ⓒ Getty Images Bank

 'تناولت أمي الغداء وحدها مثل زملائها المرفودين من قبلها، وراحت تحدق في ظهور الآخرين في الأوقات التي لم تكن تتحدث فيها في الهاتف. كانت تلقي تحيات لا يرد عليها أحد، وتُطلق دعابات لا يضحك عليها أحد. هنا فقط أدركت أن اسمها كان مدرجًا على القائمة'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

عنوان القصة هو "خارج مجال التركيز"، وهي تقنية تستخدم في التصوير الفوتوغرافي والتصوير السينمائي، يتعمد فيها المصور تصوير موضوع الصورة بحيث يبدو مبهمًا غير واضح، وهي التقنية التي تقارن الكاتبة بها حياة الإنسان الحديث المعزولة. فنرى والدة "جو-هو" يعاملها الجميع في الشركة وكأنها شبح غير مرئي بمجرد أن يُدرج اسمها على قائمة الذين سيفصلوا من العمل، وحتى مكتبها نُقل إلى خارج المبنى، دون أن يهتم أحد. وتتكرر جمل مثل "لم ينتبه أحد" و"لم يهتم أحد" خلال القصة أكثر من مرة، وهو ما يرينا كيف أن والدة "جو-هو" وحياتها كانت خارج مجال التركيز، ليس فقط في عملها، بل في مجتمعها، وفي عائلتها أيضًا. 

'كانت أمي تقف أمام مدخل البناية طوال اليوم. وقد دربت جسدها للقيام بهذه المهمة الجديدة. كانت مهمتها الجديدة هي أن تعد جميع النوافذ والأبواب في البناية بحثًا عن مكتبها القديم، ثم التحديق في ذلك المكتب طوال اليوم. كانت جميع النوافذ الصغيرة قريبة من بعضها بعضًا، متماثلة في الحجم والشكل. ولذلك كانت كلما وجدت مكتبها القديم، فقدته من جديد وسط النوافذ الكثيرة المتطابقة المتجاورة. كان زملاؤها يشيحون بوجوههم عنها أو يتظاهرون بالنظر في هواتفهم النقالة كلما دخلت البناية، لكن كل هذا لم يضعف عزيمتها، فكانت تبقى هناك كل يوم'.

---

الكاتبة "كيم شينو":

وُلدت الكاتبة "كيم هييه جين" عام 1983 في مدينة "ديغو". نشرت أول أعمالها الأدبية عام 2012 في جريدة " دونغا إيلبو" الأدبية بعنوان "تشيكن ران". فازت بجائزة "جونغ آنغ جانغ بيون" عام 2013، وغيرها من الجوائز.