ⓒ Suresoft

تعرف على شركة كورية ناجحة. واليوم سنتعرف على شركة "شور سوفت تِك Suresofttech"، التي تطور أدوات للتحقق من جودة البرامج.

مديرالتنفيذي "بيه هيون صوب": 

يتضمن اسم شركة " شور سوفت تِك 슈어소프트테크" كلمتيْ "أكيد" و"برنامج"، وهو ما يعبر عن أملنا في جعل البرامج أكثر موثوقية. مع تزايد الصناعات التي تستخدم البرامج هذه الأيام، نركز على تحسين موثوقية البرامج وجعل البرامج خالية من الأخطاء، حيث نعتقد اعتقادا راسخا أن ذلك سوف يساهم في المجتمع بشكل عام. لكي نكون أكثر تحديدا، نصنع أدوات للاختبار والتحقق من البرامج المستخدمة في صناعة المهام الحرجة، مثل المركبات والدفاع الوطني والطيران والقطارات عالية السرعة والطاقة النووية.

حصل السيد "بيه" على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا عندما كان لا يزال في العشرينيات من عمره، وأصبح أول شخص يحقق هذا الإنجاز. وارتفعت التوقعات بالنسبة لهذا الشاب الموهوب، لكنه اختار أن يؤسس شركته الخاصة، بدلا من أن يصبح أستاذا جامعيا، لأنه أراد تنفيذ ما تعلمه بعدما رأى إمكانيات نمو هائلة لسوق التحقق من البرمجيات. لكن التكنولوجيا ذات الصلة كانت غير معروفة تماما في كوريا. حتى إن مستشاره الأكاديمي في الجامعة نصحه بعدم بدء مشروعه الخاص. وحتى اليوم، فإن ما يسمى بصناعة "المهمات الحرجة" غير مألوفة إلى حد ما، ولكن هناك ضرورة متزايدة للتحقق من سلامة البرامج المستخدمة في مختلف المجالات.

مديرالتنفيذي "بيه هيون صوب": 

يشير تعبير "برامج المهمات الحرجة" إلى البرامج المستخدمة في السيارات ومحطات الطاقة النووية والقطارات عالية السرعة وما إلى ذلك، حيث إن أي خطأ في هذا النوع من البرامج قد يؤدي إلى خسائر بشرية بل وحتى كوارث بشرية. على سبيل المثال، قد تحدث مشكلات تسريع مفاجئة وغير مقصودة في قطار، بسبب فشل المحرك أو الفرامل، وقد يتسبب انهيار برنامج التحكم الأساسي في مفاعل نووي في تسرب إشعاعي من محطة الطاقة النووية. مثل هذه الحوادث تسبب أضرارا جسيمة للناس والممتلكات. ومما لا شك فيه أنه يجب التحقق من أن "برامج المهمات الحرجة" تعمل بشكل صحيح دون أي خطأ. ونظرا لأن تلك البرامج تزداد تعقيدا، فإن هناك قيود على قدرة العاملين البشريين على فحص أخطاء البرامج بدقة. وبالتالي فإننا نطور ونوفر أدوات للاختبار الأوتوماتيكي لشكف ما إذا كان هناك أي خطأ في تلك البرنامج.

ونظرا لأهمية عملية اختبار "برامج المهمات الحرجة"، اتسعت سوقها على مستوى العالم، ولكن في كوريا لم يكن يُعرف الكثير عن هذا المجال، لكن "شور سوفت تِك" لم تشعر بالإحباط أبدا، وواصلت التركيز على تطوير تلك الحلول. وبعدها بدأت بيئة السوق تتغير. ففي سياق ترتيب نظام إدارة الأسلحة المتقدمة، احتاجت وزارة الدفاع الكورية إلى التحقق من البرامج الموجودة لديها. وفي عام 2010، أعلنت شركة "تويوتا" اليابانية عن سحب عدد كبير من سياراتها من السوق بسبب وجود مشكلة في دواسة الوقود. ودفع ذلك الحادث شركة "شور سوفت تِك" إلى الأمام، حيث لجأ إليها مصنعو السيارات لأنهم وجدوا أنه من الضروري فحص أي خلل في برامج إنتاج السيارات. وهكذا أتيحت الفرصة أخيرا لهذه الشركة التي ظلت تقوم باستعدادات ثابتة ومستمرة.

