الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

النصاب الأسطوري "كيم صُن-دال"

2021-03-12

ⓒ Getty Images Bank

يقال إن "كيم صُن-دال" كان شخصية حقيقية عاشت في عصر جوسون أثناء القرن التاسع عشر. وطبقًا لما جاء في الأسطورة، فقد كام رجلًا يتجول في أرجاء البلاد ليخدع كبار المسؤولين الحكوميين، والتجار الأثرياء، ورجال الدين المنافقين بعمليات نصب بالغة الذكاء، وذلك بعد أن تعرض لظلم كبير بسبب درجته الاجتماعية الدُنيا في مجتمع طبقي بالأساس. وقد توارثت الأجيال الكثير من القصص المذهلة عن عمليات النصب التي قام بها ذلك الرجل العبقري. وسوف نحكي اليوم بعض أشهر قصصه وأكثرها شعبية، وأولها قصة تدور حول عملية النصب التي أقنع بها رجلًا نصابًا بشراء نهر "ديدونغ" في بيونغ-يانغ.

ذات يوم، سمع "كيم" أن تاجرًا ثريًّا سوف يزور بيونغ-يانغ. زار نهر "ديدونغ" حيث يأخذ الناس سقياهم من الماء. وأعطى كل من كان هناك مبلغًا من المال، وأوصاهم برد ذلك المبلغ في اليوم التالي عندما يطلب منهم ثمن الماء. وفي اليوم التالي، كان الرجل الثري يمر بالنهر، وأطاع الناس "كيم"، فأعطوه المال حين طلب منهم ثمن الماء. سأل الرجل الثري "كيم": "لماذا يدفع لك هؤلاء الناس المال؟"، فرد كيم: "آه، هذا لأن النهر ملكي. ولذلك فأنا أجمع الرسوم من كل من يستخدم مياه النهر". رأى الرجل الثري في شراء النهر مشروعًا مربحًا بلا شك، فعرض على "كيم" مبلغًا سخيًّا من المال مقابل أن يبيعه النهر. أخذ "كيم" النقود من الرجل الثري، ثم اختفى. وفي اليوم التالي، ذهب التاجر كي يجمع ثمن الماء، لكنه سرعان ما اكتشف أنه وقع ضحية خدعة ماكرة. ويوجد مقولة شهيرة مستوحاة من هذه القصة تقول: "إنه شخص يستطيع بيع الماء من نهر ديدونغ".

وفي قصة أخرى، نجد ذلك النصاب البارع يتوصل لفكرة ذكية للتخلص من بعض الطعام الفاسد وكسب المال منه في الوقت نفسه. ففي يوم من الأيام، أعد "كيم" عصيدة الفول الأحمر. وكان قد أعد كمية كبيرة جدًا فلم يستطع أن يكملها كلها، وسرعان ما فسد ما بقي منها. لكنه لم يتخلص منها في القمامة دون تفكير، بل أخذها ليبيعها في السوق قائلًا إنها عصيدة الفول الأحمر بالخل. وطلب فيها ثمنًا أعلى من ثمن العصيدة العادية. لم يرد أحد أن يشتري عصيدة "كيم"، لكنه قال: "أظن أن القرويين أمثالكم لم يسبق لهم أن تذوقوا، أو حتى رأوا، عصيدة الفول الأحمر بالخل. لا بأس، لا تشتروها". لكن الناس كرهوا أن يُظن بهم أنهم مجموعة من القرويين السذج، فتسابقوا على شراء تلك العصيدة الفاسدة بسعر مرتفع، وتحقق لـ"كيم" ما أراد.

كان "بونغي" من ضمن الألقاب التي لُقب بها "كيم"، بعد خدعة أخرى. كان قد رأى دجاجة في السوق، وسأل البائع إن كانت طائر عنقاء، والعنقاء تُدعى "بونغ" في اللغة الكورية. ظن البائع أن "كيم" رجلٌ يعاني من مرض عقلي ما، فأكد له أن الدجاجة هي طائر عنقاء بالفعل. اشترى "كيم" الدجاجة، ثم قدمها إلى قاضي القرية بوصفها طائر العنقاء. شعر القاضي بالضيق والغيظ الشديدين من "كيم"، فأمر بعقابه. لكن "كيم" أصر أن بائع الدجاج قد خدعه، وقد أكد له أنه اشترى طائر عنقاء. استدعى القاضي بائع الدجاج، وطلب منه "كيم" تعويضًا كبيرًا لقاء ما تلقاه من العقاب، بسبب كذب البائع. وقد استطاع "كيم" أن يجني ربحًا طائلًا من خدعة الدجاجة تلك، فأطلق عليه الناس "بونغي".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;