضية اقتصادية l 2021-04-12

ⓒ YONHAP News

شركة إل جي للإلكترونيات وقف أعمالها في مجال الهواتف الذكية

قررت شركة إل جي للإلكترونيات وقف أعمالها في مجال الهواتف الذكية، بعد 26 عاما من بدء الشركة في إنتاج الهواتف المحمولة بالعلامة التجارية "هوا تونغ Hwatong"، في عام 1995. ورغم أن إل جي تمكنت من اجتذاب مستخدمي الهواتف المحمولة بمختلف المنتجات الناجحة، إلا أنها لم تتمكن من الاستجابة بشكل صحيح للسوق المتغيرة في عصر الهواتف الذكية، ومن ثم فشلت في كسب المستهلكين. فقد سجلت أعمال الهواتف المحمولة من إنتاج إل جي عجزا لمدة 23 ربعا سنويا على التوالي منذ الربع الثاني من عام 2015، مع خسائر تشغيلية متراكمة بلغت 4.4 مليار دولار أمريكي. وبذلت الشركة جهودا خاصة لإحياء هذا القطاع المتعثر لديها، لكنها لم تستطع تغيير الوضع. وفي النهاية، اتخذت قرارا استراتيجيا بالانسحاب من أعمال الهواتف المحمولة.


مدير معهد البحوث الاقتصادية العالمية "كيم ديه هو":

 يحلل مجتمع الأعمال فشل إل جي في أعمال الهواتف الذكية من زوايا مختلفة، وأهمها فشل الشركة في التكيف مع بيئة السوق المتغيرة. كانت إل جي هي الشركة الرائدة في صناعة الهواتف خلال عصر الجيل الثاني، عندما تم استخدام الهواتف المحمولة لمجرد إجراء مكالمات هاتفية في أثناء التنقل. بعد ذلك، افتتحت آبل حقبة الجيل الثالث والجيل الرابع، عندما استخدم الناس الهواتف الذكية كجهاز كمبيوتر محمول لتبادل المعلومات، وليس فقط كهاتف. لكن إل جي اعتقدت خطأ أن عصر الجيل الثاني سيستمر لفترة طويلة وسيستغرق الأمر وقتا طويلا لشركة آبل لتسويق الهواتف الذكية فعليا. ولهذا السبب، لم تكن إل جي مهتمة جدا بتطوير تقنية الهواتف الذكية. وبدلا من ذلك، ظلت راضية عن موقعها المهيمن في سوق هواتف الجيل الثاني، وركزت بشكل أكبر على الهواتف "المميزة" أو "المتمحورة حول التصميم". إنه لأمر مؤسف أن الشركة فشلت في الاستجابة للتحول التكنولوجي الكبير وظروف السوق المتغيرة بشكل مناسب.

تواصلت إل جي مع مجموعة فين في فيتنام، وفولكسفاغن في ألمانيا، وغوغل في الولايات المتحدة، لبيع أعمالها في الهواتف المحمولة، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق مع أي من هؤلاء المشترين المحتملين، وبالتالي وقررت تفكيك وحدة أعمال الهواتف المحمولة الخاصة بها. هكذا سترحل إل جي عن أعمالها في مجال الهواتف الذكية، بعدما تم اعتبار الشركة المطور الرئيسي لما يسمى بالهاتف القابل للطي، والذي يوصف بأنه الجيل التالي من الهواتف الذكية.

مدير معهد البحوث الاقتصادية العالمية "كيم ديه هو":

 يحتوي الهاتف القابل للطي على شاشة قابلة للّف، ويمكن فردها. يمكن للهاتف زيادة حجمه أو تقليله عن طريق فتح الشاشة وتدويرها. إنه بالفعل هاتف الأحلام. في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس في أوائل هذا العام، أصدرت إل جي مقطع فيديو قصيرا مدته 8 ثوانٍ يظهر هاتفها القابل للطي، حيث أبهرت العديد من المشاركين هناك. وقد حاز الهاتف المبتكر على لقب أفضل منتج. لكن تطوير منتج بتقنية متقدمة شيء ونشره للاستخدام المشترك شيء آخر. لإطلاق المنتج في السوق، يجب على الشركة إنتاجه بكميات كبيرة عن طريق تقليل التكلفة. لكن الواقع الحالي لشركة إل جي يجعل من الصعب للغاية الوصول إلى هذا المستوى.

