ⓒ Getty Images Bank

'أصبح الثراء يقاس بالأشياء غير المادية. كان التركيز في الماضي على أصحاب الشركات، والعقارات، والثروات. أما الآن فأصبح الأثرياء هم من يملكون أكبر قدر ممكن من الأشياء غير الملموسة. فكانت الطبقة العليا من المجتمع تملك أسهمًا وعملات افتراضية من كل نوع، بالإضافة إلى المعرفة. وأصبحت حتى الذكريات تباع وتشترى'.

كان السبب الذي دفع "تشو آه" إلى محاولة شراء ذكريات "ييكيونغ" هو ابنها "غرايسون". أرادت "تشو-آه" أن تشتري ذكريات الحب الأول لصديقتها، كي تحقق نتائج تضمن لها قبول ابنها في المدرسة التي يريد الالتحاق بها. وكانت عملية زراعة الذكريات تثير جدلًا واسعًا ومناظرات لا تنتهي في البرلمان ووسائل الإعلام.

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

العدالة في فرص التعليم والشفافية هي أهم شروط إنشاء مجتمع صحي. لكن المجتمع في هذه القصة يفتقد هذه الشروط، فقلة قليلة فقط من الطبقة العليا في المجتمع هم من يستطيعون الوصول إلى المناصب العليا في المجتمع والحصول على الفرص التعليمية الجيدة في المدارس. لكن القصة تطرح أزمة جديدة تواجه ذلك المجتمع، فالمؤسسات التعليمية لا تزال تبحث عن الطالب الكفء، الذي تتجاوز قيمته الماديات أو الإنجازات الأكاديمية البحتة، الطالب الذي يتمتع بشخصية صادقة ومشاعر عميقة، تتمثل في الذكريات. وهذا مطلب يناقض طبيعة المجتمع الذي تصوره القصة، الذي تتحدد قيمة أفراده طبقًا لممتلكاتهم وموقعهم على السلم الاجتماعي. 

 'سألت "ييكيونغ": "ألا يملك الجميع ذكريات؟"، ردت "تشو آه": "ليس أنا! لكنني أحتاج إليها جدًا الآن، أحتاج إلى هذه الذكريات من أجل إجراءات الدخول الخاصة لابني غرايسون. يجب أن يخوض المتقدم مقابلات بالذكاء الصناعي. وهي مقابلات مفصلة للوالدين. والهدف من هذه المقابلات هو اختبار الدور الذي لعبه الوالدان في تربية الأبناء كي يصبحوا أفراد موهوبين في المجتمع. وأنت تعرفين الذكاء الصناعي، فهو يستطيع اكتشاف الصدق والكذب. لم يعد من الممكن أن نكذب أو أن نصرح بأشياء مزيفة مثلما كنا نفعل في الماضي. لا أجرؤ على الكذب أثناء مقابلة الذكاء الصناعي، ألا تظنين أن العالم مخيف للغاية؟ . أرجوك، اقبلي عرضي. فأنتِ لن تخسري أي شيء بإعطائي ذكريات حبك الأول لمي-سو على أي حال"'.

---

الكاتب "كيم شينو":

وُلد الكاتب "كيم شينو" عام 1978. نشر أول أعماله الأدبية عام 2001 في جريدة "ميئيل شينمون" الأدبية بعنوان "جهاز مناعي".