ⓒ Getty Images Bank

'كان تشيل-بُك يحمل ابنته على ظهره عندما حل في القرية كما تحل الرياح، فلم يكن هناك من يتذكره. جلس ساكنًا على صخرة في تل غمرته المياه لمدة ثلاث سنوات، وراح يصيح باسم واحد واحد من سكان القرية حتى كادت حنجرته تنفجر. كما كان يومئ برأسه موافقًا من حين لآخر دون سبب واضح، ويغمغم بكلمات خافتة، وكأنه يحادث شبحًا ما. ثم كان يرفع رأسه فجأة إلى السماء، ليطلق صيحة عالية، ويرقص كالأشباح وهو يقرع طبل الجينغ'.

نُشرت قصة "صوت طبل الجينغ" للكاتب "مون سون-تيه" عام 1978. وتدور القصة في قرية ريفية غمرها الفيضان عندما بُني سد بالقرب منها.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

كانت كوريا تُجري عمليات التحديث بشكل سريع في سبعينيات القرن الماضي. فبنيت العديد من السدود لتوفير الماء، ونتيجة لذلك، عانت الكثير من القرى من الفيضان. فسد "جانغ صُنغ" الذي بني في منتصف سبعينيات القرن الماضي بالقرب من نهر "يونغ سان" سبب فيضان الماء فأجبر سكان القرى المجاورة على إخلاء قراهم وترك حقولهم ومنازلهم التي توارثوها أجيالًا بعد أجيال والتخلي عنها مقابل تعويضات زهيدة. وتل "بانغ وول جيه" في القصة هو مكان خيالي ليس موجودًا في عالم الواقع، لكنه يمثل الألم والفاجعة التي تعرض لها بعض القرويين أثناء عمليات التحديث في سبعينيات القرن الماضي.

'تساءل: "ما هذا الصوت في منتصف الليل؟". راح يتخيل تشيل-بُك وقد أتى في الظلام مبتلًا تمامًا ويبتسم في حماقة. بدا أن صوت الجينغ آتيًا من غابة قريبة، وبدا انه يبتعد في اتجاه السد. قال بونغ-غو: "لا أعرف إن كان هذا صوت الجينغ أم صوت الرياح". جلس بونغ-غو وأشعل سيجارًا. لم يستطع أن يعود إلى النوم فواصل التدخين. كان صوت الجينغ الحاد يخترق قلبه كالشوك. في تلك الليلة، ظل بال-مان وضُك-تشيل والرجل العجوز يتقلبون في فرشهم، عاجزين عن النوم من صوت الجينغ الذي بدا أنه يأتي من كل مكان في القرية. بدا أن الصوت يقترب، وأنه يزداد حزنًا. ظن أهل القرية الذين عجزوا عن النوم أنه قد يكون صوت بكاء تشيل-بُك. ازداد خوفهم من الصوت ومن اليوم الذي حل فجره أكثر وأكثر'.

---

الكاتب "مون سون-تيه"

وُلد الكاتب "مون سون-تيه"  في "داميانغ" بمقاطعة جولا الجنوبية عام 1941. نشر أول أعماله الأدبية عام 1975، وحصل على جائزة "تشيه مان شيك" الأدبية في دورتها السابعة عام 2010.