من المتوقع أن يكون لخروج إل جي من سوق الهواتف المحمولة تداعيات كبيرة على هذه السوق في كل من كوريا وخارجها. فشركة إل جي للإلكترونيات هي تاسع أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم بحصة سوقية تبلغ 1.8 بالمائة، وهي تحتل المرتبة الثالثة في أمريكا الشمالية والرابعة في أمريكا اللاتينية، من حيث حصتها في السوق. وبالتالي من المرجح أن يفيد رحيل إل جي شركتي موتورولا وسام سونغ في أمريكا الشمالية، بينما قد تستفيد شركات تصنيع الهواتف الصينية مثل شاومي وأوبّو من الوضع في أمريكا الجنوبية. وفي السوق الكورية، ستكون المنافسة بين سام سونغ وآبل أكثر حدة.

مدير معهد البحوث الاقتصادية العالمية "كيم ديه هو":

 تستحوذ شركة سام سونغ على حوالي 60 في المائة من سوق الهواتف الذكية في كوريا، تليها شركة آبل بنسبة 25 في المائة، ثم إل جي بنسبة تزيد قليلا عن 10 في المائة. السؤال هو من الذي سيستوعب حصة إل جي البالغة 10 في المائة، وهي ليست صغيرة على الإطلاق؟ أعتقد أن سام سونغ في وضع أكثر إفادة من آبل لأن العديد من مستخدمي هواتف إل جي الذكية التي تعمل على نظام أندرويد من المحتمل أن يتحولوا إلى هواتف سام سونغ التي تعمل بنظام أندرويد بدلا من أجهزة آيفون من آبل التي تستخدم نظام تشغيل مختلفا. سام سونغ، من جانبها، من المتوقع أن تنافس العلامات التجارية الصينية التي تعمل على منصة أندرويد.

من ناحية أخرى، تعتبر نهاية أعمال الهواتف المحمولة من إل جي أخبارا سيئة للمستهلكين المحليين في كوريا، حيث ستكون سام سونغ هي الشركة المحلية الوحيدة المصنعة للهواتف الذكية. وبالتالي هناك مخاوف من أن يؤدي الوضع الاحتكاري لشركة سام سونغ إلى ارتفاع أسعار الهواتف وانخفاض جودة الخدمة. بالنسبة لشركة سام سونغ، فإن انسحاب إل جي من سوق الهواتف الذكية ليس بالأمر السار تماما أيضا، فهي في وضع صعب بين شركة آبل وصانعي الهواتف الصينيين، ومن ثم فقد تضطر سام سونغ إلى أن تكافح للاحتفاظ بمكانتها الأولى في السوق العالمية، حيث قد يكون للهواتف الذكية كورية الصنع حضور أقل. ويقول الخبراء إن "كو كوانغ مو" رئيس مجلس إدارة مجموعة إل جي يسعى حاليا إلى إعادة ترتيب محفظة أعمال المجموعة من خلال التركيز بشكل أكبر على محركات النمو المستقبلية. 

مدير معهد البحوث الاقتصادية العالمية "كيم ديه هو":

 قام "كو" بإعادة هيكلة محفظة المجموعة من خلال "الاختيار والتركيز". قامت إل جي بإصلاح استراتيجيتها المستقبلية بطريقة تهدف إلى تخصيص المزيد من الموارد في قطاعات مجدية ومربحة، بما في ذلك قطع غيار السيارات الكهربائية. وكجزء من هذه الجهود، قررت إل جي إنشاء مشروع مشترك مع شركة قطع غيار للسيارات يقع مقرها في كندا. بالإضافة إلى ذلك، تعد إل جي بلا منازع شركة رائدة في مجال تصنيع الأجهزة المنزلية المتطورة. وتسعى الشركة إلى تحسين هيكل الأعمال من خلال تركيز طاقتها على الأعمال الأساسية، بما في ذلك مجموعة واسعة من منتجات "الترفيه المنزلي" التي تساعد الناس على الاستمتاع بالموسيقى والأفلام والأنشطة الأخرى في المنزل باستخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية.