مديرالتنفيذي "بيه هيون صوب": 

لقد مرت 20 عاما منذ تأسيس الشركة، لكننا بدأنا في تحقيق مبيعات جيدة منذ أقل من عشر سنوات فقط. على مدى السنوات العشر الأولى، عملنا فقط على التطوير التكنولوجي، وتم ضخ استثمارات دون تحقيق مبيعات. وخلال تلك الفترة، ساعدتنا الحكومة في استثماراتنا في البحث والتطوير، بناء على الإيمان بأن هذه التكنولوجيا ستكون ضرورية في المستقبل. وللسبب نفسه، ظلت شركات رأس المال الاستثماري تدعم شركتنا لفترة طويلة. أعتقد أن السنوات العشر الطويلة من العمل الجاد جعلت الشركة على ما هي عليه اليوم. لقد تمكنت الشركة من إنشاء حزمة كاملة من البرامج، حيث طورت تقنية "التحقق من النموذج" اللازمة لمرحلة التصميم، وتكنولوجيا "التحقق من الكود" لمرحلة التطوير، وتكنولوجيا "التحقق الديناميكي" لمرحلة ما بعد التطوير، وتقنيات أخرى لمرحلة المحاكاة. وبعد أن كنا قد بدأنا من لا شيء، طورت الشركة تقنيات مختلفة تتراوح من التحقق من النموذج إلى التحقق من المنتج النهائي. وبذلك فهي توفر حزمة كاملة كحل شامل، وهي الميزة الأكثر قوة لدينا.

في هذه الأيام، يتم تضمين العديد من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية عالية التقنية في السيارات. وأصبحت عملية التحقق من البرامج جزءا أساسيا لمنع أعطال الأجزاء لأنها تضمن السلامة، التي تعد أهم عنصر في السيارات. وبالإضافة إلى مجال السيارات، تعمل "شور سوفت تِك" على تطوير حلول للتحقق من البرامج في مجالات أخرى أيضا، بما في ذلك الطاقة، وأنظمة الأسلحة، والسكك الحديدية، والسفن. فقد أصبحت عملية اختبار البرمجيات ذات أهمية متزايدة في السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية والروبوتات والطائرات بدون طيار وخدمات الرعاية الصحية، وبالتالي من السهل أن نتخيل أن هذه السوق لديها إمكانات نمو عالية.

مديرالتنفيذي "بيه هيون صوب": 

 بلغ حجم السوق العالمية لبرامج المهام الحرجة 63 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 5.6 في المائة سنويا لتتجاوز 90 مليار دولار في عام 2024. ومن المتوقع أيضا أن تنمو السوق المحلية من 1.3 مليار دولار في عام 2019 إلى أكثر من 2.7 مليار دولار في عام 2024. لقد أصبحت السيارات ذاتية القيادة والسيارات الكهربائية أكثر شيوعا، والطلب على البرمجيات واختبارات البرمجيات آخذ في الازدياد. الطلب مرتفع بشكل خاص في الصناعات الرئيسية في كوريا في قطاع صناعة السيارات وبناء السفن، وكذلك في صناعة الطيران التي تسعى الدولة لرعايتها. أتوقع أن هذه السوق ستنمو بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى شركة "شور سوفت تِك" لتعزيز مساهمتها في المجتمع. وفي هذا السياق، أنشأت الشركة مشروعا مشتركا يسمى "شور داتا لاب Sure Data Lab" مع شركة كوريا للطاقة الكهربائية. والغرض من هذا المشروع هو اكتشاف حالات الوفاة بين كبار السن الذين يعيشون بمفردهم من خلال تحليل استهلاكهم للكهرباء. وتخطط الشركة لتوسيع نطاق الأعمال ليشمل الخدمات المصممة للتحقق من سلامة الضعفاء اجتماعيا، إلى جانب كبار السن. وشاركت "شور سوفت تِك" أيضا في برنامج الدعم المخصص لضحايا حوادث المرور منذ عام 2000. وقد فازت الشركة بجائزة ترويج الشركات في العام الماضي وتم الاعتراف بها كمؤسسة تنفذ روح المشاركة وتعزز القيم الاجتماعية.

مديرالتنفيذي "بيه هيون صوب": 

 سابقا، اعتمدت كوريا على البرمجيات الأجنبية في صناعة المهام الحرجة. لكن تم إنتاج المزيد من هذه البرامج محليا. ومع ذلك، ستكون التكنولوجيا غير كاملة إذا لم يتم تأمين اختبار البرامج وتكنولوجيا التحقق محليا. لقد لعبنا دورا في هذا الجزء لتحقيق الاستقلال التكنولوجي. نحن فخورون بذلك. وأنا متأكد من أن تقنياتنا يمكن أن تجذب الأسواق الخارجية أيضا. لا يوجد قائد عالمي واضح في هذا المجال، ولذلك سنواصل التركيز على البحث والتطوير، وتطبيق التكنولوجيا على المواقع الصناعية وزيادة قدراتنا حتى نتمكن من أن نصبح شركة رائدة معترفا بها عالميا في مجال البرامج عالية الموثوقية.

شركة "شور سوفت تِك" تتنافس مع الشركات العالمية من خلال حلول اختبار البرامج التي طورتها بشكل مستقل باستخدام تقنياتها الخاصة، كما تعمل على توسيع وجودها في السوق الخارجية، لتصبح مزودة عالمية لأدوات التحقق من جودة وموثوقية البرامج.