في الواقع، سجلت إل جي للإلكترونيات أفضل أداء ربع سنوي لها في الربع الأول من هذا العام، على خلفية المبيعات القوية لأجهزتها المنزلية بما في ذلك أجهزة التلفزيون المتميزة. وسوف يتحسن الأداء العام للشركة اعتبارا من الربع الثاني، بعد أن يتم استبعاد أعمالها في مجال الهواتف الذكية الخاسرة من تقييمات الأداء. وتخطط إل جي للإلكترونيات للتركيز على صناعات جديدة مثل مكونات السيارات الكهربائية والروبوتات والذكاء الاصطناعي والبطاريات. ورغم أنها قررت الانسحاب من أعمال الهواتف الذكية، تؤكد الشركة أنها ستواصل أنشطة البحث والتطوير في تقنيات الهواتف المحمولة الرئيسية.

مدير معهد البحوث الاقتصادية العالمية "كيم ديه هو":

 أعتقد أن إل جي اتخذت الخيار الصحيح للتركيز على تطوير التكنولوجيا استعدادا لعصر الثورة الصناعية الرابعة والخامسة. في عصر إنترنت الأشياء، فإن الهواتف الذكية هي التي تربط الأجهزة بالآلات. على سبيل المثال، سيتمكن الأشخاص من تشغيل السيارات ذاتية القيادة باستخدام الهاتف الذكي. بدون تكنولوجيا الهواتف الذكية، ستفقد الأجهزة الكهربائية وإلكترونيات السيارات من إل جي قدراتها التنافسية. لهذا السبب تؤكد إل جي أنها ستستمر في تطوير تقنية الهواتف الذكية، والتي ترتبط بالصناعات المستقبلية مثل القيادة الذاتية وإنترنت الأشياء، على الرغم من أنها قد لا تنتج الهواتف الذكية نفسها. تمتلك إل جي العديد من براءات الاختراع في مجال تكنولوجيا الهواتف الذكية. من الواضح أنها متقدمة على الآخرين في الهواتف القابلة للطي، على وجه الخصوص. ويبدو أن إل جي مصممة على ترسيخ مكانتها كشركة عالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال التطوير التكنولوجي المستمر.

يبدو أنه مما لا شك فيه أن وقف أعمال الهواتف المحمولة في شركة إل جي سيكون له آثار كبيرة على الشركات الأخرى. وفي عصر الثورة الصناعية الرابعة، ستجد حتى الشركات الكبرى صعوبات في البقاء، إذا فاتتها فرصة تغيير نفسها بطريقة مبتكرة. فقد فشلت كل من "بلاك بيري" و"نوكيا" و"سوني" لهذا السبب. ونأمل أن تتعلم شركة سام سونغ للإلكترونيات، أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم، مما حدث لشركة إل جي، وأن تكون إل جي قادرة على تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لصالحها.


مصطلح اقتصادي مثير للاهتمام، ومصطلح هذا الأسبوع هو "Tapering"، أي "التناقص التدريجي". يشير هذا المصطلح إلى ما يسمى بـ"سياسات الخروج"، أو التناقص التدريجي في سياسات التيسير الكمي التي تتبناها الدول خلال الأزمات الاقتصادية. وقد تم استخدام هذا المصطلح  كمصطلح اقتصادي منذ مايو 2013 في الولايات المتحدة عندما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "بن برنانكي" إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينقص تدريجيا من حجم برنامج شراء السندات. فللتغلب على الأزمات الاقتصادية، تنفذ الحكومات سياسة توسيع المعروض من النقد في اقتصاداتها عن طريق تخفيض أسعار الفائدة وشراء السندات. عندما يتحسن الاقتصاد، تبدأ البلدان في تقليص مشترياتها من السندات، أو تنفيذ "التناقص التدريجي" كاستراتيجية للخروج. وقد يؤدي التناقص التدريجي إلى هروب رؤوس الأموال من الاقتصادات الناشئة، حتى إن بعض الدول تواجه أزمة في العملات الأجنبية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;